لابد من القول ان عملية ممارسة الانتخاب هي اشبه ما تكون بواجب فرض عين ولعلها كذلك، لانها تحدد مصير شعب وبلد قد تفضي في نهاية الامر الى ما يحمد عقباه او لا يحمد عقباه ولعل هنالك من يعتقد ومن منظور حرية الراي والفكر والممارسة عدم منح الصوت: يرجع الى حقيقة تنفيذ البرامج والشعارات التي ترفع هنا وهناك وحضورها على ارض الواقع وذلك من قبيل التجارب التي مر بها المواطن مما يهيء لنفسه المبررات في عدم ذهابه الى صناديق الانتخاب..
ان كل تجربة وليدة لابد ان تشوبها الكثير من التشوهات وهذه حالة طبيعية لحداثة التجربة ولقلة وعي البعض من ممارسيها، وهذا يؤدي الى نتائج سلبية تنعكس على نوع الاختيار، وبالتالي عدم التوفيق في تحقيق ما يصبوا اليه المواطن الذي يبني تصوره بالعزوف عن الانتخاب دون ان يعود الى محاسبة نفسه في طبيعة اختياره، لان من يتبوء المناصب الحكومية العليا انما اتى عن طريق صوت المنتخب، واذا تلقى المسؤلية الكبرى على عاتق المواطن فهو الذي يرسم معالم الطريق وقد يتصور البعض باننا سبق وان خضنا هذه التجربة مما اكسبنا خبرة في الممارسة..
لو تفحصنا تاريخ الامم التي اسست لتلك العملية ومارستها لوجدنا انها استهلكت زمنا طويلا حتى وصلت لما هي عليه اليوم، ومن قبيل المفارقة انها وقعت في نفس الاخطاء التي نعاني منها اليوم، الا انها بقيت مصرة على ممارسة الانتخاب وعليه لابد ان يكون لنا نفس الاصرار في الانتخاب دون اختيار العزوف باعتباره الحل الامثل، ذلك لان العزوف يهيء لمشاكل اكبر واخطر فهو من جانب يحجب الصوت عن من يمثله ويعطي فرصة جيدة للذي لا يمثله، و لا يحقق طموحاته وبذلك تكون الخسارة فادحة وليس ببعيد ان تلقي بظلالها على الديمقراطية من قبيل تقليم اظافرها ومن ثم إلغائها. فعلينا جميعا ان ننظر الى الانتخاب، وقبل ان يكون مجرد ممارسة بانه واجب وطني لابد من الالتزام به وبذلك نحمي الديمقراطية في العراق..
ان ما يتبادر الى الاذهان وقبيل كل عملية انتخاب هو( من انتخب وحقيقة السؤال هو كيف اختار)
ان علة الاختيار ترجع الى المواطن الذي يتحتم عليه متابعة كل ما يجري لكي يمتلك النظرة الفاحصة التي تؤهله لمعرفة الاختيار الصحيح, والمتابعة تعني امتلاك الرؤية والتقييم الذي يجرده من العاطفة والاهواء الشخصية، وحتى المفاهيم المذهبية والقومية الضيقة وبذلك يضمن على اقل تقدير من يستطيع ان يحقق له جزءا من الطموحات وهكذا دواليك حتى نصل الى مراحل متقدمة في انجاز ما نصبوا اليه. .
ان من مرعبات نتائج الانتخابات في الدول حديثة الديمقراطية هو التلاعب في أصوات الناخبين، مما يقصي مرشحين ويقرب اخرين ويعد ذلك من النتائج الخطيرة التي تلقي بظلالها على الشعب، في عدم الاستفادة الحقيقية من هذا المنجز الهام وهو التصويت في تقدم وأعمار البلد وانجاز التشريعات التي تبني حياة الانسان وتؤمن مستقبله ومستقبل الاجيال القادمة، وهذا احد الاسباب التي يجب على المواطن الانتباه وعدم السماح لها في جعلها مؤثرا اخر يضاف الى جملة الاسباب التي من شانها تقرر الانتخاب، من عدمه فمعركة الانتخاب معركة شرسة يخضوها الاشرار مع الاخيار وتغذيها دول لها مطامع ومنافع ويسؤها ان ترى العراق بلدا حرا كريما ينعم بالخير والرفاهية والسيادة الكاملة. والقرار المستقل وكلمة خطيرة مرعبة اسمها الحرية التي ترعب الدول الاقليمة والأنظمة العربية التي لم ولن تدخل في قاموسها شئ اسمه الديمقراطية..