12 أبريل، 2024 12:52 م
Search
Close this search box.

الانتخابات العراقية القادمة والتغير المطلوب بين … تاجيلها وتبديل المفوضية

Facebook
Twitter
LinkedIn

يجد من يتتبع تاريخ العمل السياسي في العراق تجربة فريدة قد لا يجد شبيها لها في العالم كله، فالعراق رغم رسوخ تاريخه في عمق الوجود الإنساني، ورغم أنه قاد البشرية في حقب لم تكن خلالها تعرف معنى النظام القيادي بمعناه السياسي إلا أنه أصبح مقادا من الآخرين منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، حيث قامت القوى العظمى باستيراد قيادة خارجية لحكم العراق وتحديدا من إحدى البلدان العربية المجاورة، وهي القيادة الملكية التي استمرت في قيادة البلد لغاية سنة 1958 حين دخل العراق عصر التحرر الذي تخلص خلاله من سلسلة الاحتلالات والحاكميات الأجنبية التي استمرت قرونا طويلة، ولم يستمر عصر التحرر سوى أربعة سنوات وأشهر ليعود العراق إلى التبعية للأجنبي وهو ما شخصه السياسي العراقي علي صالح السعدي أحد قياديي حزب البعث الذي أطاح بالحكم الثوري سنة 1963 في وصفه لهذا الانقلاب بقوله (ثورة 14/رمضان/1963 قطار إنكلو أمريكي مر بالعراق وخرج) و السنوات التي تلت هذا الانقلاب ولغاية دخول القوات الأمريكية واحتلالها للعراق في 2003. فتدخلات ايران والولايات المتحدة الامريكية بالشان والسيادة العراقية جاري على قدم وساق , بالرغم من ادعائات الامريكان بعصر الديمقراطية الجديد في العراق تحقق بعد تحريره وان الشعب العراقي سينعم بالحرية والديمقراطية , وهو سيختار من يمثلة في الحكم عبر انتخاب ديمقراطي, الا ا الشعب لم يرى نور الشعارات التي جاء بها المحتل بسبب التدخل الخارجي والاقليمي الذي سيطر على القرار العراقي بالرغم من اجراء انتخابات دورية كل اربع سنوات الا انها ايضا لم تكن بارادة عراقية ولم يكن الاصبع البنفسجي هو صاحب الاختيار والسؤال المهم الذي لايعرفه اغلب ابناء الشعب العراقي هو لماذا تم اختيار اللون البنفسجي في عملية الاقتراع , تفادياً للإسهاب والإطالة في الجواب، سنختصر الإجابة فيما يقوله المهتمون بعلم الألوان مثلما لكل لون صفة, مثلا اللون الأسود يرمز للحزن والأحمر للحب، والأخضر للأمل، واللون البنفسجي هو لون روحاني يدعو إلى التأمل والتفكر، ويسمى لون العظمة والتميز والفخامة، ويرمز للإخلاص، وغالباً ما يُسَخّر قديماً للملوك والنبلاء في أوربا، خصوصاً بما ترتدي عوائلهم من
ثياب وقبعات. وتماشياً على ما طرحناها عن شكل الانتخاب الديمقراطي، وسبب لونها بهذا اللون، هنالك عدة تساؤلات لابد من طرحها كالتالي:-
بما أن اللون البنفسجي وجد لخلق الإطمئنان في النفوس، من عدم تكرار الإنتخاب والتزوير هل حجمت وقيدت فكرة التزوير في الإنتخابات؟
بما إن اللون يدعوا للتأمل والتفكر هل تأمل وتفكر الناخب قبل أن ينتخب ويلون إصبعه؟
بما إن اللون يسمى لون التميز والعظمة هل ميز الناخب بروحه العظيمة؟ المفسد من غيره قبل الإنتخاب.
لعل الإجابة على تلك التساؤلات سيجيب عنها الناخب، عندما يمسك القلم في كابينة الإنتخاب ويستحضر ضميره، وبين يديه مجموعة كبيرة من النبلاء والملوك، الذين سيلبسون اللون البنفسجي عبر صناديق الإقتراع.
من بعد هذه المقدمة والتساؤلات، التي أعطتنا صورة عن الناخب واللون البنفسجي، لابد من ترجمة واقع الإنتخابات في المرحلة القادمة، وسبل انجاحها, لذا فاننا نطالب بالاتي .
تأجيل انتخابات مجالس المحافظات القادمة عن موعدها المقرر في نيسان 2017 واجرائها مع انتخابات مجلس النواب القادم في عام 2018, بغية تحقيق كافة العوامل التي من شأنها نجاح الانتخابات بشكل كامل ومرضي للعراقيين وللأسباب الموضوعية والواقية التالية:
1. توفير الموارد المالية اللازمة للانتخابات لما تمر به الحكومة العراقية من الضائقة المالية والتقشف الحكومي حاليا وصعوبة توفيرها للأموال اللازمة و بعيدا عن الضغوطات السياسية على المفوضية. 2. ضرورة انتخاب مجلس جديد مستقل وذو خبرة للمفوضية العليا للانتخابات لأبعاد التدخلات السياسية والحزبية لعمل مفوضية الانتخابات وتأمين ثقة الجمهور بالعملية الانتخابية القادمة. 3. ضرورة تأمين اعادة النازحين الذين هجروا مناطق سكناهم بفعل جرائم داعش الارهابية وتحديث بياناتهم الالكترونية لتأمين حقهم الدستوري للمشاركة في الانتخابات.
4. تفعيل قانون الاحزاب بشكل كامل وضرورة تعديل قانون الانتخابات بالشكل الذي يساهم في المشاركة الاوسع لجمهور الناخبين في الانتخابات القادمة.
5. اكمال الاستعدادات اللوجستية واتمام تسجيل جميع الناخبين العراقيين في السجل الالكتروني في بغداد والمحافظات .ولأجل كل ذلك ولتحقيق الديمقراطية والتعددية في ممارسة حق الانتخاب الحر نطالب الجهات المعنية من مجلس النواب ومفوضية الانتخابات وبعثة الأمم المتحدة بضرورة تأجيل انتخابات مجالس المحافظات ليتم تحقيقها مع انتخابات مجلس النواب القادم في آن واحد ولتوفير الاجواء الملائمة من حيث الاوضاع السياسية والامنية المستقرة والتكلفة والجهد.
فبالرغم من كل ماتقدم فان المطالبات بتاجيل الانتخابات جاءت بارادة شعبية خالصة وان اول من دعى لهذه المطالب هو الدكتور اياد علاوي الذي اعلنها بصراحة لن (اشارك بانتخابات لايتم فيها تغيير المفوضية واقرار قانون للاحزاب وتعديل قانون الانتخابات لاننا لم نكن شهود زور في الماضي ولا المسقبل على عملية سياسية فاشلة بهذا الشكل), وان الاصرار على اجرائها تعد سابقة خطيرة لم تحدث في العالم بسبب احتلال داعش الارهابي لثلث الاراضي العراقية مع تحرير اجزاء واسعة, الا ان المعارك جارية لحد الان في ثلاث محافظات عراقية, ونزوح اكثر من 3200 مليون عراقي في الداخل يعيشون اوضاع صعبة وكذلك دمار البنية التحتية لهذه المناطق يجعل من المستحيل اجراء انتخابات فيها, وكذلك تعديل قانون الانتخابات فمن غير المعقول ان عدد اعضاء مجلس النواب هو 328 نائب فقط 20 نائب يفوز والبقية ياتون باصوات قادة الكتل, والعمل بقانون الاحزاب المعطل من قبل الحكومة علما ان القانون مهم جدا لتنظيم العملية السياسية والانتخابية. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب