15 نوفمبر، 2024 6:57 ص
Search
Close this search box.

الانتخابات والثالوث الشيعي … الى أين ؟!

الانتخابات والثالوث الشيعي … الى أين ؟!

يبدو ان الصورة بدت سوداوية بعض الشي خصوصاً وان الساسة الشيعة باتوا حاسمين لرؤيتهم في الانتخابات القادمة ، اذ ومن خلال قراءة مبسطة للأحداث خلال السنوات الثلاث الماضية ننظر الى ان المشهد يكاد يكون واضحاً على الرغم من تعقيده تاره وانفراجه تارة اخرى ، ولكن مع كل ذلك التعقيد الا ان المشهد الانتخابي يبدو اكثر وضوحاً من قبل ، فالمراقب يجد ان القومية والمذهبية ما زالت السمة السائدة في الانتخابات القادمة ولكن بخفة اقل خصوصا مع بدء الصراع السياسي بين عموم الكيانات السياسية والذي اعتبره المراقبون بداية لحملتهم الانتخابية ، فالاكراد شعار حملتهم الانتخابية المستمر والدائم هو الاستقلال والانفصال والذي يبدو مقبولاً لدى الشارع الكردي ، وعلى الرغم من الرفض على هكذا مشروع ، الا انه يبدو مادة دسمة للانتخابات ، كما يبدو هروباً من المشاكل العقيمة التي يعاني منها الإقليم المفترض ، لهذا هم لا يملكون شيئاً سوى هذه المادة وهذا الشعار ، ليكون اداة قتالهم في الانتخابات القادمة ، كما هو الموقف بالنسبة للسنة العرب والذي يبدو انهم قد حسموا أمرهم ويعلمون جاهدين على تخريج جيل سياسي جديد وابعاد الوجوه القديمة والماضية والتي لم تقدم للمجتمع السني شيء
هناك مؤشرات واضحة ان الانتخابات القادمة ستكون جوهرية ، وصعبة وعنيفة وذلك وفق جملة من الوقفات واتي يمكن إجمالها بالتالي :-
1. دخول الحشد الشعبي على خط المواجهة السياسية ، بعد عبوره خط المواجهة العسكرية ، بتحقيقه انتصارات نوعية مهمة ، فعليه فانه سيتصدر المشهد السياسي ، ويعلو نجمه عبر نزوله لساحة الانتخابات القادمة وبقوة .
2. التيار الصدري الذي عمل خلال الفترة الماضية ،وبمجهود واضح من اجل السيطرة على الشارع العراقي ، وتوجيه الفئة الكادحة والفقيرة والمحرومة لتحقيق نصر انتخابي ، خصوصاً وانه يرى انه الاقدر على قيادة المرحلة القادمة .
3. الدعاة الدين يسعون على الحفاظ على مكتسباتهم السابقة ، واستغلال التراجع في الأداء السياسي ، وصعود موجة الحشد الشعبي ، وتوجيه الرأي العام ، انهم صناعه ، وهذا ما تحقق فعلاً عبر خطابات السيد المالكي الاخيرة .
4. المجلس الاعلى وباقي القوى السياسية ، تسعى الى إقناع جمهورها ، عبر برامج انتخابية واضحة ، تسعى الى تحقيق برنامجها الانتخابي من خلال السعي لتصدر المشهد السياسي القادم .
5. القوى السنية عموماً تسعى الى اعادة ترتيب أوراقها ، وإعادة انتشار لقواها ، عبر التسقيط والإسقاط ، والظهور بحلة جديدة تكون موحدة الى حد ما .
القلق بدا واضحاً على الأحزاب والكتل السياسية من الانتخابات القادمة ، خصوصاً وان المشهد السياسي الحالي تسوده لغة لي الأذرع ، ولغة التهديد بالاستجواب ، كما ان هناك مخاوف حقيقية لدى جميع الكتل السياسية من تغوّل الصدريين سياسياً وحكومياً واستيلائهم على الدولة العميقة بدل المالكي ، عبر اصرار التيار الصدري على ابقاء العبادي الضعيف ، والتصويت على وزراء مستقلين يكونون بلا داعم والسيطرة عليهم ، والسيطرة عليهم عبر لغة التهديد والتخويف ، وهو جزء من المخطط المرسوم ، وإيهام الشارع المتعاطف مع لغة التظاهرات المفتعلة ، والناقم على الحكومة في نفس الوقت ،وإضفاء شرعية على هذا التحرك ، وأنهم ضد المحاصصة والفساد .
لا بد من الاهتمام بهذه المخاوف ، وإيجاد رؤية موحدة ، عبر ايجاد كتلة موحدة تكون قادرة على تولي السلطة ، تخرج من أطار المذهبية والقومية ، والانطلاق نحو بناء المنظومة السياسية الجديدة ، وتكسير اركان الدولة العميقة ، وإيجاد الحلول الناجعة لمشاكل البلاد ، عبر قوانين تشريعية تضمن حياة محترمة للمواطن العراقي المرتهن .

أحدث المقالات

أحدث المقالات