7 أبريل، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

الانتخابات النيابية ماء غير صالح للشرب

Facebook
Twitter
LinkedIn
لو اعتمد اي معهد استبيان محلي او دولي رأي العراقيين في الانتخابات لكان الرأي  مختلفاً عن الدورة الانتخابية الاولى وما تلاها  من كمية الإحباط بسبب عدم نزاهة الانتخابات وما مورس فيها من تضليل وغش وخداع وكذب وترويع وتهديد وحرق للصناديق والتغيير بنتائج الانتخابات جعل العراقيين لايثقون بنتائجها ولايعطونها أهمية. بعد ان ترسخ النظام السياسي بشكل عوائل نافذة وحاكمة اقطاعية ودينية وباتت الإنتخابات تمثيلية ينُتخب فيها لواحيك العوائل كأدوات ويُسمون نواب الشعب.
والسؤال هل تستمر الانتخابات بنفس الحماسة؟ الجواب كلا. واخر انتخابات كانت بنسبة تقل عن 17‎%‎. وخلفت اضطرابات وتظاهرات ليس لها سابقة في تاريخ العراق من حيث نسبة المشاركة الجماهيرية الهائلة  ونسبة التضحيات التي بلغت المئات من الشهداء والالوف من الجرحى اضافة لكم هائل من السجناء والمغيبين والفارين ببركة النظام البرلماني. ماحدث للمتظاهرين ليس له سابقة في العالم لان القاتل بقي مجهول وتحت ظل الاحزاب والجماعات المسلحة لحد الان.
هذا الغضب ضد النظام السياسي لم يخلف قيادات مؤهله من الثائريين لتمثيل الشعب، بسبب عفوية الثورة  التي لم تنتج قيادات بسبب ضعف التنظيم، وحجم المؤمرات وتركيبة الشخصية العراقية المزاجية التي تؤمن بقدسية رجل الدين والقبيلة. فعادت قيادات النظام السياسي الظالم للترشح من جديد وبالف لبوس ولبوس وليطعموا الشعب ذات الترياق الذي يجعل المواطن اسير تلك العوائل النافذة. فهو ينتخب العائلة الفلانية ليس حباً فيها انما بغضاً بعائلة اخرى يجدها اكثر دمار للعراق من الاولى. والانتخابات ماء غير نظيف لا يصلح للشرب رغم حاجة الناس العطاشى للحرية والعدالة والمساوات والكرامة والرفاهية والعيش الكريم الذي غاب العراق لقرون. هذا البلد الذي تكالبت عليه قوى البغي والاحتلال القرشي والاموي والعباسي والعثماني والصفوي والانكليزي والامريكي. هذا البلد لم يؤهل سياسي مثل ماندلا وغاندي ودينغ شياو
ولم يؤهل ثائر مثل جيفارا وكاسترو وجياب وهوشي منه ومصطفى شمران وحسن نصرالله، هؤلاء الثوار والسياسيين الاحرار الذين رحلوا ولايملكون من الدنيا غير ذكراهم العطرة بالموت من اجل الفقراء، بينما لازال العراق يورث زعامة الإقطاع ورجال الدين بإسم القدسية والطاعة والولاء وبينما تشهد بلدان الكفر العدالة والرفاهية، يشهد بلدنا المؤمن الظلم والفقر.
وعندما تحاول بعض الفعاليات الدينية والاجتماعية البارزة  ونتيجة لظروف خارجة عن ارادتها وبسبب المحيطين بها ان توعز للناس بشرب الماء غير النظيف لينتج عنه ذات المخرجات الكارثية التي خلفت مصائب وحروب وفقر وانعدام الخدمات وتعطل الزراعه والصناعة والتعليم والصحة واصبحنا بلد الاربعه مليون برميل يومياً يقترض ولايسدد رواتب موظفيه وفيها من السهول والجبال والاهوار والبحيرات ان تجعله فينيسيا وسويسرا ولكن إرادة العراقيين مغلوبة بارادة دول الجوار والعوائل الحاكمة والواحيك المنتخبين، لكي نبقى نشرب ماء البصرة، ونطرب لاغنية يمه الماي المو نظيف شلون اشربه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب