18 ديسمبر، 2024 10:20 م

الانتخابات بين المشاركة والعدم

الانتخابات بين المشاركة والعدم

الحديث عن الانتخابات حديث متعب جدا والقناعة بعدم المشاركة هي الراجحة على المشاركة ، ولكن لابد من الاخذ بنظر الاعتبار عن نوعية الانتخابات ، فالانتخابات لمجالس المحافظات تختلف عن البرلمانية ، والحقيقة الاقبال على انتخابات مجالس المحافظات ليست بالمستوى المطلوب ، هنالك من يحث ويدعم وينظر للمشاركة في الانتخابات ، نعم الانتخابات بظاهرها لطيف وعملي ولكن في اسلوبه ونتائجه غير ذلك ، يكاد يتفق العراقيون على ان مجالس المحافظات حلقة زائدة في الدولة ، وانها نزيف اموال والتجربة السابقة للمجالس لم تبشر بخير بل ظهرت مفاسد كثيرة ولا نريد ان نحشسب ما صرف عليها وماهي نتاجاتها .

حجة من يصر على اقامتها هي الدستور العراقي الذي فيه نص على وجودها ، وحقيقة في الدستور العراقي هنالك الكثير من النصوص بحاجة للتعديل وهنالك نصوص مغيبة .

من خلال الاعلام المنفلت ظهرت الكثير من صفقات الفساد بين اعضاء المجلس الواحد وهنالك اتفاق حول حجم الفائدة لكل عضو قبل التصويت على اي مشروع والمحافظ عمله مرهون بتصويت المجلس والمجلس لا يصوت مجانا .

التجربة السابقة ظهرت التكتلات والتحالفات لدرجة جعل الفائز خاسر والخاسر فائز بل يفوز من لم يشارك بالانتخابات وحصل هذا في اكثر من محافظة .

الامر الاخر خلال اربع سنوات من تجميد مجالس المحافظات لم تخسر شيء المحافظات بل اصبح الاداء افضل ولو بشكل بسيط ولكن الاهم انه تم ايقاف بعض المصاريف التي كانت تخصص لهم ، والسؤال الذي يتردد كثيرا ، خلال فترة التجميد هل كانت تصرف لهم رواتبهم؟ لانه بحكم تجربة الانتخابات البرلمانية صرفت رواتب تقاعدية لهم لمن ترك البرلمان.

في كثير من التجمعات سواء في مقهى او مناسبة او سوق او سيارة نقل عمومي لم ولن اسمع اي حديث بين المواطنين عن هذه الانتخابات اطلاقا وبدون مبالغة ، وهنا اسال هل ستكون هنالك مصداقية حول نسبة المشاركة فيها ، لاننا حسب علمنا ان هنالك نسبة معينة فما دونها لا تعتبر الانتخابات قانونية بسبب عزوف المواطنين .

اعتقد المطالبة بتغيير النظام الانتخابي هو مطلب المرجعية الذي جاء تلبية لرغبة الشارع العراقي وقد تلقى العراقيون نكبات من هذا النظام الانتخابي الذي جاء بعديمي الكفاءة وسلمهم المناصب وعزل الكفوئين بحجج واهية .

لماذا لا تدمج الانتخابات البرلمانية مع مجالس المحافظات ويخصص عدد مقاعد لكل محافظة حسب النسبة السكانية ويكون الترشيح فردي واعلى الاصوات هم من يشغلون المقاعد وهم انفسهم يكونون اعضاء البرلمان ممثلين عن محافظاتهم والاول عليهم بالاصوات هو المحافظ ، واما انتخاب الحكومة فتكون الانتخابات رئاسية على ان يكون رئيس الجمهورية هو نفسه رئيس الوزراء ويتم انتخابه من قبل الشعب والغاء هذا للكرد وذاك للشيعة والاخر للسنة في هذا فقط يكون العراق بافضل حالاته ويتم القضاء على المحاصصة الذي هي الى الان حلم لايستطيع العراقيون ان يحققوه .