يُحكى أن أهالي إحدى القرى قاموا ذات
مرة بتنظيم سباق للحمير في القرية.
ولِحسن الحظ، فلقد بدأ السباق وانتهى
بشكل طبيعي سَلِسٍ جداً، ومن دون أية مشاكل أو معوقات.
لكن المشكلة ظهرت عند فرز النتائج.
حيث تبادل الاتهامات بالتزوير، بل وحتى
إتهام بعضهم البعض بتقديم الرشاوى لأعضاء اللجنة المشرفة على نتائج السباق، وذلك طبعا بين أصحاب تلك الحمير المشارِكة في السباق.
ليتطور الخلاف لاحقاً إلى مستوى العنف
والرشق بالحجارة و …
ولتفادي وقوع الأسوأ، قرر أهالي القرية
الذهاب إلى كبيرهم، وهو شيخ طاعن في السن، قد خبر الحياة وذاق حلوها ومرها.
وبعد أن وقف على حقيقة الخلاف بينهم،
سألهم قائلا :
مَن سيكون الفائز عند عدم حصول التزوير
؟
أجاب الجميع : الفائز هو حمار.
ثم سألهم ثانية : ومن سيكون الفائز عند
حصول التزوير ؟
أجاب الجميع نفس الإجابة السابقة : الفائز
هو حمار.
فقال لهم : ما دام الفائز في كلتا الحالتين
هو حمار.
فعلى ماذا تختلفون إذن، إن لم تكونوا
أنتم يا أهل القرية أدنى شاناً حتى من الحمار نفسه ؟!!…
………………………….
هنا، وعند التأمل في مسرحية سخافة الإنتخابات
في العراق منذ سقوط صدام المقبور والى هذه اللحظة.
يبدو أن هذه القصة هي إنعكاس صادق بشكل
أو بآخر للمنتقدين والمدافعين عن تلك الانتخابات على حد سواء.
فالنتيجة هي واحدة في كلتا الحالتين.
فسواءً حصل التزوير أم لم يحصل، فلن يصل
إلى دائرة صنع القرار سوى سياسي فاسد قذر، يسيل لعابه لكرسيّ السلطة والنفوذ.
وذلك طبعا وبلا إستثناء، بدءاً من أعلى
هرم السلطة في الرئاسات الثلاث، نزولا الى أصغر منافق متملق ينتمي لدائرة السلطة الحقيرة تلك.
وذلك من أمثال الإعلاميّ الغبيّ المأجور،
والجامعيّ المتغطرس صاحب الشهادة المزورة، والعسكريّ الجبان حامل الرتبة الدَّمج، وأخيرا وليس آخراً، القانونيّ المُتلون الذي اشترى منصب رجل القانون في سوق المزاد العَلَني.
ختاماً، ومع كل هذا الفساد والطبقية،
وبيع وشراء المناصب والذمم.
هل يمكننا القول بوجود شعب يسمى الشعب
العراقي ؟!!…
وعلى فرض وجوده، فكيف يسمح للنطيحة والمتردية
وما أكل السبع من تقرير مصيره، والتكلم نيابة عنه ؟!!…
…………………………………..
ملاحظة.
أعتذر كثيراً من عموم مملكة الحيوان وخصوص
الحمير، وذلك لأنني قمت بتشبيههم بعموم البشر، وخصوص ساسة العراق السفلة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::