24 مايو، 2024 3:08 ص
Search
Close this search box.

الانتخابات طريق الاقوياء..

Facebook
Twitter
LinkedIn

الانتخابات من وجه المختصين هي الوسيلة التي بموجبها يختار المواطنون الأشخاص الذين يسندون إليهم مهام ممارسة السيادة أو الحكم نيابتا عنهم سواء على المستوى السياسي ( الانتخابات البلدية، الولائية…) أو على مستوى المرافق المختلفة ( اجتماعية، ثقافية، اقتصادية).
لذلك هي الوسيلة التي يعبر عنها المواطن في اختيار ممثليه في عموم مؤسسات الدولة ، بدءً من مجلس النواب ، وانتهاءً بالمجلس البلدي ، وهي تكون حرة مباشرة ،يكون هولاء الممثلين ، نواباً للموطن الذي اختارهم في الدفاع عن حقوقهم ، او المساهمة في سنّ قوانيين تخدم مواطنيهم .
لم نكن نشعر ان هناك انتخابات حقيقة أبان حكم النظام السابق ، وما كان يجري ، ما هو الا فعالية حزبية يقوم بها الحزب الحاكم آنذاك ، وتنتهي بنتيجة (99،9%) فوز كاسح للرئيس القائد ، وهكذا مرت اربع قرون ، والرئيس يفوز بنعم دون منافس .
بعد 2003 ، حصلت تغييرات مهمة ، وهي أيجابية بكل المقاييس من بناء عملية سياسية ، ومشروع وطني ، وممارسة ديمقراطية لاول مرة في تاريخ العراق الحديث ، وأسست لجنة الدستور وصياغته ، وشُكلت أول حكومة عراقية منتخبة بشكل مباشر من الشعب بعد انتهاء صلاحية الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني الذي تشكل أبان حكم بريمر .
الانتخابات وسيلة  لتبلور إرادة الشعب بشكل شفّاف، وليس هدفا بحد ذاته لصالح الأحزاب والأحزاب هي في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة الأحزاب، كما نراها في كثير من دولنا العربية الديكتاتورية، التي تتظاهر وتجاهر “بديمقراطيتها”  تحت رعاية ملكها أو أميرها أو  رئيسها.
لذا ولتثبيت أركان الديمقراطية، على الحكومة المنتخبة أن تفي بوعودها التي قدمتها للشعب أثناء الحملة الانتخابية. هذا ينطبق أيضا على كل المؤسسات التي فيها انتخابات. من ضرورات الديمقراطية كذلك الشفافية في تسيير أمور الدولة والحوار الدائم بين الحاكم والمحكوم عن طريق وسائل الإعلام وجملة اتصالات منوّعة مثل حضور النائب أو الوزير بشكل دوري في دائرته الانتخابية ليعي مشاكل الناس في واقعهم اليومي لتكون قراراته وإجراءاته تمس مصلحة الناس الفعلية.
يجب ات تسود لغة الاقناع في جميع اساليب خطاب المرشح ، ونبتعد من مفاهيم التسقيط ، والتشويش على الناخي ، وفبدل ان نسعى الى تسقيط الخصوم ، لماذا لا يكون هناك برامج اعلامية وتلفزيونية تنافسية بين المرشحين أنفسهم ، وعرض برامجهم الانتخابية ؟!
لماذا لا نؤسس لدميقراطية جديدة في العراق ، يتعلم منها الاخرون ، ثقافة “كلنا المواطن” ونجعل المواطن هو شعارنا الاول ، وننطلق في تنافس شريف في حملتنا القادمة ، لكي نحضى بخدمة هذا الشعب الجريح .
هذه الادبيات الديمقراطية الجديدة ، تجلعنا فخر قدوة للدول الاقليمية ، والعربية ، وبدل ان نستورد تجارب اخرين ، نسعى ا نصدر تجربتنا الديقمارطية الى الاخرين ، ونعكس الثقافة العالية التي يجب ان يتمتع بها سياسيونا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب