9 أبريل، 2024 10:03 م
Search
Close this search box.

الانتخابات … وحرامية بغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينتظر العراقيون بترقب يوم 10 / 10 وهو موعد الانتخابات التشريعية المبكرة والتي يقال انها سوف ترسم مستقبل العراق للفترة القادمة وهنا لا بد من الإشارة الى جملة أمور قد تهم الشارع العراقي :
تأتي هذه الانتخابات بعد ما يعرف ب(ثورة تشرين) وفي الحقيقة اتحفظ على مصطلح ثورة تشرين لان المظاهرات لم ترقى لمستوى ثورة ولا حتى انتفاضه انما هي بدأت في اول ايامها عفوية من مجموعة من الشباب يطالب بالخدمات التي سرقتها الكتل السياسية وسرقت معها فرحة الإطاحة بنظام صدام ثم سرعان ما تم تجييرها ومصادرتها من قبل جهات دولية عبر اذرع داخلية ولم يبق فيها شيء من العفوية او التنظيم بل صارت كل مجموعة خيم تدعمها دولة ما من دول العالم وهي في الحقيقة حلقة من حلقات مسلسل انتهاك السيادة العراقية او ما تبقى منها لذا فان الانتخابات تأتي بعد تظاهرات تشرين في محاولة لإسقاط حكومة عبد المهدي والتي تم لها ذلك والمجيء بحكومة صورية مسلوبة الإرادة عديمة النفع , حكومة لا اقل من القول انها جاءت بإرادة دولية همها الأساس إرضاء الخارج وليس لأهل البلد فيها أي اعتبار
الامر الثاني ان املاءات الخارج قادت الكتل السياسية لاستيزار شخصيات فاشلة في كل شيء الا في الفساد وسرقة قوت الشعب العراقي والامثلة كثيرة جدا منها استيزار من يحمل في رقبته 40 ملف فساد منظورة في هيأة النزاهة و في المقابل استبعاد شخصيات وطنية لها مواقفها الداعمة للعراقيين بالاضافة الى كونها شخصيات مرشحة وفازت بثقة الشعب في الانتخابات مثل الخبير النفطي جبار اللعيبي الذي تم اقصائه من العمل الوزاري لأنه لا ينسجم ومتطلبات قادة الفساد في بغداد حيث عبر احد هؤلاء عن اللعيبي بانه – لا يعطي – أي انه لا يعطيهم ما يريدون مما جعلهم يختارون شخصا يعطي كل شيء الا خدمة البلد ويبدوا ان اقصاء اللعيبي حقلة أخرى في فساد هذه القوى الظلامية التي عاثت في البلاد والعباد الفساد حتى صار للفساد صوت ووطن اسمه العراق , وليس اللعيبي هو الضحية فقط بل كان رجل بصري أخر هو ضحية أخرى لفلم الفساد في بغداد حين تم اقصاء محافظ البصرة اسعد العيداني صاحب الصوت الأقوى في المطالبة بالحقوق التي سلبتها القوى السياسية من الجنوب , ولعل صوت العيداني الأقوى هو ما تشهده البصرة في عهده من نهضة خدمية تكاد تكون لا مثيل لها في العراق و الجميل في العيداني ان الرجل يتصرف بما تمليه عليه مصلحة البصرة واهلها وليس ما تريده بغداد وقادتها و العيداني أيضا فاز في الانتخابات بثقة مطلقة الا انه تم استبعاده من رئاسة الوزراء لأنه غير مطيع لدهاقنة الفساد والافساد فتم استبعاده بمؤامرة خبيثة جاءت بالكاظمي الفاشل
امام مسلسل استبعاد الفائزين بثقة الشعب والمجيء باخرين لا يعرفهم الشعب وليس لهم أي انجاز او بصمة تذكر يدور السؤال حول فائدة الانتخابات , ما هي فائدة اختيار الشعب ان كان القادة والزعماء يلقون بهذا الاختيار وراء ظهورهم , ان كان اختيار من يحكم مرهون بإرادة الزعماء السياسيين الغير منتخبين فما فائدة الانتخابات ؟ فالشعب لم يختر برهم صالح ولم يختر الكاظمي كما ان الحلبوسي لم يكن الأكثر أصواتا , اذا نعتقد ان الانتخابات وسيلة لامتصاص غضب الشعب وليست هي في ذاتها فارغة من المحتوى انما افرغها السياسيون من محتواها ومع هكذا زعامات لا تعطي أهمية لاختيار الشعب فمن الاجدر ان يكون النظام الانتخابي نظم رئاسي بدل نظام برماني لم يحفظ ملامح النظام البرلماني حتى.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب