تفتح لنا هذه الانتخابات أبواب الجحيم حول الخارطة السياسية الجديدة التي ستحدد الحكومة القادمة والرئاسات الثلاث ,ولأنها أول انتخابات برلمانية بعد خروج الاحتلال الأمريكي من العراق, فهي تفتح العديد من التوقعات خصوصا أن من قدمتهم الولايات المتحدة وايران من السياسيين قد فشلوا بأدارة البلاد ,وايظا ليس هنالك رغبة حقيقية لدى المواطن العراقي بالخروج من طائفته في ضل كل هذا التحشيد الطائفي سواء كان من قيادات السنة أو الشيعة أو الأكراد .
ويعتقد جميع المراقبين أن هذه الانتخابات ستقدم لنا ثلاث خيارات :الخيار الأول هو الحرب الطائفية بسبب أنتشار المليشيات المسلحة في مختلف محافظات العراق والتي قد لا يقبل قادتها الذي هم تابعين للأحزاب سياسية بنتائج الانتخابات .والخيار الثاني :أن تذهب الأنتخابات بالبلد الى التقسيم على أساس الطائفة والمنطقة وهذه الفكرة بدأ يتكلم بها الكثير من قيادات السنة بسبب ممارسات الحكومة اتجاههم .والخيار الثالث: هو الذهاب الى دكتاتورية جديدة أذا حققت كتلة المالكي غالبية الأصوات أو أذا لم يتقبل المالكي فكرة رحيله عن رئاسة الوزراء ويتشبث بها عن طريق انقلاب عسكري أو أحكام عرفية لأن معظم القيادات الأمنية تتبع بولائها اليه .
وبعد النتائج السيئة التي قدمها السياسيين من كل الكتل بات هنالك رغبة ملحة للتغير خصوصا عند جمهور الشيعة على شرط أن لا تذهب رئاسة الوزراء الى غيرهم , لكن أي تكتل سيحصل على غالبية الأصوات . فأتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي لم يعد كما كان ذات أغلبية لدى الشيعة ومع ذلك مازال لديه الكثير من المؤيدين لكنه لن يضمن بها رئاسة الوزراء ,والتيار الصدري لا يمكن أن يحقق أكثر من قاعدته الجماهيرية المعروفة لعدة أسباب لا يتمناها حتى الشيعة , وكتلة المواطن ليست ذات قبول كبير ولن تحقق أكثر من ما لديها الأن .
وأما بالنسبة للسنة فسوف تخسر كتلة متحدون برئاسة أسامة النجيفي محافظة الانبار أذا ما تمت الانتخابات فيها وسيلجأ الناخبون في هذه المحافظة الى الشخصيات العشائرية التي تثق بها . لكنها ستحقق الأغلبية في محافظة الموصل وصلاح الدين لعدم وجود بديل قوي يمثل السنة . وتكتل العربية برئاسة صالح المطلك لن يحصل على شيء في هذه الأنتخابات والحزب الاسلامي لن يحصل على شيء ايظا , أما التكتلات العلمانية الكثيرة وأهمها القائمة الوطنية بقيادة أياد علاوي فهي ايظا لن تحصل على شيء لعدة أسباب أولها انه ليس هنالك قاعدة جماهيرية للتيارات العلمانية لدى الشيعة ,وثانيا فقدان أهل السنة الثقة في أياد علاوي بعد أن صوتوا له في انتخابات 2010 ولم يقدم لهم شيء وايظا لأنه أضاع أصواتهم ورفع بها أشخاص مثل عالية أنصيف وحسن العلوي وعدة نواب أخرين الذين ذهبوا الى تيارات شيعية .
وبالنسبة للأكراد فحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود برزاني هو من سيحل في المرتبة الأولى بالنسبة للأقليم ومن ثم حركة التغيير برئاسة نوشيروان مصطفى والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني بالمرتبة الثالثة والاتحاد الاسلامي الكردستاني بالمرتبة الرابعة .
وبالنهاية نحن أمام طريقين لا ثالث لهم أما الذهاب الى الخيارات الثلاث الذي طرحتها في مقدمة المقال أو الاستمرار في حكومة الشراكة الا توفقية والمحاصصة الطائفية وبقاء نفس الوجوه وبقاء الحال كما هو عليه .