23 ديسمبر، 2024 3:08 م

الانتخابات..حربٌ ما قبلها وتحالفاتٌ ما بعدها ..

الانتخابات..حربٌ ما قبلها وتحالفاتٌ ما بعدها ..

بعد إن انتهت الاتهامات الطائفية والصراعات الحزبية و التسقيطات السياسية و التشهيرات الإعلامية و الاستبعادات الانتخابية وكشف الملفات والوثائق على مصراعيها أمام الرأي العام  بين الكتل والأحزاب والائتلافات فأحدثت ما يسمى بـ (حرب ما قبل الانتخابات) والتي أفضت إلى عدم إقرار الموازنة الاتحادية العامة للبلاد مع قوانين أخرى تهم العباد , مع ذلك كله حدث العرس الانتخابي الذي شارك فيه أكثر من 60 بالمائة من أبناء الشعب العراقي وهم مُتَحدون للإرهاب و ممتثلين لأوامر مرجعياتهم الدينية على ضرورة المشاركة الواسعة والفاعلة للمساهمة بتغيير واقعهم المعيشي والحياتي المتدني والمرير نحو الأفضل  ..
واليوم وبعد معرفة شكل الخارطة البرلمانية المقبلة من خلال النتائج التي حصل عليها ممثلي ومراقبي الكيانات السياسية يوم الاقتراع وما تُعلنه المفوضية من نتائج أولية بين الحين والأخر .تَبَيَنَ أنه لم تتمكن أي كتلة من الكتل المشاركة في السباق الانتخابي من تحقيق فارقٍ كبير وساحق بالمقاعد البرلمانية عن منافساتها من الكتل الأخرى وهذا ما سيوقف أحلام ذهاب أي كتلة  لتشكيل حكومة بمفردها أو بتحالفها مع كتل صغيرة تؤيدها وتدعمها كما كان متوقع لها قبل الانتخابات بل حتمت النتائج على ضرورة حدوث تحالفاتٍ بين الكتل الكبيرة لتشكيل الحكومة المقبلة , وهذا ما سيواجه صعوبات وعقبات قد تؤدي إلى عرقلة وبطأ الاتفاق بين المكونات على تشكيل الحكومة القادمة لحين تحقيق كلٍ منها لمصالحه وأهدافه وأجنداته ..
أي أن التشكيل الحكومي المقبل سيستغرق مدةً طويلة بعد إعلان نتائج الانتخابات بحسب مراقبين ومحللين للشأن السياسي إلى أن تتم التوافقات التي ترضي جميع الطبقات السياسية الفائزة بأصوات الطبقات الشعبية الخاسرة دائما ..
وهنا بقىَ أن نتساءل ؟ في ظل رغبة برلمانية لحكومة أغلبية سياسية تتجدد من خلالها (الولايةُ الثالثة) يؤيدها ويقودها نحو أكثر من (120) مرشحٍ فائز بالانتخابات حسب الإحصاءات المعلنة والممهدة للنتائج النهائية.. ورغبة أخرى تقابلها (بعدم تجديد الولاية الثالثة) والبحث عن حكومة جديدة تشترك بها جميع الكتل والأحزاب والائتلافات , يقودها ويؤيدها نحو أكثر من (225) من المرشحين الفائزين عن القوائم المختلفة الأخرى ..أي الرغبتين ستتحقق وكيف ستتم التوافقات لكلٍ منهما وهل ستكون لمصلحة الشعب الذي لازال ينتظر تغيير مصيره منذ 11عاما على سقوط صنم صدام ,أم ستكون التوافقات كما كانت في الحكومات السابقة حزبية ,محاصصاتية ,فئوية ,طائفية بعيدة عن الشعب والتي أدت بدورها إلى ما نحن به اليوم من قلة خدمات وتفشٍ للفساد ودعمٍ للإرهاب..لذا يجب أن نصرخ بصوتٍ قائلين:
أيها الفائزون في الانتخابات: إن الانتخابات الأخيرة كانت الأمل الوحيد لأبناء الشعب العراقي في تغيير حالهم وأوضاعهم المأساوية كما أرشدتهم لذلك المرجعية الدينية وقد منحوكم ثقتهم وأصواتهم التي تحدوا بها الإرهاب وانتصروا على أنفسهم بعد إن قرروا عدة المشاركة في أي انتخابات تُجرى لإحباطهم المتواصل من الأوضاع العامة التي تتجه نحو الأسوأ والتي لم تخدمهم بأي شيء وهذه الأصوات عند أهل الغيرة والشيم والقيم لا تُقدر بثمن ..فلا تُضيعوا  أمالهم بكم كما ضاعت بمن سبقكم في الدورات الماضية للبرلمان .وأحسنوا تشكيل الحكومة المقبلة بأي شكلٍ كانت بعيدا عن مصالحكم وامتيازاتكم لكي تبدأ ساعة بناء الوطن والمواطن بالدق على عقاربها المتوقفة منذ الـ11عاما الماضية فالله والشعب والتاريخ كلهم أمامكم ليرحموكم أو يلعنوكم ..