22 ديسمبر، 2024 2:52 م

الانتخابات … بين سياسة المنفعة واستغلال الضعفاء

الانتخابات … بين سياسة المنفعة واستغلال الضعفاء

قد قيل ساسياسة تتجه نحو المصلحة، وفي هذه النقطة تحديدا يختلف السياسي الناجح عن الفاشل، حيث ان منطلق السياسي الناجح هو مصلحة شعبه، او على الاقل مصلحة من ينتمي اليهم ، وعلى حد سواء، الانتماء القومي، الانتماء الطائفي ، المناقي، او حتى الحزبي.

السياسي الفاشل يمكن ان ينجح في عمله ويتمدد في نفوذه في حالة واحدة فقط، ان تكون الجماهير ضعيفة، جاهلة ، نائمة ، والملاحظ ان سعي الساسة في العراق (وجميع الكتل السياسية لا استثني منهم احدا) ان يبقى الشعب مشغول بالحروب الداخلية (الحرب الطائفية) والتي من خلالها تم استغلال العواطف واجريت الانتخابات (2006، 2010) في حال سلمنا بنزاهة الانتخابات وهنا اضع عدة خطو حمراء تحت نزاهة الانتخابات والمفوضية، من ناحية اخرى فقد جرت انتخابات (2014) على وقع الايام الدامية (الاربعاء الدامي، الاحد الدامي، الجمعة الدامية)، وختمتها صفقة تسليم اربع محافظات في غرب وشمال غرب العراق الى تنظيم داعش الارهابي ومجزرة سبياكر والصقلاوية.

انتخابات 2018 تحمل في طياتها ملامح اخرى، التحالفات القديمة التي تم بناءها على التحشيد الطائفي والقومي لم تعد تجد واقع بين الشعب، فبعد نجاح المخطط المرسوم مسبقا منذ مؤتمر لندن لما يسمى بالمعارضة العراقية الذي عقد في 2002 وقبله في مصيف صلاح الدين 1992(ولنا وقفة في مقالات اخرى مع مقررات هذه المؤتمرات وكذلك الورقة التي تم التوقيع عليها ولم يتم الاعلان عنها) ، حيث نجح المخطط في مرحلته الاولى من وضع شخوص في مناصب سيادية يمثلون الدين او طائفة معينة ليس الا لتشويه صورة الدين والمذهب، وبالتالي ابتعاد الاجيال القادمة عن الدين وتصوير رجل الدين او الدين عموما على انه سارق ومحتال ويسعى لاستغلال الناس باسم الدين، كما حدث مع مؤسسة الكنسية وادى الامر الى ان يكون الشعب في وادي والكنسية في واد اخر .

اقول ، ان انتخابات 2018 تحمل طابع جديد، من حيث التحالفات بين ساسة الدين وساسة العلمانية، بين اعداء الامس، بين ايدلوجيات متناقضة ، واستراتيجيات عمل لا تلتقي ابدا، الامر الذي يشير الى حقيقة واضحة للعيان ان المتصدي للعمل السياسي هو سياسي فاشل، وكما ذكرنا في المقدمة، ان السياسي الناجح يسعى لمصلحة من يمثلهم ، غير ان التحالفات الجديدة تشير الى انها نبعت من مصالح شخصية، وحتى فرط التحالفات القديمة ليس نابع من الحرص على مصالح الجماهير، بل ان جوهرها هو التضاد في المصالح الخاصة، من جهة ، ومن جهة اخرى نزاعات شخصية وردود افعال (صبيانية) لا غير.

وبقاء الشعب في سباته وهرولة السذج خلف العناوين (الدينية، العشائرية) سوف يؤدي الى خراب ودمار ضعف ما موجود حاليا، نعم، ان الانتخابات القادمة سوف تؤدي الى تتغير بعض الوجوه (البرلمان، الوزارة) ، لكن المحرك لهذه الوجوه هم ذات اللاعبين السابقين، وهؤلاء الوجوه (سواء في البرلمان او الحكومة) ما هم الا دمى تحركهم تلك الوجوه الكالحة.

وللحديث بقية، اذا بقيت في الحياة