الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي، بعد العام الفارسي الجديد، والذي دعا فيه خامنئي، إلى مزيد من القيود على الإنترنت – معتبرا أن هذا الملف جزء من قتال النظام ضد أعدائه، والذي يأتي بعد ترکيز ملفت للنظر من جانب أوساطا عديدة من النظام على شبکة الانترنت والتهديد الذي تشکله على النظام، يعيد للأذهان مرة أخرى فكرة الإنترنت الوطني أو “الإنترنت الحلال” کما کان قد طرح في عام 2005، في ظل حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إذ أنه وبعد إندلاع إنتفاضة عام 2009، فقد تيقن النظام من إن التکنلوجيا الحديثة تقف کند أمامه ولذلك فقد بادر للبحث عن خيارات تجعله في مأمن عن هذا التهديد، وإن مايقال بأن الانتخابات الرئاسية القادمة وإحتمال مجئ رئيس جديد محسوب على جناح خامنئي من شأنه أن يعيد الاضواء مجددا على موضوع الإنترنت الحلال، لکن الذي يجب أن ننتبه له هنا ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن ترکيز النظام وبشکل خاص خامنئي على موضوع شبکة الانترنت وماتشکله من خطر وتهديد على النظام، إنما يعود الى الدور الفعال الذي بذله القاطنون في معسکر أشرف3 بألبانيا من حيث جعلهم لهذه التکنلوجيا في خدمة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، والذي جاء إمتدادا لدور وتأثير هٶلاء المناضلون من أجل الحرية على الشعب الايراني أيام کانوا في العراق، کما إن السعي من جانب النظام من أجل مايسمونه بالانترنت الحلال يأتي بعد الموفقية الکبيرة التي حقققها الاشرفيون في کسر وتحطيم جدار الخوف الذي شيده النظام على مر العقود الاربعة المنصرمة.
محاولة النظام الايراني من أجل مايسميه ب”الانترنت الحلال”، هو إمتداد لحملاته المحتدمة والمتواصلة ضد سکان أشرف ولاسيما وإنهم قد أثبتوا قوة وديناميکية وحيوية تواصلهم مع الشعب الايراني وتأثيرهم عليه خصوصا وإن الاخير صار مقتنعا بصحة وواقعية مادعا ويدعو إليه الاشرفيون ولو أعدنا الى الاذهان کيف إن هذا النظام حاول بشتى الطرق والاساليب من عزل سکان أشرف عن العالم أيام کانوا في العراق وفرض حصار شامل عليهم أودى بحياة 26 منهم الى جانب الهجمات العسکرية والصاروخية ضدهم والتي زهقت أرواح العشرات منهم وخصوصا خلال مجزرة 8 أبريل2011 والاول من سبتمبر2013، وإن فشل النظام في مسعاه هذا والذي حاول من خلاله القضاء على سکان أشرف قضاءا مبرما ونجاح عملية الانتقال السلمي للسکان من العراق الى ألبانيا والذي صدم النظام جعله بل أجبره على أن يسعى لإعادة خلط الاوراق والبدء بمخططه الجديد بإنشاء”الانترنت الحلال”، والذي لايمکن أبدا أن يکون بأفضل وأجدى نفعا من مخططاته السابقة.