27 ديسمبر، 2024 2:55 ص

الانتخابات العرقية المذهبية لتجسيد الديمقراطية الشاذة

الانتخابات العرقية المذهبية لتجسيد الديمقراطية الشاذة

ماهو مقياس النجاح للانتخابات العامة في المجتمعات المختلفة التركيب, لبنان و العراق مثلا, سؤال يصعب جوابه عند المتمعن المدقق المستند على القواعد العلمية لبيان الناتج او استنتاج من الموجود امام الانظار, و لكن يمكن القول , ان التغيير الايجابي الملتمس لدى المراقب, و الذي يحصل مابعد الانتخابات في حياة الناس السياسية الاقتصادية الثقافية هو مقياس الجواب الوافي لمن يريد الحقيقة.
ان ركزنا على العراق بلد المختلف الشكل و التركيب و التاريخ و ما وصل الى ماهو عليه الان منذ تاسيسه بشكل مغاير جدا ايضا لغيره و من قبل مستعمريه لافادتهم في المدى الطويل على حساب سعادة الشعوب العراقية باستخدام عقلية تآمرية خبيثة من قبل من بنى حياة شعبه نتيجة خراب غيره او بناءا على بقاء الشر كجذوة دائمة الوقود لضرب هذا المجتمع المنقسم اصلا عرقيا و دينيا و مذهبيا لصالح رخاء شعبه.
ان اختصرنا الطريق, كيف يمكن القول ان اتباع طريق الوصول الى التمسك بوسيلة التخلص من الفخ الدائمي قد بدا و يمكن سلوك الطريق للوصول الى الافق الموجود للتحرير النهائي. فان الديمقرطاية و الانتخبات كاهم ركائزها قد تفيد هذه الشعوب المبنية عرقيا و مذهبيا للمجتمع العراقي الموزائيكي لو تمعنا في الحال و ما موجود فيه هذا البلد هو انقسامات حادة بشكل علني و ليس هناك اي دافع لتوحيده, و من يدعي الوحدة لا يقصدها الا من اجل اهداف اخرى و في مقدمتها المنفعة الشخصية و الحزبية المصلحية.
البلد لازال تحت وصية المحتل القديم الجديد, اقتصاده يسير بتذبذب مرتفعا مستوى المعيشة تارة و منحدرا في اخرى رغم الثروات الهائلة في ظل انتشار الفساد و الفقر و العوز دون وجود امل صغير للتحرر من تلك القيود المتغلغلة في ثنايا حياة الناس دون ان يتمكن التحرر منها ليبدا السير بشكل طبيعي نحو ما يريد.البلد الذي يعاني من الادعاءات النظرية الفارغة الجوهر و التي يطلقها الكثيرون دون ان يقصدوا حتى حقيقة ادعاءاتهم. لقد غاص هذا البلد في وحل متعددة المكونات متغيرة الطبيعة و لزج و لمس جدا بحيث لا يحتاج لاي دافع للتزحلق المميت.
و به يمكن القول ان الانتخابات الديمقراطية في هذه الارضية و بهذه التركيبة و الاجواء و بهذه العقلية لا يمكن ان تاتي بنتيجة في محلها و انما يمكن ان تجسد ما يمكن ان نسميها اضداد الديمقراطية وهي اخطر من الدكتاورية التي كان هذا البلد يعانيها منذ مدة و لامد طويلة.
اذن, فان كانت الانتخابات مظهرية و شكلها غير معلوم المعالم اصلا , فنتائجها غير مضمونة من حيث هدف و جوهرما يقصده المفهوم و ما يفرز منه. اي فان ممارسة العمل الديمقراطي لا يمكن ان تبدا بانتخابات في مثل هذه الظروف الموضوعية و الذاتية للشعوب التي تؤلف المجتمع العراقي المعلومة التركيب.
باختصار، انها اي الديمقراطية هنا في هذا البلد دون غيره, وسيلة جميلة و مرضية جدا لتجسيد الواقع الموجود و المعروف فيه, بانه منقسم عرقيا و مذهبيا الى حد يمكن ان تؤدي الى الخراب اكثر منه الى تنفيذ ارادة الشعوب نفسها . فانها خطوة نحو ضفاف الوقوع عاليا في بحر المتغيرات الاجتماعية التي تسير فيها العراق منذ تاسيسه غير العادل على ايدي المستعمرين الجشعين الظالمين.