18 ديسمبر، 2024 9:59 م

الانترنيت ..نعمه ام نقمه

الانترنيت ..نعمه ام نقمه

يعتبر الانترنيت من حيث المبدأ نعمه ….فهو اختصر الزمن كثيرا ..وبسط الامور وجعل كل شيء تحت تصرف مستخدمه وهذه نعمة تحسب على هذه التقنيه الجديده علينا كشعب عاش تحت ظروف قاسيه وصعبه ….
كانت حياة الشعب العراقي قبل 2003 حياة تشوبها الرتابه والبساطه …فحياة الغني في غناه يعيش رغدا والفقير يربط الحزام على بطنه ويصبر ويصابر
لايعرف الغني بجوع الفقير الا ماندر ولايعرف الفقير عن ترف حياة الغني الا لمن لهم تماس مباشر مع الاغنياء
الاتصال كان بالهاتف الارضي بذخ ارستقراطي ..كان القليل من بيوت المدن من لديه تلفون ارضي ..قد يستخدمه اهالي المنطقه او يتصل عليه من يسافر الى مدينة اخرى ليطمئن اهله
تفاصيل هذه الحياة يعرفها اجيال عاصرت هذه الفتره ..وقد تكون غريبه على جيل مابعد 2003
..البث التلفزيوني يغلق الساعه 12 ليلا ..والنوم اجباري ..وقليل من يبقى لهذا الوقت ….
رتابة الحياة ولدت كبت وهذا الكبت يكاد يحدث انفجارا بين الحين والاخر ..
ولكن هنالك دراسات خفيه غير معلنه .تعمل ..فهي تقترح وتقدم ابحاث فمثلا ..تقترح هذه الدراسات والابحاث الى نشر الاشاعه ومدى انتشارها وقبولها ورفضها مجتمعيا يتم بموجبه العمل بها او رفضها فلكي يتم اطلاق مغزى الاشاعه على ارض الواقع او حجبها يكون تبعا للانتشار والرفض
عسكرة المجتمع …..جعلت منه اشبه بالنمل يمشي بقانون وياكل بقانون وينام بقانون ..قد لاتكون هذه القوانين مرئيه او موثقه او مكتوبه ومعلقه ….بل قوانين وضعيه يعرفها الصغير والكبير دون ان يدرسها
..
جاء زمن التغير …..بعد سقوط النظام سنة 2003 ….واصبح البلد مباح …مباح بما تحمل الكلمه من معنى …….لاقيود على اي شيء ..
فتحت الحدود .على مختلف مسمياتها …البريه والجويه والبحريه …….اصبح المجال متاح لدخول كل شيء …فوضى عارمه اجتاحت البلد
واحببت ان اركز على شيء تاثيره واضح ومهم
انه الانترنيت …………….لقد كان سيفا حادا بنصل بتار ..على من يستخدمه ان يكون محترف ..والا عرض نفسه للخطر
بعد معرفتنا بالانترنيت ….
دعونا نركز على ..الشوسيال ميديا (( Social Media)) او مايسمى وسائط أو وسائل التواصل الإجتماعي أو الإعلام الإجتماعي..بانواعها المختلفه …منها الفيس بوك ..انستغرام ..واتساب .فايبر .تويتر .وووووووووووو
فاصبحت حياة الناس مكشوفه للجميع … لامخفي بعد الان ….كيف اصبح فلان غنيا اصبح معروف ..طريقة معيشته ..ومن اين كسب امواله ..يمكن معرفتها من الجميع….لا بل اغلب الناس اخذ ينشر ماذا اكل اليوم في وجباته الغذائيه ..واين سافر .,واين هو الان ….
ادت هذه الممارسات بضغط على الفقير …الذي يطلع على اقرانه وطريقة معيشتهم ….بل نرى فلان بين ليلة وضحاها من بائس وفقير الى مترف وغني
ولدت ضغوطات هذه المعلومات والاطلاع عليها اجبر بعض المطلعين ان يحذو حذوهم ….
اصبحت حياة الفقير لاتطاق واصبح امام اسرته وافرادها متهم بالتقصير …وسبب ذلك انتحار بعض الشباب ..وانحراف اخرين ……. وتفككت اسر وتشرذمت عوائل
ليس بسبب الفقر ..بل من صدمة المعلومه التي وصلت لهم وبما وصل اليه اقرانهم بغض النظر عن الطريقه التي اوصلتهم
نعم لاغبار على المجتهد والذي تطور بالطرق الشرعيه …ولكن المشكله بالقفز الغير منظم للبعض ..بحيث تجده اليوم فقير وغدا غني …وهذا يجعل الناس على معرفه بغناه بل حتى بالطريقه التي اصبح بها على هذا الحال مشروعه كانت او غير مشروعه
حيث يجب أن نفرق هنا ما بين من يبذل كل ما في وسعه و لا يستطيع . و بين آخر يستطيع، لكنه لا يبذل كل ما في وسعه.
.
سوء الاستخدام اوصل الناس الى هذا الحال ……….فياحبذا لو استخدم كتقنيه لخدمة الناس ..لا كما مستخدم هذه الايام للتشهير والتسقيط ..وباسماء مستعاره