23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

الانتخابات ورياح التغيير

الانتخابات ورياح التغيير

جاء عزوف العراقيين عن المشاركة في الانتخابات بمثابة نوع من انواع العقاب للسياسيين والاتلاف الحاكم الذي استلم الحكم بعد تقديمه العهود والوعود التي لم ينجز شيء منها على الاطلاق ما اغضب العراقيين من اكثر القادة والسياسيين ولم يقبلوا على صناديق الاقتراع بسبب شعورهم ان الانتخابات سوف لم تغير في مصيرهم ومستقبلهم وان الدمقراطية في بلدهم مخترقة و غير محميه ونتائجها غير محترمه بسبب التوافقات والمحصصات الطائفية والمذهبية والعنصرية التي يقفزون بها على نتائج الانتخابات ،، ويعتبر الناخبون ان المحاصصة و التوافقات الغير دستوريه تزوير ومصادره لا صواتهم وتبديد لا حلامهم بسبب الهيمنة والسيطرة الاستبدادية للأحزاب والكتل السياسية الكبير على المشهد السياسي ثم جاءت نتائج الانتخابات وعليها الكثير من علامات الاستفهام و الشبهات وتهم التزوير بعيدا عن روح النهج الدمقراطي الإيجابي ، والحقيقة لم تأتي الانتخابات كما كان متوقعا لها ان تسير بسلاسة في العديد من المناطق التي تواجدت فيها المراكز الانتخابية بعد ان تحدث الاعلام والمرشحين وجميع الكتل عن عدم نزاهة الانتخابات والخروقات والمشاحنات التي حدثت في بعض المراكز الانتخابية حد تبادل اطلاق النار احداث مخيبه للآمال بسبب طبيعة الاوضاع السياسية العامة الملتهبة في الداخل الوطني والاقليمي ولهذا كان الناس في السابق يريدون ان تعالج نتائج الانتخابات اوضاعهم الداخلية اما الان اختلف الحال فالناس تريد من نتائج الانتخابات ، معالجة الاوضاع الداخلية والخارجية لما يحيط بالعراق من اهوال ومخاطر الصراعات الدائرة في الاقليم لذى جاءت مطالب الناس بشكل عام ومن شارك في الانتخابات بشكل خاص ان تحقق الانتخابات الاهداف المطلوبة من خلال فوز نواب بمقدورهم القيام ببناء واصلاح الداخل الوطني ومواجهة الاخطار و التحديات والمشاكل الانيه وما يرافق الاربع السنوات القادمة من عمر البرلمان والحكومة اربع سنوات لها اهميه سياسيه واقتصاديه وامنيه كبرى يضاف لها ما ينتظر البرلمان والحكومة الجديدة من مهام ومسؤوليات اتجاه تحسين الخدمات ومكافحة الفساد والبطالة والفقر والتفاوت الطبقي والاهتمام بإعادة بناء الطبقة الوسطى التي سحقت في العراق مع سبق الاصرار كل هذه الظروف والاحداث بحاجه لولادة برلمان وحكومة بمقدورها مواجهة الاوضاع الاستثنائية التي تعصف بالبلاد وعلى هذا الاساس جاءت المطالبة بضرورة تشكيل حكومة تتميز بقدرتها على قراءة المشهد الوطني والاقليمي والدولي والتعامل والتفاعل معه بإجابيه للحفاظ على المصالح الوطنية العليا ووحدة الوطن ارضا وشعبا ، حكومة تعمل بستراتجيه سياسيه وطنيه ، وتعرف كيف تمد الجسور وتعزز العلاقات مع دول الجوار الاقليمي والعالم اجمع على اساس الاحترام المتبادل للسيادة والمصالح المشتركة وهذا لن يحدث اذا لم تشكل وتبنى حكومة مستعده لا عادة بناء الدولة والمجتمع بالشكل الذي يرتقى الى تحقيق هذه الاهداف ومواجهة الاحداث والناس تطالب بتشكيل حكومة جديده من اولويات مهامها فرض القانون وتفكيك الازمات اذا المطلوب بناء حقيقي للدولة على اسس وقواعد سياسيه واجتماعيه واقتصاديه ودستوريه رصينة لان المرحلة القادمة التي سترافق عمر الحكومة والبرلمان مليئة بالأحداث والتحديات الكبيرة بسبب المشهد السياسي الاقليمي والدولي وما يفرزه من تداعيات بسبب ما تتبعه واشنطن وحلفائها من سياسات لكسر ما يسمى بالهلال وهذا المشهد بالضرورة تنسحب اثاره وبشكل مباشر على اوضاع العراقيين وامنهم الوطني ويأثر سلبيا بكل الاتجاهات ما يستدعي بناء حكومة ترعى البعد النفسي للمواطنين وتتمنهج وتقوم بإجراءات عمليه فوريه تمارسها فور تشكيل الحكومة مباشرتا ليشعر العراقيون هناك حديه وجديه حقيقيه لفعل الدولة الاجابي المتحقق لان اعداد برامج ومناهج سياسية بمستوى التحديات والتداعيات ومواجهة الاحداث ومعالجتها والاستعداد لها مهمة وطنيه ضرورية لفتح الباب على الابواب الدولية للتفاهم وتعزيز العلاقات وفي نفس الوقت هي عمليات ونشاطات تطمان فيها الحكومة المواطنين وتعزز علاقتها بهم لبدء صفحه جديده معهم صفحه تعزز الثقة بين الطرفين بعد ان تصدعت او فقدت مثل هذه العلاقة اذا لابد من ظهور حكومة بهذا البناء و التشكيل يكون عمل وإزرائها وقادة مؤسساتها عملا ميدانيا وسياسيا من نوع جديد يعني المطلوب تشكيل وبناء حكومة لا تهزم امام التحديات والاحداث والمتغيرات والطوارئ و الفاسدين والاعداء والمتجاوزين على الأنظمة والقوانين وهذا يعني ضرورة بدء مرحله جديده بعد الانتخابات وتشكيل البرلمان والحكومة مرحله ميدانيه سياسيه بدولة قانون بسلطه تنفيذه مهنيه لها وضوح سترتجي للتعامل مع كل المشاكل التي يرد لها البعض ان تستمر وتتجذر وهكذا فعل هو الاخر بحاجه ماسه الى تعاون بين الحكومة والبرلمان وجميع سلطات الدولة والقيادات السياسية لبناء وحدة القرار والتنفيذ لتحقيق ما تتطلبه المصالح الشعبية والوطنية وعلى جميع المستويات في مقدمتها الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ،، ومن هنا جاءت مطالب الناس في الانتخابات اختيار الافضل والاشجع والاكثر خبره وتجربه وثقة سواء كانوا من اللبراليين او الاسلاميين المستقلين و المتحزبين وبالفعل تمكن الناخب العراقي من ازاحة العديد من الذين لا يصلحون لقيادة مرحلة الاربع سنوات القادمة والغير مرغوب فيهم وكانت ارادة الناس واضحه في تحقيق هذا الهدف والمنجز الوطني وان كان نسبيا في هذه المرحلة على الرغم من كل التناقضات والقيل والقال التي رافقت هذه الانتخابات واحاطت بها الا انها اي الانتخابات لم تكن صوريه بل حقيقه حتى وان حاول الفاسدين تخريب هذه الممارسة الديموقراطية وتشويهها بشتى الطرق بعد ان طحنت نتائج الانتخابات هذه المرة عظام بعض الفاسدين نعم كانت معركة طحن عظام بين العدل والانصاف والفساد والفاسدين على الرغم من عزوف الناس عن الانتخابات الا ان هذا العزوف مهما قيل ويقال عنه جاء رساله مفتوحه وجهت لكل المعنين بالعملية السياسية وهي رساله خاصه جاءت من الشباب المحرومين هذه المرة بعد ان اصبح لدى العراق جيل جديد من الشباب الذين لديهم رؤى وتوجهات كبيره نحو الحرية والثقافة السياسية والاجتماعية والآداب والفنون شباب برؤى متمسكة بالثوابة الوطنية الدمقراطية الأصيلة بعد ان عرف العراقيون خمس حكومات اثبتت عدم قدرتها وكفاءتها في ايجاد حلول لازمات البلاد ومشاكلها وعلى الرغم من كل ما يدور من احاديث حيال نتائج الانتخابات وما صاحبها من اشكالات تبقى ضرورة على طريق تحقيق المسار الدمقراطي الوطني وتنشيط الفعاليات السياسية الدمقراطية واحترام راي المواطنين وطموحاتهم في بناء دولتهم المدنية الدمقراطية لقد افرزت الانتحارات نتائج غيرت ميازين القوى السياسية وحددت احجام الكتل بمقاعدها النيابية التي ستؤثر على التحالفات وسيتضح ويظهر ذالك عند تشكيل الحكومة ، والحقيقة لم تأتي اهمية هذه الانتخابات باتجاه بناء الدولة والمجتمع وتطوير النظام السياسي فقط بل لمعرفة تموضع العراق وموقفه العملي حيال كل الصراعات الكبيرة التي تدور في المنطقة الأخذة بالتصعيد المثير للقلق وعلى جميع المستويات وما تحضر له الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وحلفائها من الأنظمة العربية لتصفية القضية الفلسطينية والعمل على تحجيم واضاعف او انهاء محور المقاومة و ما شهدناه في هذه الانتخابات كانت حرب واضحه بين جيل السياسيين المسنين الذين شاخوا وهرموا وبين جيل الشباب الذين سجلوا صورا تميزت على الساحة الوطنية وفي المعركة الانتخابية بعد الكثير من الصبر والمشقة والمعانات لإزاحة الفاسدين ، واما من غاب عن الانتخابات اراد بغيابه معاقبة الفاسدين من الطبقة السياسية بعد ان فشلت العديد من الرسائل السياسية التي وجهها العراقيون لهم و ما تحقق فيها من نتائج كان خرقا كبيرا اقلق بل ارعب احزاب وقيادات الكتل الكبيرة الحاكمة لكنها لم تفاجا الكثير من الذين عملوا من اجل الاصلاح والتغير وازاحة الفاسدين ومن تربع على عرش السلطة بعد ان رفض الناخب العراقي ان يلدغ من نفس الجحر مرتين ومن هذا المنطلق خسرت بعض الكتل اكثر من نصف مقاعدها في البرلمان وهذه الاحداث بحاجه لوقفه وطنيه سياسيه نقديه شجاعة لتقيم واقع العديد من الكتل والاحزاب جماهيريا ووطنيا لوضع النقاط على الحروف من اجل العمل والقدرة على التغير وتحقيق الاصلاحات المطلوبة وعلى جميع القادة والسياسيين الاعتراف بوجود ازمة ثقه حقيقيه بين القيادات السياسية وكتلهم واحزابهم من جهة وبين الراي العام العراقي على الجهة الاخر وما حملته نتائج الانتخابات والعزوف عن المشاركة فيها من قبل الناس وبنسب مخيفه ما هي الا رسائل تحذير لهؤلاء السياسيين وكتلهم واحزابهم جميعا ويتطلب الانتباه لهذه الرسائل التي تشكل رياح النغير التي ستشتد في المراحل القادمة وتتحول الى عواصف ترمي بهم خارج اسوار العملية السياسية وهذا يتطلب منهم مغادرة اعتماد سياسة النعامة التي تخفي راسها في الرمال ،، و عليهم مراجعة خياراتهم بعيدا عن محاولات التجميل المفرطة لصورهم المشوهة وان يدركوا حقيقة مطالب الناس الذين اصبحوا اكثر منهم نضيحا بخياراتهم واختياراتهم ولم تعد تنفع معهم اي مع الناس بعد الان الشعارات الطائفية والمذهبية والعنصرية كوسيله واداة فاعله للاستثمار السياسي والانتخابي على الرغم من الاعتراف بان صناديق الاقتراع ما زاله هي البديل الاول والاساسي لدى العراقيين في الاصلاح والنغير وهم يطالبون نوابهم الجدد وحكومتهم الجديدة القادمة ان يبنوا لهم دولة قانون واحترام الحريات ويؤمنون لهم الخدمات ويعبدون الطرقات والنهوض بإعادة البنى التحتية التي دمرت بالكامل والقيام بالحفاظ على مجانية التعليم والاهتمام بالمناهج التربوية كونها اساس بناء المجتمع والدولة والتمدن بعد ان فقد الطفل العراقي طفولته وخصوصياته بالمرور بمراحله العمرية التربوية الطبيعة والتمتع بها و اصبح يتكلم بالسياسة والطائفية وهو محاط بالمخاطر هكذا هي الطفولة الى اين ذاهبه وكيف اصبحت ؟! واين الحكومة من كل ذألك وامامها افواج من الاطفال المتسربين من المدارس والناس تتطلع للبرلمان والحكومة الجديدة القادمة للحصول على لقمة عيشهم بكرامة بعيدا عن التذلل على ابواب المستشفيات ليموتوا مرضا و الناس ينتظرون ان يشهدوا من برلمانهم وحكومتهم ممارسات عمليه ميدانيه بعيدا عن بهرجة المكاتب والحمايات واسورا الخضراء وان يكونوا صادقين اوفياء بعهودهم بعد سقوط الشعارات المملة التي لم تعد تنفع مع العراقيين الذين يطالبون بطرق معبده لحياتهم غير طرق الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية والعنصرية لان كل هذه الاوضاع هي من دفعت بالعديد من الناس الى ان يتعاملوا مع الاستحقاقات الانتخابية الدمقراطية بنوع من السلبية بعد شعورهم بان المشاركة في المظاهر السياسية لم تعد تحقق اهدافهم وتطلعاتهم المرجوة ولهذا نشهد ما لحق ببعض الكتل السياسية واحزابها من هزيمه في هذه الانتخابات على الرغم من اعتقادهم بانهم سيحققون فيها فوزا كبيرا كالسابق وما حدث من انكسار لهذه الكتل والاحزاب وبعض الوجوه البرلمانين جاء بسبب الخراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي حدث بسبب عدم قدرة الدولة والحكومة والعملية السياسية التي يشاركون فيها ويقودونها من التوجه نحو بناء اقتصاد انتاجي وطني مستقل يخلص العراقيين من تبعية الخارج وضغوطات الدول الإقليمية والجوار الاقليمي والحقيقة لم تتمكن الكتل السياسية واحزابها تخليص العراق واخراجه من دائرة هذه الضغوطات وحمايته طيلة هذه الفترة سواء على المستويات السياسية او الاقتصادية لذى جاءت مطالبة الناس البرلمان والحكومة الجديدة بضرورة تحرير العراق من التبعية من خلال بناء نظام سياسي اقتصادي رصين يقوم على التنمية والعدالة الاجتماعية وتكافا الفرص والكفاءات العلمية التي تحقق رغبات العراقيين ومطالبهم وعدى ذالك سيقوم الناس في المراحل القادمة وربما بعد تشكيل البرلمان والحكومة الجديدة بفتره زمنيه برمي الناس الفاسدين والسياسيين العاجزين عن تحقيق مطالبهم ورغباتهم المشروعة خارج الحكم و الملعب السياسي