مع إقتراب موعد إجراء إنتخابات الرئاسة في إيران والتي يسعى النظام الايراني للمراهنة والتعويل عليها کمخرج وکحل للأزمات والمشاکل المختلفة التي يعاني منها خصوصا إذا ماتذکرنا ماکان قد أعلنه المرشد الاعلى للنظام قبل فترة بشأن”الحکومة الاسلامية الفتية” التي ستأتي حتما عقب هذه الانتخابات، فإن النظام وفي خضم الازمة الخانقة التي يعيشها ويواجهها يريد بکل الطرق والوسائل والاساليب أن يستغل ويوظف هذه المسألة لصالحه وبطبيعة الحال فإن الترکيزين السياسي والاعلامي غير العادي عليها، تٶکد هذه الحقيقة.
معضلة النظام الايراني لئن کانت متعددة الجوانب والابعاد، لکن يمکن التأکيد على إن أهم جانبين لهذه المعضلة هما:
الاول: الاوضاع الداخلية المتأزمة والرفض الشعبي المتزايد للنظام ومايٶکده قادة النظام أنفسهم من أن إحتمال إندلاع إنتفاضة عارمة بسبب تردي الاوضاع بصورة عامة وتعاظم دور وتأثير مجاهدي خلق بين صفوف الشعب الايراني من خلال شبکاتها الداخلية، أمر وارد.
الثاني: العزلة الدولية التي يواجهها النظام والعقوبات الدولية بسبب من برنامجه النووي وکذلك إنتهاکاته في مجال حقوق الانسان.
خامنئي وکما أسلفنا قد قام وفي ضوء عدم تمکن النظام من إيجاد حلول ومعالجات لأزماته المختلفة ولاسيما فيما يتعلق بالاوضاع المعيشية السيئة، بإستغلال هذه الانتخابات والزعم بأن تشکيل”الحکومة الاسلامية الفتية” من شأنها أن تجد حلولا للمشاکل والازمات التي تواجه الشعب الايراني، وقطعا ليست المرة الاولى ولا الاخيرة التي يبشر فيها خامنئي بهکذا أمور وفي کل مرة لايجد الشعب شيئا سوى السراب، لکن لايبدو إن الشعب سيثق بذلك ويصدق به وکما إنه لم يشارك في الانتخابات السابقة کما کان يطمح النظام، فإنه وفي ضوء دعوات مقاطعة هذه الانتخابات من جانب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، فإنه لايبدو بأن حظ هذه الانتخابات سيکون بأفضل من السابقة بل والارجح إنها ستکون أسوأ. لکن هناك ثمة ملاحظة مهمة لابد من الانتباه لها، وهي إن هذه الانتخابات وعلى الرغم من کونها صورية لکن ومع ذلك يقوم النظام بهندستها والمثير أن أبنة رفسنجاني قد إعترفت بذلك وأکدته في تصريحات أخيرة لها.
بالنسبة لقيام النظام بطريقة أو بأخرى بالربط بين إنتخابات الرئاسة والمفاوضات النووية مع المجتمع الدولي، فإن ذلك ليس إلا ضحکا على الذقون لأن کل مايتعلق بالبرنامج النووي وتفاصيله يخضع لخامنئي وهو الذي يبت فيه أولا وأخيرا وإن أي رئيس يأتي ليس بإمکانه أن يرفض ويعارض ماسيقوله ويريده خامنئي بهذا الشأن.