ما لايقبل الشك ، ان المسار الديمقراطي في العراق وبعد مرور خمسة عشر عاما ، قد فشل ، لاسباب عديدة ، اهمها ، هو عدم المام القائمين على العمل الديمقراطي بمفهوم الديمقراطية ، وكذلك والاهم هو الاكثرية من الجمهور الذين وليومنا هذا لم يستطع الالمام بأسس الديمقراطية الصحيحة ، السبب هو في الاشخاص الموجودين خلال الفترة الماضية في قيادة المنظومة الحكومية للبلد ، والتي يتبعها الجمهور بعد ان صوت لها في الانتخابات البرلمانية كل اربع سنوات.
دليل ذلك ، النتائج السلبية خلال الفترة الماضية وليومنا هذا ، وفي جميع المجالات ، ان ما جرى من شحن طائفي وقومي ، والذي تقبله بعض الجهلاء من الشعب ، كان السبب الرئيسي لتلك النتائج السلبية ، لذلك قد تكون المسؤولية مشتركة بين البعض من جهلاء الشعب واعضاء البرلمان السابقين ، والذين كان تأثيرهم ايجابيا على الاغلبية الباقية الطبقات المثقفة والمهنية الاخرى بالقوة !! ، ودليل ذلك هو فوز اشخاص في الانتخابات الماضية غير مؤهلين لقيادة البلاد وليس لهم الخبرة الكافية ، او انعدامها .
ان قيادة البلاد ليس بالامر السهل ، وليس كل من فاز بمقعد برلماني اصبح قائدا ، ان القيادة لها صفاتها وشروطها ، والتي قد نجزم بعدم توفرها لدى الاكثرية ممن قادوا البلاد في الفترة الماضية ، وليفهم الجميع ، ان الخدمة التي يقدمها الموظف في الدولة ، كائن من كان ، واي كان منصبه ، هو واجب عليه وليس منة منه ، من خلال تطبيق القانون وليس التجاوز عليه ، ونفس القانون الذي يطبقه ذلك الموظف يحاسبه لتقصيره ، وان الخدمة التي يجب ان يقدمها تكون في وقتها وليس خلال شهر واحد كل اربع سنوات ، وهي فترة الدعاية الانتخابية ، وبأموال الشعب التي احتكروها لمثل هذه الايام .
الحقيقة التي لايعرفها ابناء شعبنا بأنهم مواطنون واغلى من النفط ومن كل المسميات والاوصاف الاخرى ، ان صوتكم غالي جدا و مسموع فقط في يوم التصويت ، لذلك تجدوهم يزوروكم ويقدموا خدماتهم اليكم لانتزاع اصواتك ، مستغلين العوز الذي جعلوكم فيه خلال سنوات مضت ، فاستغلوا هذه الفرصة وانتزعوا حقوقكم من سالبيها الذين وصفتهم المرجعية الدينية “بالفاشلين والفاسدين” ، ان المشاركة في الانتخابات القادمة هي ثورة لتعبير المواطن عن وطنيته ، من خلال استبعاد كل فاشل وفاسد ، بعدم التصويت لهم ، واختيار المرشحين الكفوئين والمهنيين ، والذين قدموا خدمات لشعبهم ضمن تخصصاتهم ، ولم يسرقوا حقوقكم التي كفلها الدستور لكم ، وان المراكز الانتخابية في مناطقكم ستشهد اختيارتكم وستكونون ملزمين بما يقدمه من تنتخبوهم لاربع سنوات اخرى من انجازات ايجابية او سلبية …. فإلى متى.