لايختلف اثنان على ان الانتخابات هي قيمه ديمقراطيه تهدف الى اختيار فضلاء القوم ليكونوا في خدمة قومهم ومجتمعهم وهولاء الاخيار يجب ان يتمتعوا بمؤهلات خاصه تميزهم دون غيرهم ومنحتهم حق التمثيل وواجب الخدمه ولكي نختار من هو بهذا الوصف علينا نحن الناخبين ان نكون بمستوى التكليف والتشريع الذي فرض علينا وأوجبنا اختيار الافضل ومنحنا حق المفاضله , ان الشعوب الديمقراطيه تعرف كيف تختار من يمثلها وان المرشح يتعامل مع ناخبيه بروح الاحترام والنديه المتكافئه التي تحافظ على اسس المجتمع الديمقراطي .لكن تجربتنا مع الديمقراطيه اربكت مفهومها العام لدى الناخب فبات ناخبنا في حيره من امر مرشحينا حيث وعودهم الورديه وشعاراتهم االرنانه التي تخاطب عواطف الناخب اكثر من مخاطبتها لعقله وان تجربتنا السابقه مع من يدعي تمثيلنا تلزمنا جميعا بمراجعة اليات اختيار المرشحين للوصول الى من يمثلنا حقا لامن يمثل علينا وان نغير طريقة تفكيرنا اذا ما رغبنا حقا بتغير حقيقي وأن ماننشده بالتغيير والاصلاح يتعديا التغيير الشكلي والصوري الى التغيير الجذري في بنية المجلس والحكومة واتجاهاتهما وبما ان انتخابات المجالس المحليه على الابواب فعلى الناخبون ان يستثمروا هذه المناسبة لاجراء التغيير المنشوود وذلك برفض دعاة التخندق القبلي والطائفي والتطرف واختيار اصحاب البرامج الانتخابية التي تتبنى مطالب وحاجات الناس الضرورية والملحة ، ان تعثر اداء المجالس المحليه قد ولد حالة من الاحباط والمرارة واليأس وخيبة الامل لدى الناخب وفقدان الثقة بالكثير من الكتل التي يمثلونها الاعضاء بل تعدى ذالك التى التشكيك بجدوى الانتخابات اصلا وهذا التغير يتطلب من الناخب ان يكون واعيًا ومدركًا لقيمة صوته الانتخابي، فهذا الصوت لو وُضع في المكان الصحيح والمناسب فإنه يغير كثيرًا من الأوضاع المقلوبة والمغلوطة التي باتت هي السائده في مجمل تعاملاتنا اليوميه وعلى الناخب أن يكون مدركًا – وهذا هو الأهم – أن صوته أمانة فلا يضيعه ولا يمنحه إلا لمن يستحقه، وأن يدرك أن الإدلاء بصوته شهادة أمام الله، وإذا كان الإدلاء بالصوت شهادة، فهي إما أن تكون شهادة حق ينفع بها الناخب نفسه ومجتمعه ووطنه، أو شهادة زور يضر بها نفسه ووطنه، ويُسال عنها بين يدي ربه تعالى . وعلى الناخب أن يرفض كل أشكال التضليل والإغراء المادي أو المعنوي، وأن يذهب إلى صناديق الاقتراع لأنه يشعر بالمسئولية تجاه وطنه، أما اذا بقينا أسرى لكل أشكال الإغراءات فلن تتغير أحوالنا، وإن تغيرت أحوال البعض منا إلى الأحسن نتيجة الاستجابة للإغراءات المادية، فإنه تغيرٌ مؤقتٌ سرعان ما يزول وتعود الأحوال إلى أسوأ مما كانت عليه، لذا نتمنى على جميع الناخبين ألا يؤثروا التحسن المؤقت لأحوالهم وأوضاعهم على التحسن الدائم المستمر.
ويتوجب على الناخب أن يشكك فيمن يحاول شراء صوته وولائه، بأية طريقة، بالمال أو بالمنصب أوبقطعة الأرض اوببطانيه متهرئه أو بأي شيء آخر، فالذي يشتري الناخب اليوم يمكن أن يبيعه غدًا،وإن الناخب الذي يبيع صوته للمرشح، لا يحق له أن يطالبه بشيء بعد فوزه في مقعد المسئولية، لأنه قبض الثمن سلفًا، وعلى الناخب أن يكون إيجابيًّا في كل مراحل العملية الانتخابية: إيجابيًّا في الدفاع عن صوته وإرادته فلا يسمح بتزوير إرادته في أي مكان كان، فإن مهمة الناخب لا تنتهي بالإدلاء بصوته، بل لا تنتهي حتى بفرز الأصوات، لانه سيظل رقيبًا على اداء الفائزين– التي هي حق أصيل له – حتى لا يعطي الفرصة لضعاف النفوس بالتلاعب أو التزوير أو تغيير إرادة الأمة لمصالح حفنة من المنتفعين بالفساد ومنعدمي الضمير والأخلاق. كما عليه أن يكون إيجابيًّا في توعية الآخرين إذا كان مؤهلاً لذلك، فإن كثيرين قد يحتاجون إلى التوعية وتقديم النصح لهم وتوجيههم إلى الأحسن والأفضل حتى لا يقعوا في براثن المخادعين والمنافقين وأصحاب المصالح. وعلى المرشح ان يفهم حقا واجبه ومفهومه للديمقراطيه التي تتطلب المصداقية مع الشعوب في طرح برامجهم الانتخابية، وفقاً لما يراه المرشح المستقل، أو وفقاً لطبيعة فكر وأيديولوجية ونظرة الأحزاب والتنظيمات السياسية.. فنحن كما نعلم أن لكل حزب فكرة، وأيديولوجية، ونظريته في الحكم، وتصوره للدولة..وعليه فإن مرشح أي حزب كي يكون صادقاً شفافاً مع الشعب (الهيئة الناخبة) عليه أن يطرح فكرة وتصوره او فكر حزبه وكتلتله وعن طريق ادارته وتقديم الخدمات لناخبيه وان يكون برنامجه واضح وقابل للتطبيق وان يتحمل مسؤلية الاخفاق ببرنامجه الانتخابي وختاما نستشهد بحديث سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم “إذا وسّد الأمر إلى غير أهله .. فانتظر الساعة”