22 ديسمبر، 2024 2:34 م

الانتخابات لم تكن يوما ابيض

الانتخابات لم تكن يوما ابيض

مرة الانتخابات سريعة فلم يتدارك الشعب اهميتها في التغير وكانت حالة اليأس والتذمر لدى جميع المواطنين بمقاطعة الانتخابات هي الهاجس المتحكم في انفعالاتهم , فلم اسمع من اي شخص صادفته يحثني ويرشدني الى الذهاب للتصويت وكانت العصبية تملىء قلوبهم وعيونهم فيها شرار للذي ينقاشهم بخطورة مقاطعة الانتخابات ومايترب عليها من نتائج سيئه على الصالح العام وقد تجعل العراق في دوامة العنف ويستغل ذلك اعدائه في تنفيذ مأربهم الدنيئة, لم يكن شخصا واحدا متمردا على الانتخابات او مجموعة نستطيع ان نقنعهم بذلك التراجع ,وعلى العموم جاء يوم الانتخابات وكانت نفسي تتماثل للازدواجية مرة مقاطعة ومرة مشاركة واخيرا توكلت على الله وذهبت الى المشاركة بصوتي وادركت ان عدم ذهابي سيؤدي الى زيادة فرصة الفاسد للحصول على اصوات من انصاره واقربائه المشاركين هم ايضا في عملية الاجرام والفساد وتقل النسبة المئوية بالحصول على اصوات الناخبين وبذلك سيتصدر المسؤوليه مرة اخرى , وحرمنا ايضا بعض من العناصر المرشحه التي تمتلك الوطنية والنزاهة وليس صحيح كل مايقال الكل فاسدين هذه الكلمة هي حالة اليأس وفقدان الرؤية الثاقبة في تشخيص مكامن الخلل , الانتخابات لسنة 2018 مخيبة للامال وكنا نتوقع ان نسبة المشاركة ستقل ولولا ازدياد نسبة المشاركة في الاقليم لكانت النسبة في عموم العراق تصل 20% , وقد اشارة التقارير الصحيحه من المراكز الانتخابية ومن المراقبين الدوليين ان نسبة المشاركة لاتفوق 30% مما جعل مجلس المفوضين للانتخابات ان يحسن سمعته ويتدارك غضب الرأي العام فقد اعلن ان نسبة المشاركة هي 44% وهذا الرقم مبالغ فيه جدا , واوعز عدم مشاركة الجماهير في هذا العرس الانتخابي الى ان هذه المرة ارشادات المرجعية كانت واضحة في تفادي الوقوع في شباك الفاشلين والفاسدين وبينت اهمية من تنتخبوه وتركت خيار للمشاركة للجماهير وقالت كلمتها المشهورة ( المجرب لا يجرب) والتي استغلت من قبل الجيوش الالكترونية فتغير معناه الحقيقي واخذت بعض من المواقع تظهر صور وافلام فديو مفبركة فيها دعاية واضحه ولها الخبرة والامكانيات الفنية الكاملة للتأثير على نفسية الناخب العراقي مع العلم ان الناخب العراقي قد يأس من تلك الاحزاب والمرشحين لمجلس النواب , ايضا يضاف عامل اخر لعدم مشاركة العراقيين في الانتخابات هي كثرة البطالة وانتشار حالة الرشوة لدى بعض من اجهزة الامن الداخلي والموظفين من تعينات واقتصارها على اولاد المسؤولين والاحزاب الحاكمة ولدُ احباط لدى كافة العوائل خصوصا اكثر العاطلين من العمل هم من حملة الشهادات العليا والبكلوريوس , عزوف العراقيين عن الانتخابات هي عدم اعترافهم بالحكومة واعضاء مجلس النواب وما قدمه للعراقيين من ويلات وانذار بالخطر للاعوام القادمة كي يتدارك مجلس النواب حقيقة غضب الجماهير ومقاطعتهم لهذا كانت نسبة المشاركة متدنية جدا , وفي الوقت الذي نر نسبة المشاركة في الانتخابات اللبنانية كانت اكثر من 49% رغم ان ساحة لبنان فيها تدعيات مجريات كثيرة من الاحداث وبذلك اعلن وزير الداخلية اللبناني بعد نهاية الانتخابات لم تسجل اي حالة فوضى وكان يوما انتخابيا ابيض واتفقت جميع الكتل السياسية بعدم الاعتراض على قرارات هيئة الانتخابات , اما في تونس فكانت نسبىة المشاركة 64,4% بعد ان كانت متدنية في عام 2014 ولم تحدث اي فجوة او مشكلة سياسية الجميع اتفق ايضا على اي قرار ونتيجة تصدر ولايختلف الامر في جمهورية مصر العربية ان نسبة الانتخابات تجتاوز 40% وحرزت النتائج وسارت العملية بانسيابية عالية ,ان تلك النسب كانت حقيقة دون اضافة اي رقم يرفع من حجم المشاركة , ومايجري اليوم في العراق قبل اعلان الانتخابات الجميع شكك وقسم من الكتل هي اساسا فاشله تطلب اعادة الانتخابات واعتبار هذه الحكومة هي حكومة تصريف اعمال ,متناسيا ان ملايين الدولارات هدرت واستعدادات وانشغال الدولة وابناء الشعب لفترة كبيرة ومن اجل ان يشك رئيس احد الكتل لمصلحة شخصية يضرب بعرض الحائط جميع ماصرف وما ادخل من نفير وتهيئة وتوفير اجواء في سبيل مصلحة خاصة وان يفوز بالقوة والا يشكك في العملية الانتخابية , من الملاحظ ان الشعوب التي حصل في تغير في انظمتها كانت نسبة المشاركة في السنوات الاولى من التغير ضئيلة ولاترتقي الى المستوى المتوسط وبعدها تحسنت المشاركة بفعل توفير الخدمات والقضاء على المشاكل وتوفير فرص متكافئة الا في العراق فالعكس , ان نسبة المشاركة في السنوات السابقة كانت تفوق 60% وهذه السنة تدنت الى النصف ,املي ان يراجع السياسين والكتل الحاكمة في محاسبة الفاسدين محاسبة حقيقية تظهر من خلال الاعلام وتهيئة فرص عمل والقضاء على البطالة والتعجيل باصدار الاحكام بحق من ثبت تورطهم في قتل العراقيين ونهب الاموال العامة والا البلد ينذر بكارثة لايحمد عقباها .