23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

الانتخاب الصحيح طريق لحفظ الحقوق

الانتخاب الصحيح طريق لحفظ الحقوق

على اعتاب العملية الانتخابية للمرة الرابعة ، ينبغي على الناخب رمي المعايير السابقة وراء ظهره، خاصة بعد الفشل الحكومي الذي أصبح مهيمنا بسبب طغيان الفساد لحدود غير معقولة أكلت عظام النظام بعد لحم الدولة، فيما البنى التحتية والخدمات ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين اليومية في حالة رديئة للغاية وتتردى من سيئ الى اسوأ دون أن تلقى معالجة جدية وعلمية تضع الحلول الناجعة للازمات التي تترك بصمات سلبية على البلد يفترض ان يرتقي الى افضل الدول وهناك فراغ سياسي مخيف لا تستطيع قوى الفشل ملئها ،وشريطة ان المواطن لاينساها، بل يضمها الى الدروس التي تزيد من خزين خبرته في انتقاء المرشحين، ان يستثمر المواطن ماسيراه في مقبل الأيام من دعايات ووسائل جذب اعلامية ، ويجلس بهدوء وروية يحاول ان يحلل ويستقرء تلك الوسائل الدعائية كي لا يقع في الخطأ السابق عند الانتخاب ويسخرها لصالح البلد ومصالحه ، وهذا لن يكون إلا من خلال فرز الناخب لمرشحيه قبل الاقتراع وعملية التصويت. أما المعايير ووحدات القياس التي على ضوئها انتقى الناخب المرشحين في التجارب الثلاث السابقة، كالحزبية والفئوية والطائفية والعشائرية والمناطقية فهي سموم يجب التخلص منها حيث إلاعودة ، كانت للدورات الانتخابية الثلاث الماضية دروس وعبر يجب الاستفادة منها ، لان أفق التغيير في الانتخابات المقبلة بات مرتبطاً بوعي المواطن لا بآمال المرشح أو حروب التسقيط .بعدما بلغت أحوال البلد هذا المستوى من التردّي في السياسة والإدارة، ووصلت فيه الأحوال الاقتصادية إلى شفير الانهيار، وتستمر الأزمات بالتناسل والتراكم، من كهرباء ومياه ونفايات، في ظل هذا العجز المتفاقم عن المعالجات الجدية والحاسمة ،لذا نرجو ان يكون الناخب قد استنبطها من صناديق الاقتراع خلال المرحلة الماضية ، والتي كانت دروسا قاسية ، وكان الثمن مدفوعا من جيبه إذ لم يكن الناخب يعي تمام الوعي ماهية الانتخابات ومن ينتخب ، ولم يكن على دراية تامة بالشخوص التي ظهرت على حين غفلة من الزمن أمامه بالصورة، إنما أتت تلك الدراية بعد أن اصابة الرؤوس بالفإس. والحديث يطول لو أردنا سرد إحباطات المرشحين وتلكؤاتهم في واجباتهم، بعد تبوئهم مناصبهم القيادية ، طيلة السنوات العجاف الماضية ، وليكن في المعلوم عند الجميع ان الانتخاب الصحيح طريق لشرعية حفظ العملية السياسية السليمة لان البعض من المرشحين في هذه الدورة مشمرين عن سواعدهم واكثر استعداداً للمرحلة القادمة ، وسيقتفون كل السبل ، ويطبقون جميع الأفانين والحيل، ويمارسون مختلف الاعيب وصورها ، لكسب صوت الناخب باي وسيلة كانت ،المهم الخيار الجدي هو تبلور الموقف الشعبي الذي سادت شعاراته في الفترة الماضية إلى رأي عام متعدد الوسائل والأدوات السياسية والإعلامية، والانتقال إلى الجهد السياسي الذي أخذ شرعيته من الشارع العراقي.وخنق كل محاولات اللعب المجددعلى معاناة الشعب .و الطريق مفتوح أمام العراقيين في اتخاذ موقفاً مسؤولاً يحفظ شرعية العملية الديمقراطية لانتخاب من يمثّلونهم من أجلِ تحقيقِ الامن والاستقرار والوصول الى الاهداف بمجابهة وحدوية لاهداف وطنية صادقة وبرنامج كفاحي وخطة عمل قادرة على إحباط اي مخطط سيئ.بعيداً عن السياسات الفردية وهمومها وانعكاسات سجالاتها على الحياة عامة .