22 نوفمبر، 2024 10:00 ص
Search
Close this search box.

الانتشار الأمريكي الجديد

مقدمة: إخفاقات

يعرف المثقفون أن الدولة هي ارض وشعب و(حكومة) والحقيقة أن ما يعنونه هو السلطة فهذا آت من الذاكرة المعرفية والتي تعتبر مقدسة نتيجة اختلال في تعاريف أخرى ، كالحضارة والمدنية مثلا، ومعنى المقدس وتشابك الأفكار المنقولة من الماضي تقليدا مع الحاضر حفظا وتقليدا وأسلوب الإملاء وليس التدقيق والتمحيص، كل هذه تجعلنا أمام حالة فشل دائم في استقراء البديهيات أو تشكيل العلاقات الندية بل ومعنى الندية نفسه وتحويله إلى سلوك كغيره من المصطلحات والمفاهيم، سلطة الجهل في قلب الأمة التي مازالت تعرف القلب انه المضخة في الجوف، بينما فكرها الأساس الذي لم تبنَ عليه مدنية صافية يعرفه انه في الصدر (مقدمة الراس أو الناصية)، وانه أداة التفكير، يقولون صالح لكل زمان ومكان ويحرمون التفكير بينما عقيدتهم ترفض التقليد واخذ الأمور بظواهرها وسطحيتها ولا ادري كيف سيصلح لكل زمان وتأتي ناس تدير دولة بعقلية الماضي السحيق أو بجمود عند فكرة تبث الجهل وتحرك العقل الجمعي فينشأ “الفساد السلوكي” الذي يسطح الأخلاق والقيم فيكون الفساد ليس مقتصرا على المال والجريمة بأنواعها وإنما في كل مناحي الحياة، بل المجتمع يتبنى حالة مزدوجة غير متجانسة بين الحداثة بلا مقوماتها وآلياتها وفكرها وبين المتوارث من العادات والتقاليد والأفكار الجامدة التي تستعمر الغريزة بها المنظومة العقلية فتشلها تماما وتفقدها الكينونة بفقدان الشخصية السوية فالبشر ماكنة تجمع المتناقضات كمحرك تعمل أجزاءه بشكل متخالف فلا تبنى ثقافة ولا تفاهم بين الناس ولا غيرها من مقومات الأمة فلا تتكون امه وبالتالي لا تتكون دولة فلا حضارة فكرية ولا تطور مدني نابع من المشاركة المدنية للعالم وربما يكتفى باستيراده للاستخدام فترى مظهرا وعقلية مشوهة لا هي متمدنة ولا هي متحضرة ولا لها وضوح ثقافي اللهم إلا إن اعتبرت هذه التناقضات ثقافة الأمم الهامشية  وهذا واقع مجموعتنا البشرية وهو واقع كثير من دول العالم المتخلف وان اختلفت بالتفاصيل، وهنا لست اشخص فالحلول دوما مطروحة لكن عاجزة عن إيجاد البيئة وسط تجهيل لا يقابله تعليم صحيح وإنما يدعم الجهل بتضاده، ويدعم الفساد بتفاصيله ويؤسس للفشل الذي لا يحتاج إلى جهد لينتشر وعندما تتكلم أحاسيس ترفض التخلف تتوجه إلى تآمر الآخرين وكان المؤامرة قدرا مقدورا وليس اكثر من واقع خطط الآخرون للاستفادة منه، وأغنام لا صاحب لها فوجد شخصا حاجته في حلبها، وعندما يفكرون بالتطور يحلبون أنفسهم ويقدمونه لهذا المستغل أو ذاك وبدل أن يبنوا شخصيتهم وثقافتهم يمارسون التقليد للمستغل بشكل ممجوج من الضحالة السلوكية، أمام قوى تخطط وتدبر وتنظر وتنفد ما يصل إليه مفكروها بمتعدد توجهاتهم وبناء استراتيجيات كالتي نحن بصدد احدها

التحشيد والأهداف فالغاية:

الولايات المتحدة دولة حديثة بمعنى الدولة التي هي كل شيء ومسئولة عن إدارةكل شيء ضمن نظام رأسمالي لتحقيق أهداف أصحاب المصالح، الرأسماليين، الدولة لها قيمة واحدة هي  النفعية ولست هنا بصدد شرح لتفصيل معنى الدولة الحديثة فكل ما نراه مما نفهم أو لانفهم مما نقبل أو نستنكر هو مخرجات الدولة الحديثة، فدولة كهذه لا تتحرك بالأهواء ولا يقودها شخص واحد وفي ذات الوقت يقودها، قد تتأجل الغايات بها بتغييرات التكتيك في الأهداف تطول أو تقصر وكلها وفق مخرجات الدراسة والخطط المتعددة المسارات لكن ما نراه اليوم من تحشيد هو ضمن خطة تنمو كما ينمو الجنين في بطن امه لا تبدو ملامحه إلافي الولادة وتتغير صورته وحركته إلى يبلغ وينجز مهمته،  هذا التصوير هو نوع من المبالغة الواجبة كتكبير الصورة لتفهم، فالعراق بدأ احتواءه بعد إزالة العهد الملكي وتابعوا كم من تغييرات وتغييرات مضادة برد الفعل جرت إلى أن وصلنا 2003 لتنتشر الخطة على المنطقة ويجري إفراغ وتشويه “الإسلام السياسي” بخيارات وولادات قبل أوانها أو ولادات ميتة أصلا فتدير البلد أموات تسير كما يسمونها الزومبي التي لا هم لها إلا عض واكل لحوم الأصحاء.

في التكتيك كما الاستراتيجية هنالك حمل أي تخطيط وتحشيد وأهداف وغايات، الغايات لا تعلم من الميداني وإنما من ركائز السياسة، فالميداني مهمته ميدانية ولا يعلم أكثر فكل مسئول عن جزء في صناعة الحدث، القوات اليوم هي في مرحلة التحشيد، وأسال من تسال فلن يعرف الأهداف الأولية بتسلسلها والتي بتراكمها وتصاعدها ستصل الحملة إلى الغاية، ولكن مع كل هدف سيخرج محلل يقول ألم أقل إن الغاية كذا، لكنها محض مرحلة في حياة الجنين، هكذا سارت الأمور مذ عرفنا من اللاعب في أرضنا فالغاية لن تعرف إلا عندما تنتهي المرحلة إن كانت هذه هي نهاية مخطط دام طويلا وربما التحشيد ضمن استراتيجية أخرى وما يحصل تأمين الأطراف.

لماذا نتقبل الأمور كقدر؟

معظم من سيقرأ سيتخذ ما كتبته ضمن السرديات القدرية، لكنها ليست قدرية، كل ما في الأمر أن اللغة مختلفة بيننا وبين الغرب، فنحن نقدم حقوق بقايا الأمةمع فنجان قهوة في مضيفنا، أو نعبر عن مشاعر الود والعرفان كما يريد محتل أرضنا وقد تركنا نعبث ونحن في السقوط الحر والانفصال التام عن الجمهور والعجز عن إنشاء أمة ونشاط غرائزنا من حب التملك والسيادة والانا الإبليسية التي تدفع للظلم بوهم التمكين فيسهل التقدم في الأهداف نحو الغاية.

هو فهم خاطئ عندما يعبر قائد عربي عن الود والطاعة ورعاية المصالح ولايطلب أي شيء كثمن لهذا إلا بقاءه في سلطة أصلا هو موضوع فيها ضمن المطلوب، إن من يسمعه سينظر إليه باستخفاف تام بل يمعن في إذلاله فهو لا يبدو له مؤهلا عقليا، هو وحش؛ وقد تربي وحوشا لكنك تضع اللجام عليها فان أرادت التجاوز عن طول الحبل سحبت وربما ضربت ولن تقتل حتى تسوية العمليات، لكنها ستفهم أنها أمام سيدها وان حركتها محددة بما يسمح لها…. لن يقتل من يفهم اللغة وان كان صلبا رافضا بعقل، وأعاد تنظيم بلده وتحالفاته وسدد منظماته وجمع النخبة الواعية ووضع الخطط، ونزع اللجام وان بقيالرسن بيد من كان سيده.

الخلاصة إننا أمة متى وجد لنا قادة حقيقيين وليس أناسا متسلطين، فعندها سنصنع نموذج الند ونكون شركاء مدنية نعين داعمين وليس تابعين لا نصد طغيانا ولا نفعل إلا زيادة الضعف الفكري ونخر الكينونة فنكون وحشا بيد المحتلين؛ وخططهم قدرا مقدورا نتبعها وننفدها صاغرين فسلطاتنا لم تتعلم أن تأخذ بنصح ودراسات أبناء الأرض، لكن هم يأخذون حتى بكلامي هذا.

أحدث المقالات