قبل عامين قلت في مقال بعنوان (إيران وشرعنة احتلال العراق) ،بان العراق انتقل من العراق الامريكي إلى العراق الإيراني،وهاهو اليوم كما تشاهدون عراقا إيرانيا بأمتياز ،النفوذ العسكري بأوج قوته من حرس ثوري واطلاعات وميليشيات متعددة الرؤؤس بطاطية وخزعلية وبدرية وغيرها ،وكلها تأتمر بأوامر قاسم سليماني ،مع نفوذ ديني واسع وخضوع تام لأوامر المرشد الإيراني الخامنئي لجميع رؤساء كتل التحالف (الوطني الشيعي) ،شوفوا شوارع بغداد والمحافظات مليئة بصور الخميني والمرشد وكأنكم في طهران ،إضافة إلى نفوذ سياسي كبير على القرار السياسي (انظروا على قادة الكتل كلهم يحجون إلى طهران عند كل أزمة وتشكيل حكومة أو اختيار منصب توافقي )،يرافقه نفوذ اقتصادي وهيمنة إيرانية كاملة على مصارف وبنوك العراق الأهلية والحكومية وسياستها النقدية واقتصاده ،وتعد إيران اكبر مصدر للعراق يقارب العشرين مليار دولار سنويا وهي أعلى نسبة في التاريخ ،ناهيك عن الوجود إيراني المخيف في محافظات النجف وكربلاء وغيرها ،من المحافظات الجنوبية بحجة الزيارات الدينية السياحية ،وقد حدثني احد أبناء كربلاء الاصلاء قائلا إن الإيرانيين في كل من النجف وكربلاء أكثر من عدد السكان بكثير واغلبهم مخابراتي متعددة الأهداف والغايات الدينية والسياسية والاقتصادية والتخريبية وعلى شكل منظمات إنسانية وثقافية وتجارية ودينية ،أفلا يحق لنا الآن أن نسمي العراق العراق الإيراني ،ولكن ما دور أبناء العراق العربي في مواجهة تفريس العراق ونشر التشيع ألصفوي فيه بالقوة ،يقينا إن حكومة المالكي والأحزاب الطائفية إلايرانية التي رعتها وأسستها ودربتها ومولتها وسلحتها إيران ،غير معنية في هذا الكلام ،من باب الوفاء لإيران ودورها في إيصالهم إلى السلطة والحكم في العراق،بالتنسيق مع إدارة المجرم بوش أثناء غزوه للعراق وتدمير دولته وقتل أبنائها وإعادته إلى عصر ما قبل الصناعة ،قبل أن تركلهم البسطال العراقي المقاوم وهزيمتهم ورحيلهم المذل بفعل قوة المقاومة العراقية الباسلة ،وتوديع المجرم بوش الرئيس الامريكي قبل اوباما بحذاء منتظر الزيدي العراقي الأصيل وعلى ارض الرافدين ، فهل يتم إخراج العراق نير النفوذ الإيراني والاحتلال الإيراني بمقاتلة إيران وعملائها ،أم يهزمها في الانتخابات المسيطرة هي عليها بشكل محكم ،لا يسمح لكائن من كان أن يخرج عن طوعها ،كيف يتحرر العراق من هذا السرطان الإيراني إذن ،وكل من هم في العملية السياسية الفاشلة (سنة وشيعة كردا وعربا وتركمان ومسيحيين ) يدينون بالولاء الكامل لإيران ،(وهل نسيتم ذهاب رئيس مجلس النواب إلى فاتحة قاسم سليماني وهو (غير مجبر )على هذا ،وزيارة رئيس الحزب الإسلامي اياد السامرائي إلى طهران لتقديم ولاء الطاعة لتنصيبه رئيسا لمجلس النواب بدورته السابقة قبل الماضية ،وزيارات الأحزاب الكردية وقادتها لتقديم الولاء للمرشد الإيراني ،وهكذا بقية السياسيين الفلتة في حكومة المالكي وشركائه إلا زعيم كتلة الوطنية السيد اياد علاوي الذي رفض (للتاريخ ) زيارة إيران والخضوع لاملاءاتها بشكل قاطع ،حتى دبرت له عدة عمليات اغتيال ومازالت ،هل بهؤلاء يتحرر العراق ،بالتأكيد لا، لا بالقتال ولا بالانتخابات تخرج إيران من العراق بعد أن أحكمت قبضتها التاريخية عليه ،وهي فرصتها التي قد لا تتكرر بأقل من ألف عام قادم ،وهي تريد أن تستغل هذه الفرصة لتنفيذ حلمها التاريخي وهو المشروع الكوني الإيراني التوسعي بإقامة الإمبراطورية الفارسية وحدودها إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وأقصى الجنوب اللبناني ،وهو ما سماه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل سنوات وحذر منه ب(الهلال الشيعي) ، لا نتخلص من العراق الإيراني إلا بتدخل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ،بإعادة العراق قبل الاحتلال وذلك بإلغاء قوانين بريمر الباطلة دوليا ،وتجريم العدوان الامريكي وتحميله ما جرى للعراق حسب اتفاقيات جنيف الدولية ،وإلغاء المحاصصة الطائفية المقيتة وإجراء انتخابات حرة نزيهة بإشراف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي ،على لا تشارك إيران في هذه الانتخابات لأنها طرف أساسي معادي للعراق فيها ،لاحظوا الخبث الإيراني الآن في تشكيل حكومة العراق ،بالرغم من التزوير الواسع لدولة القانون في عمليات الانتخاب لأنها هي من يسيطر على المفوضية والمال والفضائيات ،والجيش والشرطة ويشرف على مراكز الانتخابات ونقل الصناديق ويشرف أيضا على عملية العد والفرز اليدوي ،فطبيعي أن تكون مقاعده أعلى من الكتل الأخرى ،بالرغم من فتاوى المرجعية بتحريم انتخاب نوري المالكي علنا ،إلا انه ذهب الى طهران سرا وقدم الولاء الجديد الخامنئي واستلم التوصيات وصك الغفران لولاية ثالثة (لاحظوا تغير اللهجة الإيرانية لصالح المالكي بعد الزيارة موافقة على توليه الوزارة الثالثة ) ،وهكذا يقوم المالكي وبدهاء وتوجيه وخطة إيرانية محكمة بشق الكتل الفائزة وإغرائها بالمناصب والمال او بالتهديد والترغيب لبقية الكتل الصغيرة من( سنة المالكي )،فوضع خطته لتشكيل ما سماها حكومة الأغلبية ،فعرض على حزب جلال المغيب منصب رئاسة الجمهورية وهو يعرف حجم الخلاف بين حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني وبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ،حول تشكيل حكومة الإقليم فانتهز الفرصة لشق الصف الكردي ،وضمان حكومة الأغلبية وهكذا يجري العمل لشق صفوف متحدون والوطنية والمواطن والعربية وغيرها بذات الأسلوب الاغرائي الرخيص ،لتشكيل حكومة الأغلبية التي يريد أن يعلن نفسه الدكتاتور الأوحد فيها ،والطاغية الوحيد في العراق ،وهو يمضي قدما في الحرب على الانبار والمحافظات المنتفضة ضده بحجة محاربة داعش ومشتقاتها ،ويتناسى ما تفعله الميليشيات الإيرانية التي تقاتل علنا مع جيشه في الانبار بالعراقيين، من قتل وتهجير وتفجير واغتيال واعتقال وإغراق المدن العراقي بالمياه ،هذا هو العراق الإيراني،فهل يدلني احد على العراق العربي أين هو الآن …؟