يتطلع العراقيون في الداخل والخارج , لعهد جديد بعد الثلاثين من نيسان , عهد يحمل وفي طياته الكثير من الآمال , الأمان و الاستقرار , عهد يضمن وحدة وسيادة العراق , نعم , يتطلع العراقيون الى تغيير جذري ينقلنا من ( دولة السلطة ) الفاشلة الى ( سلطة الدولة ) , عهد ميلاد ( المجتمع المدني ) والارتقاء بالوطنية العراقية , العمل على احترام حقوق الإنسان في العراق , السياسية منها والمدنية التي تكفل له الحرية والمساواة والعدل , تجاوز تركة النظام الفاشي , تجاوز تركة الاحتلال الامريكي وتشريعاته التي اسست للمحاصصة الطائفية والعرقية , وضع نهاية لسنوات الفشل منذ انهيار النظام في التاسع من نيسان عام 2003 , عهد جديد بلا فساد مالي واداري , تغيير الدستور المختلف عليه او تعديله او التغيير في المواقع والمواد التي تثير النعرات الطائفية والعرقية , انها آمال واهداف وطنية مشروعة انها آمال حلم جميل .
الاستحقاقات للعهد والمرحلة الجديدة تجابه بعوائق لعل ابرزها أن اغلب الكتل والاحزاب السياسية تفتقد المشروع والخطاب الوطني , لازالت تستخدم الخطاب الديني طائفبا ومذهبيا وعرقيا وتحريضيا , اغلب المرشحين لا يؤتمن جانبهم ولا يمكن منحهم الثقة , انهم بلا مصداقية , الكثير منهم جاهل وفاسد ماليا واداريا , الكثير من المرشحين من مخلفات الفاشية البعثية , كتل واحزاب تقف وراءها اجندات خارجية بتمويل مالي كبير, عند اغلبهم العملية الآنتخابية وسيلة للاستحواذ على السلطة وموارد الدولة , مما يفقد العملية الآنتخابية شروطها ويضعف من قيام مؤسسات وقيم الدولة المدنية المنشودة , التغيير محفوف بالمخاطر فاغلب الكتل والاحزاب وشخوصها تبوأت كراسي البرلمان وقبلها الجمعية الوطنية ومجلس الحكم , كان نصيب العراق والمواطنين العراقيين المزيد من المآسي والخيبة , الحلول عند اغلبهم لا تعدو احلام في مخيلة نخب سياسية جاهلة , لا تحاول ان تتعلم اصول اللعبة ( السلطة والحكم ) , تفتقد المقاييس والمعايير الإنسانية والاخلاقية , تجربة 11عاما بينت عدم قدرتهم في تحمل المسؤولية لاعادة بناء ما خربه النظام السابق وقوات الاحتلال الامريكي وما فرضته من شروط , العكس فقد ساد الفساد المالي والاداري بكل مرافق البلد , اغلب شخوص العملية السياسية وبالاخص رؤساء الكتل او من تبؤ المراكز الرئاسية والوزارت , امسى بين ليلة وضحاها من اصحاب الملايين والمليارات بالدولار الامريكي حتما , اغلبهم يخوض الانتخابات بدون خجل او حياء بشعارات ووعود براقة زائفة لا تشرف ولا تليق بمن يريد ان ينوب عن المواطن العراقي , في ظل ظروف الاحتقان الطائفي والمذهبي والعرقي ووضع امني صعب ومعقد , شعارات تستخف بالارادة الحرة للمواطنين العراقيين الذي يتعرض للموت والعوز والقسوة .
في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها العراق , لايمكن التنبؤ بنتائج الانتخابات , احتمال التزوير واقع حال , الانتخابات تجري وفق رؤية مفوضية للانتخابات افتقدت المصداقية والشفافية , المفوضية ( المستقلة ) خضعت لشروط واغراض السلطة , عمليات استبعاد للبعض وقبول مرشحين اخرين ( مشعان الجبوري ) كمثال , اجراء الانتخابات بمراحل ثلاث , خاصة لمنتسبي الجيش والشرطة والقوى الامنية وفق بطاقة الكترونية خاصة , عامة لمواطني المحافظات , واخيرا مشروطة للمهجرين داخل ( العراق ) والعراقيين في الخارج وامكانية استبعاد الكثير منهم كما جرى في انتخابات عام 2010 . تجري الانتخابات وفق اجتهادات واشتراطات تتعارض والمعايير الديمقراطية بغياب قانون للاحزاب يضمن الشفافية ومعرفة مصادر التمويل .
تجري الانتخابات واحتمالات الفوضى والاحتراب قائم , عمليات ارهابية يومية في انحاء العراق , مجابهات عسكرية في مناطق مضطربة امنية ( الانبار , ديالى , نينوى …. ) وسلطة استغلت موارد ووسائل الدولة لصالح التجديد ,عمليات ترغيب ووعود بالسكن والاراضي والعمل ! , برلمان هزيل فقد شرعيته , ميزانية تنتظر الفرج من برلمان جديد , رئيس جمهورية لا يعرف احد وضعه , اقليم كردستان بلا حكومة , محافظات مضطربة امنيا و مواطنين عراقيين مهجرين داخل ( العراق ) انها الازمة , انتخابات تجري وسط منافسة شرسة بين كتل واحزاب اغلبها ساهمت بالخراب والفساد واهدار موارد البلد , تبقى الانتخابات استحقاق ديمقراطي نحو التغيير .
اننا نتطلع لتنامي دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في ادارة العراق ومؤسساتها لتمارس مهامها كقوى ضغط من جهة ورصد ومراقبة من جهة ثانية في انتخابات مصيرية وحساسة في وضع فائق في التعقيد , المناخات سلبية واختيارات ضيقة على مواجهة استحقاقات المرحلة الجديدة , العراقيون يستحقون برلمان يعبر عن رغبتهم بالتغيير الحقيقي ,عهد بتشكيل حكومة جديدة مسؤولة امام المواطنين العراقيين لسلطة دولة ( مدنية ) وتوجهات ديمقراطية ترسخ لمبدأ دولة المواطن الحر ومؤسسات وطنية مستقلة .