بعد ان ايدت المحكمة الاتحادية موعد اجراء الانتخابات نرى ان التحالفات المسجلة لدى المفوضية غير المستقلة للانتخابات لاتلبي طموح الشعب العراقي
وان ذلك لايعود الى عدم وجود اشخاص مؤهلين لتمثيل الشعب من عناصر
نزيهة ومخلصة فهم كثر ، ولكن العملية السياسية المصممة من قبل الحاكم المدني الامريكي بريمر اصبحت طاردة لكل العناصر الكفوءة والوطنية وربما كان هذا هو السبب الرئيس للاحتلال الامريكي في تشكيل سلطة شكلية ضعيفة غير قادرة على ادارة الدولة ادارة جادة مخلصة ووطنية ، او ان هناك اهدافا اخرى لتزوير وتشويه ارادة الشعب العراقي
اننا اذا ماستعرضنا هذه التحالفات والاحزاب التي ستشارك بالانتخابات . نصاب
بصدمة حقيقية باستحالة التغيير نحو الاحسن . فالعناصر الفاسدة والمتخلفة
والعميلة لازالت مسيطرة على المشهد السياسي الحالي وبالتالي ستكون هي المتصدرة للمشهد الانتخابي القادم
فالسيد العبادي رئيس الوزراء كان قد استحصل ثقة قطاعات واسعة من الشعب نتيجة ماحققه من استقرار جزئي وامن نسبي مثل بصيصا من الضوء في عتمة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي العراقي . الا ان ماشاهدناه من تحالفه مع عناصر مشبوهة قد اعادنا الى المربع الاول خصوصا وانه لم يخرج من عباءة حزب الدعوة الذي كان السبب الرئيس لضياع ثروة العراق وارضه ومستقبله . ثم سرعان ماخرج من هذا التحالف كتلة بدر ، والعصائب بسبب كثرة المتزاحمين على باب رئاسة الوزراء لما لها من صلاحيات دستورية واسعة . وهذه الصلاحيات تستقطب كل الطفيليين الساعين الى تحصيل اي مكسب من قربهم لهذا الموقع الخطير . اضافة الى التدخل الخارجي . ويبدو ان ايران قد حاولت مسك العصى من الوسط وتخلت عن المالكي لصالح العبادي المقرب من السفارة الامريكية وكما هو معلوم ان ايران برغماتية تبحث عن مصالحها ولايهمها الاشخاص حيث تبدلهم حسب الظروف . ويبدو ان هذه العملية لم تحقق الالتفاف المطلوب على رئيس الوزراء لضمان بقاء نفوذها عن طريق ترشيح الموالين لها من خلال سلطته او موقعه . . فانسحبت الكتل الموالية لها قبل ان يجف حبر التوقيع عليها . انه صراع المصالح الامريكية الايرانية في العراق . ويبدو ان السيد العبادي يرغب في جمع اكبر عدد من الاصوات لتحقيق الولاية الثانية والانتصار على غريمه المالكي الذي كان يراهن على الحشد الشعبي للفوز بالانتخابات . وقد خذله الزواج الكاثوليكي مع منظمة بدر . فبقي على تحالف دولة القانون الذي يضم صهره وبضعة احزاب صغيرة مع بعض النواب المغمورين
وهناك تحالف كنا نتمنى ان يكون تحالفا علمانيا مدنيا الا انه اصبح هجينا ومسخا غير ذي انسجام ولايمكن ان يحقق اي خطوة الى امام كما كانوا يدعون واقصد به تحالف الشيوعيين مع الصدريين
وبعض الذين كانوا يسمون سنة المالكي قد تحالفوا مع السيد العبادي لانهم مصلحيون يسعون الى المكاسب الشخصية على حساب المصالح العامة ومصالح مكونهم ، وهم حتى لم يبالوا باخوانهم المهجرين واللاجئين او اعادة بناء مدنهم المهدمة او التغيير الديموغرافي الجاري على قدم وساق في مناطق عديدة . . والكتلة السنية الاخرى التي كانت تنادي بمشاريع وطنية عابرة للطائفية نراها ابتعدت كثيرا عن هذه الاطروحات وتمسكوا بمكونهم ومناطقهم مبتعدين عن طموحات الشعب العراقي في حكومة وطنية يتنافس فيها الجميع على وفق مؤهلاتهم وكفائتهم بغض النظر عن دينه وطائفته ومنطقته
وتجمع الاصلاح الوطني برئاسة اياد علاوي الذي كان يرأس القائمة العراقية قد ضم عناصر غير كفوءة . ولم يستطع الدكتور علاوي الحفاظ على اطروحاته السابقة من كون قائمته مدنية بعيدة عن التخندقات الطائفية والمناطقية
اما الاحزاب الكردية فما زالت ازمة الاستفتاء المشؤوم تلقي بضلالها عليها واحدهم يتهم الاخر بالخيانة وعدم مراعاة مصالح الشعب الكردي . فآثر الجميع الدخول بالتحالفات بعد الانتخابات ليعرف كل حزب حجمه الحقيقي بلا مواربة وادعاء
وبقي تحالف الرافدين الذي يضم المسيحيين والمكون الاشوري والكلداني على حاله مع تبرم المسيحيين من تمثيل يوناديم كنا لهم
من كل ذلك يتضح ان الوضع السياسي في العراق سيراوح مكانه وان
الفاسدين والطفيليين والعملاء والمافيات السياسية ستبقى جاثمة على صدر العراق والعراقيين
لقد شعر العراقيون بكل طوائفهم ومكوناتهم بهذا الكابوس القادم ولذلك نراهم يدعون في كل مكان الى مقاطعة الانتخابات القادمة وتثبيت موقف مناهض لما يسمى بالعملية السياسية ، وحتى محاولة افشال هذه الانتخابات لمنع تكرار وتدوير الوجوه السياسية المخضرمة والمعادية للشعب العراقي ، وهم يعلمون جيدا ان الحكومة والاحزاب الموالية لها التي اخترعت الفضائيين في سلك الجيش والشرطة والحشد ستكون قادرة على تزوير ارادة الشعب من خلال ملء بطاقات الناخبين المقاطعين ، ومع ذلك سيكون الشعب بريئا من سوآت الاحزاب الفاسدة وقادتها الذين سيأتون بالتزوير المشهود الذي ربما استطاعوا التمويه عليه سابقا ولكنهم لن يستطيعوا حجب الحقيقة المرة التي ستواجههم هذه المرة . وسوف لن تفيدهم التدخلات الخارجية فقد لفضهم الشعب والى الابد.