23 ديسمبر، 2024 7:11 ص

الانتخابات .. عزوف كبير وتَغير موازين القوى

الانتخابات .. عزوف كبير وتَغير موازين القوى

جرت الإنتخابات المحلية في العشرين من نيسان وكان الحدث الأبرز فيها هو العزوف الكبير لدى الشعب العراقي ولأسباب يعزوها إلى نقص الكبير في الخدمات وسوء التخطيط والوعود الكذبة التي لم تتحقق وكذلك الامتيازات الكبيرة لأعضاء المجالس المحلية وغيرها الكثير من الأسباب. .
ولكن كل هذه ا لأسباب لا تعد مُبرر للعزوف عن الانتخابات فبالاستناد إلى مقولة احد النقاد “إن  من ينتخب السياسيين الفاسدين هم المواطنون الصالحون الذين لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع”… وبالتالي فأذا أراد الشعب التغيير عليه أن ينهض أولا بمسؤوليته وهي المشاركة أولاَ وأختيار الأصلح والأنزه ثانيا. 
فتدني نسبة المشاركة في هذه الانتخابات كانت متوقعة من خلال الاستقراء في الشارع الذي كان جليا للأسباب الذي ذكرناها.
فكانت النسبة هي جرس إنذار للسياسيين الذين كانوا دائما ما يعولون على الشعب في إداء مهامه مقابل أن لا يُوفوا بأدنى وعودهم التي يقطعوها له فرد الشعب على هذه الوعود وعلى ساسة البلد أن يحسنوا من أدائهم وان يُصَدقوا وعودهم مع هذا الشعب المسكين الذي لم يتمتع بأبسط خيراته وثرواته فهو يمتلك أغلى واكبر ثروات العالم وهو لايزال اكثرمن  30% من شعبهِ يعيش تحت خط الفقر.
فأفرزت النتائج الاولية تراجع كبير لائتلاف القوى الحكومية بنسبة كبيرة عما كان علية في 2009 وخسارته لكثير من المقاعد بعد ما كان يمتلك 8 محافظين خسر 3منهم  في( الناصرية والديوانية وكربلاء) بالانتخابات لفشلهم الذريع في محافظاتهم .

وكان هنالك تقدم لأتلاف المواطن الذي ضاعف اصواته وزيد مقاعده .وكذلك صعود طفيف للاحرار مقارنة بــ 2009 . وبعد ظهور النتائج فان الشعب ينتظر بعدما أدى ماعليه ويطالب بالوعود والبرامج الانتخابية  التي رفعتها الكتل والمرشحين .

فالنتائج لم تكن حاسمة للجميع وموازين القوى موزعة من محافظة الى اُخرى فالأول في محافظة ما, في الأخرى ثانيا أو ثالثا ,والعكس صحيح, فبالتالي الجميع يحتاج للتحالف مع كتلة أو أكثر . وهنا يبرز دور الكتل المتحالفة التي يجب أن تتحالف على أساس قوي منتج لحكومة منسجمة تؤدي مهامها بالشكل الناجح وأن تكون خدمة المواطن أولا .لا مساومات من اجل إفشال من يصل إلى دفة الحكم كي يقال عنه فاشل وأنا ناجح .

فيحب ان تكون هناك تحالفات مركزية لتشكيل حكومات محلية قوية ومتجانسة تقدم الخدمة الحقيقية للمواطن ..لا تحالفات جزئية من اجل مناصب فقط تقسم كغنائم بين الأحزاب وتكون متقاطعة في اغلب القضايا والضحية الأول فيها المواطن كما كان الحال في مجالس المحافظات السابقة.

وبالتالي فان الجميع شريكٌ في النجاح والفشل لان الوضع الخدمي أصبح لا يحتمل التقاطعات والمساومات فان ما عشناه يكفى من فشل,وأيضا على الأحزاب والائتلافات أن تقدم شخصيات ناجحة وميدانيه وأمينة .فان الأعذار انتهت ,لا يقدموا شخصيات متدينة تصلي وتصوم, فإنها لم تعينه إماما لجامع, بل شخصا لخدمة الناس وحلول مشاكلهم الكبيرة .

ويبقى الدور الأكبر للمواطن في مراقبة الفائزين ممن يًوفون بوعودهم وينزلون إلى الشارع والمناطق الفقيرة كي يخففوا عن أهلها ومن تبعدهم المناصب والامتيازات عن أهلهم وناخبيهم .