مع اقتراب موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات المتوقعة في العشرين من نيسان القادم وبدء التحضيرات لها، بدأت الكتل السياسية بالإعلان عن خططها وبرامجها والمهمات الملقاة على عاتقها بهدف انتقال العراق كلياً إلى بر الأمان وترسيخ العملية السياسية والديمقراطية في البلاد لكن ألان وبعد عشرة سنوات على سقوط النظام البائد وبعد عشرة سنوات من تشكيل حكومات في العراق وبعد عشرة سنوات من انتظار الشعب العراقي إلى ساعات لراحة والرفاهية والأمان لكن لاشيء من هذا القبيل لانرى سوى مجرد كلام على ورق وأكاذيب من هنا وهناك والضحية على مر تلك السنوات هو المواطن لم يحصل المواطن رغم انتخابه لأناس كان يتوقع منهم الخير ممن كانوا قد اخذوا على اعتقهم تحمل المسؤولية في حالة الفوز بالانتخابات لكن بمرور التجارب نجد أن الفرد العراقي قد أصابه اليأس من كثرة الانتخابات والوعود التي شبعته لكن دون فائدة تذكر لأنه عرف حقيقة نواياهم فهم لايفكرون سوى بمصالحهم الشخصية والحزبية ولا يهتمون بمعاناة ومشاكل وهموم الناس الكثيرة والمتواصلة وألان قد اختلفت المرحلة كثيرا وقد ظهرت وأصبحت واضحة لدى الجمهور فقد استيقظ من غفلته وسباته وجهله وبات يدرك أين تنصب مصلحة العراق وبمن يكون أهل لقيادة العراق وتوفير سبل العيش الكريمة لأهله وأبناءه
نعتقد انه لايمكن أن يكون للعراقي ولاء مزدوج ..ولاء لوطنه وولاء لمن هو خارج العراق أو ولاء لطائفه أو عشيرة أو دين !وأن الولاء غير الوطني ،عروبيا أو إسلاميا أو طائفيا سوف لن يقودنا إلا إلى المزيد من الكوارث والويلات و خراب وضياع الوطن ! وكذا الأنانية المفرطة التي نجدها لدى البعض والتي تتجلى بكل وضوح في الرغبة في التزعم والصعود من خلال دغدغة مشاعر طائفية بغيضة عند السذج من المواطنين ستساهم فعلا في تفتيت ما تبقى من أوصال وطننا العراقي ،أنه من المؤلم حقا أن نرى عراقنا وبعد عشرة سنوات من التخلص من نظام صدام يعيش وضعا مأساويا وحالة من التخلف المستمر في مختلف مجالات الحياة وأنه في كل يوم من أيامه يخطو خطوة أخرى للعودة إلى العصور المظلمة التي ارسى صدام نظام حكمه من أخلاقياتها..
إننا نرى في استمرار الوضع السياسي البائس والظروف البشعة والمأساوية التي تتجاوز قدرة البشر والتي يعيشها أبناء شعبنا وبشكل يومي وصفة أكيدة لنعي العراق وفناءه وتقسيمه وضياع شعبه ! لا بد لنا من تلاحم كل الوطنين الذين أحبوا العراق والمؤمنين بوحدانية الولاء للوطن والذين يطمحون أن يعيش شعبهم كما تعيش شعوب دول العالم المتحضرة ..ولا بد من القول كلا لكل الولاءات التي هي بالضد من العراق ووجوده ،ولنقل جميعا لا لكل العقليات والأفكار المتخلفة والقوى الظلامية التي تحاول جاهدة من إعادة عقارب الطغيان وبالتالي يكون الخيار الوطني لهؤلاء واضح وصريح في إيجاد الحلول ووضع البرامج الهادفة نحو تحقق السعادة الأبدية فهم حقيقة الأمر الاكفا لقيادة مسيرة العراق لان هدفهم يكمن في خدمة العراق وشعبه فلا نفرط بهم فهم السبيل إلى إنقاذنا لأنهم بحق وحقيقة أمناء على بلادنا وهم قدر المسؤولية.