19 ديسمبر، 2024 12:38 ص

الانتصارات الكوردية في سوريا….بوابة للعبورالنهائي….!!

الانتصارات الكوردية في سوريا….بوابة للعبورالنهائي….!!

بالمتابعة الدقيقة مع الاحداث في سورية بقف المرء على حجم الانتصارات الباهرة التي يحققها المقاتلون الكورد هناك على التنظيمات المتطرفة لتنظيم داعش الارهابي ، وهي بوابة العبور الى نصر اكبر واشمل بالتزامن مع الانكسارات المتتالية لهذا التنظيم  في معاركه ، والذي يبدو عليه الارهاق الفعلي نتيجة الاندفاع البطولي لمقاتلينا الكورد على جميع الجبهات والتي تبشر بالنصر الشامل ، وهذا يعني ان الكورد بسطوا سيطرتهم على أكثر من 19 قرية كوردية في شمال سورية وهي انجاز كبير بالقياس الى حجم قوة داعش الذي انهارامام التصدي البطولى لمقاتلينا الكورد ، والذي  يدخل في مصاف الانجازات الكبيرة للكورد في سوريا ، الا ان داعش يحاول  ترتيب قدرتها من جديد تمهيدا لقيامها بهجوم مقابل من اجل استعادة سيطرتها على المناطق التي خسرها في المعركة ، و بسط سيطرتها على الموارد ولا سيما النفط  في محافظة الحسكة السورية الغنية بهذه المادة من اجل تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض واجراء المساومات المطلوبة في هذا الشأن ….لذلك يبدو للعيان ان الكورد في سوريا قد تجاوزوا حاجز الخوف ولم يعد هنالك مبررا للتنازل بعد ان اثبتوا انهم اسياد  الانتصارات العسكرية في سوريا ، والتي تراها الولايات المتحدة الامريكية بانها بوابة كبرى يمكن الاعتماد عليها للانتهاء من هذا التنظيم الذي اشغل المنطقة برمتها ما يقارب من سنتين ، وأكد الرئيس الامريكي ان انتصارات البيشمركة هي نموذج حي للجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة الامريكية للقضاء على داعش الارهابي ، الذي بدأ يهدد علانية الامن والاستقرار في اوروبا …..بمعنى ان المكاسب الكوردية التي تحققت فس شمال سوريا هي مؤشر واضح بان داعش قد فقد  وبدأ يلفظ انفاسه الاخيرة في سوريا جراء شدة الضربات الموجعة التي يتلقاها التنظيم من الكورد ، وهي شهادة لا يقبل الشك بان الولايات المتحدة الامريكية بدأ ينظر الى الكورد من زاوية اخرى يمكن الاعتماد عليهم اذا تطلب الامر بذلك ، لذلك فان الكورد اصبحوا ضمن المعادلة الكوردية الصعبة في سوريا التي وجدت لنفسها عنوانا وطنيا بارزا  بسبب حجم المعارك البطولية التي يخوضونها يوميا من اجل استعادة المناطق الكوردية المستقطعة بقوة السلاح من قبل تنظيم داعش الارهابي.. ..بمعنى ان الانتصارات الكوردية  واندحار داعش هي التي حفزت تركيا بقصف وحدة الحماية الكوردية بالمدفعية الثقيلة ، وهي دليل لا يقبل الشك ان تركيا متورطة بمساندة داعش امام الملأ ، وان امتناعها من الدخول في التحالف الدولي لمحاربة داعش هو اكبر دليل غلى ذلك ، وهذا يعني ان الايام القليلة القادمة ستشهد انعطافا كبيرا في سير المعارك الدائرة بين مقاتلين الكورد وعناصر هذا التنظيم الذي فقد كل ما كان يتصف به من قوة واقتدار يعد هزائمه المنكرة في كل المناطق التي يسيطر عليها ، بمعنى أخر ان الايام الباقية من عمر هذا التنظيم ستشهد انتكاسة لكل المراهنين عليها ، وان الولايات المتحدة الامريكية مدعوة ان تشدد من ضرباتها على معاقلها اينما وجدت ، وان وقف المبرم لاطلاق النار يجب ان لا يخرج من نطاق تشديد الضربات عليها لان اي تلكؤ في هذا الاتجاه سيلحق ضرراً بمسار المعركة مع داعش والمتعاطفين معها…..وعلى هذا الاساس  فان الانتصارات قد اشعل فتيل المقاومة الكوردية في تركيا ، وكان ذلك ايذاناً ببدء معركة التحرير من بسط النظام الدكتاتوري في تركيا سيطرته على الكورد ، وما المعارك البطولية التي يخوضها الكورد في تركيا الا دليلا واضحا على انحدار هذا النظام السياسي المقيت الى الدرك الاسفل بعد ان فقدت كل شيء ، واصبحت تعيش على اوهامها التي تضعها في نهايتها ، و مما زادت من احتمال فشلها وفشل حلم عثمانيتها البغيضة ….لذلك فانه ليس مستبعدأ ان تسعى تركيا مع السعودية في ضرب الكورد افشال مخطط اندفاعهم نحو اهدافها المرسومة لها خصوصا والسعودية تعمل بهذا الاتجاه بعد ان فشلت تركيا في هجماتها لاحتواء الكورد رغم بشاعة هجماتها العسكرية على المدن الكوردية المنتفضة ، بمعنى ان الترك سوف يورط الاخرين في لعبتها الجديدة والتي ستكلفها الكثير ، ولا يجد في النهاية من يواسيه على غطرسته القذرة …..