يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): ( من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه, ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم).
ذلك لأن الناس ترى في الإمام قدوة، يجب أن يقتدى بها في كافة أفعاله التي تصدر عنه، وهنا يؤكد الإمام (عليه السلام) بضرورة البدء في تعليم النفس قبل كل شيء، وأن يكون ذلك من خلال العمل وليس الكلام فقط، لأن ذلك ستكون له نتائج محمودة للإمام، من خلال إحترام وتوقير الناس له.
لا يعني بالإمام هنا، فقط الذي يؤم الناس بالصلاة، فهو المسؤول في الدائرة، والوزير، والضابط في الوحدة العسكرية، وهو النائب في مجلس النواب، وهو أيضا كل من يمتلك سلطة التأثير على الآخرين، بصورة أو بأخرى.
في حديث له تعقيبا على قول المرجعية، بضرورة إجراء التغيير، يؤكد أحد قيادي كتلة دولة القانون، بأنهم أيضا يطالبون بالتغيير، ولا أدري كيف هي صفة التغيير التي يطالبون بها، فقد ملئوا أسماعنا بهذه النغمات، التي يرددونها كل يوم، لكن لا نعلم كيف سيطبقونها، وهم الذين إمتلأت بأسماء أعضائهم الصحف من كثرة خروقاتهم وفسادهم المالي والإداري، والتي تبدأ بالسيد السوداني، ولا تنتهي بالسيد صفاء الدين الصافي، مرورا ببقية الجوقة، علي الشلاه، وصفقة السلاح الروسي، عزت الشاهبندر، وأبو رحاب، وعلي صخيل، وغيرهم كثير. أما التصريحات النارية، فقد تركوها للنائبة الفتلاوي، والتي تمرست على مهاجمة الآخرين، مع أن القاعدة تقول بأنه (إذا كان بيتك من زجاج، فلا ترم الناس بحجر).
في حديثه في خطبة الجمعة، يؤكد الشيخ الكربلائي على، ضرورة مشاركة الجميع في الإنتخابات البرلمانية القادمة، وأن تكون مشاركتهم واعية، من خلال حُسن الإختيار؛ للمرشح الذي سيمنحونه صوتهم، على أن يجدوا فيه الكفاءة والمهنية، ونظافة اليد، بالإضافة الى إستعداده للسعي في تحقيق الرفاه لأبناء بلده، لأن ذلك هو السبيل الوحيد ليتخلص البلد من الأوضاع القائمة حاليا، من جراء تخبط الحكومة لثمان سنوات وعدم إخلاصها في علمها، وهو الأمر الذي جلب الويلات على البلد، و تأخر العملية التنموية، وإستشراء الفساد والبطالة، وتوقف جميع المصالح لغايات خاصة وحزبية ضيقة.