23 ديسمبر، 2024 11:05 ص

الانتخابات البرلمانيه فى المانيه 26 . 9. 2021

الانتخابات البرلمانيه فى المانيه 26 . 9. 2021

فى يوم الاحد القادم يتوجه الناخبون الالمان الى صناديق الاقتراع ويقرروا الاحزاب التى سوف تتولى المسؤليه فى حكم المانيه للسنين الاربعه القادمه. تتنافس 6 احزاب رئيسيه حول المقاعد : الاتحاد الديمقراطى المسيحى CSU الاتحاد الاشتراكى المسيحىCSU USU الحزب الاشتراكى الديمقراطى SPD , حزب الخضر 90 Die GRÜN, حزب اليسار Die LINKE, حزب الديمقراطيين الاحرارFDP, وحزب البديل لالمانيا AFD, كما تشارك فى الانتخاب عدد من الجماعات المحليه التى يرفع بعضا منها شعارات لا تتفق مع الخط العام ولا تتوقع الفوز بمقاعد نيابيه. تحضى هذه الانتخابات باهتمام كبير جدا وبشكل خاص بالنسبه للاتحاد المسيحى الذى كان مسيطرا على الحكم ويقدم المستشار, خاصة ان المستشار السيده ميركل لم ترشح نفسها او ان الحزب قد ارتى بعد 16سنه من حكم السيده ميركل فيه من الكفايه ولا بد من ضخ دماء جديده ومما لاشك فيه ان فرغا كبيرافى صفوف الحزبين المسيجيين المتالفين منذ بدايه تشكيل المانيا تفتقر الى شخصيه كبيره تتمع بقوة الشخصيه بعيده عن مختلف انواع الشبهات. ان مرشح الحزبين السيد “لاشيت” رئيس وزراء اكبر ولايه فى المانيه” فستفاليا” لا يتمتع بتلك بالمواصفات ال وينسب الى السيده ميركل ولم يكن موفقا فى الحمله الانتخابيه التى تجرى منذ شهرين تقريبا, فقد استعرض فى النقاشات التلفزيونيه العديده مع مرشح الحزب الاشنراكى الديمقراطى وحزب الخضر خطوط السياسه العامه التى انتهجها الحزبين المسحيين فى الوقت الذى تزداد الفوارق الطبقيه وشرائح تعيش منذ فترة طويله على المساعدات الاجتماعيه واطفال تكاد ابواب المستقبل مقفلة امامهم, هذا يعنى ان الحراك الاجتماعى يكاد محصورا فى الطبقه الوسطى المتعلمه والتى تشعل مواقع مهمه ما يوفر لها حياة جيده مرفهه ومستقره, من ناحية اخرى اخذ بعض كبار الحزبين يشككوا فى قدراته كرئيس للحزب ولم يقفوا متضامنين معه فى الحمله الانتخابيه الا مؤخرا بعدما ظهر ضعيفا امام الاخريين. من الجدير بالاشاره الى ان الحزبين المسيحيين قد رفعوا واستخدمواالخوف فى بلورة موقف ضد حزب الخضر والاشتراكى الديمقراطى الذين اعلنوا ائتلافهم وامكانيه اشراك حزب اليسار الذى يشكل بقايا الحزب الشيوعى ومن بقايا المانيا الديمقراطيه واقتصاد الدوله وتاميم المشاريع وانهاء اقتصاديات السوق. والحقيقه فان كل الاجزاب لم تقدم منهج وبرنامج للسنين القادمه واذا نجحوا فى تشخيص المشاكل والصعوبات فلم يقدم حلول مبرمجه تربط بخطة زمنيه وانما وعود, تعهدات ونوايا حسنه. ان مايطرحه الحزب الاشتراكى الديمقراطى لايختلف كثيرا جدا عن الحزب المسيحى, خاصة فانه كان مشاركا فى اغلب الحكومات التى قادتها الاحزاب المسيحيه, انها اختلافات بسيطة تتعلق ببعض التحسينات لشرائح اجتماعية متعبه فى الوقت الذى يتم فيه التاكيد على توفير المناخ المناسب للاستثمار والتأمين عى فرص العمل. ان الخلاف بين الحزبين حول الحد الادنى من الاجور ما زال مستمرا منذ سنين. لقد خسر الحزب الاشتراكى الديمقراطى شعبيته فى مناطق وولايات محسوبه له تاريخيا, وكان طموحه لللاشتراك فى الجكم كعضو صغير مكمل للكابينه الوزاريه للاحزاب المسيحيه وعشقه للسلطه والوزارات بالاضافه على استعداده الكبير للموافقه على اجراءات ولوائح لا تحدم اعضاءه ومؤيده التارخيين من العمال والكسبه.
اما بالنسبه لحزب الديمقراطيين الاحرار فهم حماة الراسماليه ويؤكدوا على فاعلية السوق فى تنظيم الجياة الاقتصاديه, ويطالبوا بتقليص فاعلية الدوله وحصر فاعليتها بـ “الاداره” ان جمهور ومؤيدى هذا الحزب من اصحاب الاعمال والمعامل التى تمتلكها العائلات واصحاب الورشات الكبيره الذين يعيشوا حاليا عصرا ذهبيا, ان جدول الطلبات على منتجاتهم الصناعية والخدميه محجوز لسنة لاحقه. ان كل ما تم تشيده منذ تاسيس المانيا قد تجاوز عمره الزمنى الوظيفى ويجب ان يعوض عنه. ن حزب البديل لالمانيا من الاحزاب الجديده ولكن لها جذور عميقه فى تاريح الاحزاب اليمنيه القوميه المتطرفه التى تؤكد على العنصريه والثقافه المسيحيه وهم بشكل عام ضد الاجانب وضد الاسلام وضد تنوع التقافات. لقد نجحوا بشكل كبير فى الانتحابات المحليه فى مقاطعات المانيا الديمقراطيه التى انتهت فى التسعينات من القرن الماضى, بالاضافه الى نجاحهم فى الانتحابات البرلمانيه السابقه. ان خطابهم العاطفى والقومى وتجريم الاجانب واتهامهم بالارهاب يجدوا قبلوا من شرئح اجتماعيه تشعر بالغبن وان قطار الرفاه الاجتماعى لم يتوقف فى محطاتهم. ان حزب البديل لالمانيا يشكل فى الواقع خطرا على الاحزاب المسيحيه الذيى يرفضوا ويعملوا على ايقاف كل تجمع او حزب يمينى اجتيازهم من الينين وهم بذلك فى معادلة صعبة خاصة انهم قد خسروا نسبة من منتخبيهم الذين انتخبواالحزب البديل. ان هذا الحزب فى تواصل مستمر مع الاحزاب اليمينيه الاوربيه التى تجمعها السياسه العنصريه والعمل الارهابى الذى له قوة الفرض والترهيب.
اما عن حزب الخضر فهو قد تأسس بعد نهاية حركة الطلبة فى منصف السبعينيات من القرن الماضى ورفعوا شعار المناح والبيئه ونجحوا فى اول مشارك فى انتخابات البرلمان كانوا من شباب اليسار الطلابى وعدد من المثقفين والمحامين الذين حافطوا على اهدافهم فى حمايه كل ما يتعلق بالبيئه والتى تشمل ايقاف استخدام الفحم لانتاج الطاقه,والتوجه نحو الطاقه البديله الصديقه للبيئه. والحقيقه فقد طوروا وعيا اجتماعيا كبيرا باهمية البيئه والتعامل معها بما يجعلها ملائمة للعيش للاجيال القادمه وحصلوا على نجاحات مستمرة فى الانتخابات المحليه فى الولايات, كذلك مشاركتهم فى البرلمان الاتحادى. ان اعضاء ومؤيدى حزب الخضر من شرائح الطبقه الوسطى المثقفه والتى حصلت غالبا على تعليم وتخصص اكاديمى والملاحطظ ان نسبة النساء المنتمين والمؤيدين للحزب كبيره جدا تفتقرها الاحزاب الا خرى ان جميع الاحزاب المتقدمه للانتخابات تتكلم عن البيئه ولها تصورات والحرص على الطبيعه وسلامتها, ولكن التدهور الحاصل والخطر فى ارتفاع درجات الحراره وعدم الشروع فى تكنولوجيا بديله, توحى بان هذا الخطر هو حصيله الاستخدام الغير عقلانى الذى قام به الاخر, وكان الاحزاب المسيحيه لم تكن فى السلطه. انها اشكاليه كبيره فى بنية الاحزاب فى الدول الراسماليه المتقدمه, انها احزاب “ديمقراطيه ” وهى فى الحكومه وتتولى قيادة الدوله ويمكن ان تكون فى انتخابات لاحقه فى جبهة المعارضه وسوى ان كانت فى الحكومه او فى المعارضه لم يحصل تجديد نوعى فى الفكر السياسى الاجتماعى, خاصة وان الجماهير مع التطور الاقتصادى ومنذ العمل بنظام الرعاية الاجتماعية والتامين الصحى وصرف نسبة كبيره من الاجور فى حاله التوقف عن العمل قد اثر سلبيا وعلى الطبقى. ان هذا الواقع قد شمل ايضا الاحزاب الاشتراكيه وايديولوجيتها بحيث اصبحت امام الامر الواقع ان تتنازل عن مبادئها فى الاشتراطيه “العلميه”, واصبح التاكيد على الايديولوجيات لا يجدى نفعا وانما على نقاط اصلاحيه وخدمية تعمل على استمرارية تركيبة الحكم والعلاقات الانتاجيه. ان هذا التطور قد توسع وشمل الاحزاب الشيوعيه فى العالم الراسمالى خاصة فى ايطاليا وفرنسا التى كانت تمثل قوة حقيقة فى المجتمع ويعول عليها التغيير الاجتماعى والاقتصادى, ومع نهاية الاتحاد السوفيتى انتهت الاحزاب الشيوعية فى المعسكر الاشتراكى ولم تعد قابله للانتخاب والثقه الجماهيريه .
تشير بيانات الاستطلاع حول نتائج الانتحابات بانه سوف تكون متقاربه ولايوجد فرق كبير بين الحزبين المسيجيين 22% والحزب الاشتراكى الديمقراطى 25% وحزب الخضر الذى حصل على نسبة عاليه فى بداية الحملة الانتاخبيه وتقلصت الى17%, اما حزب الاحرار 12%, اليسار 6% وحزب البديل 10% و وباقى الاحزاب 8%.
ان نسبة عالية من الناخبين لم تحسم موقفها لحد الان وسوف تكون اصواتها موثرا جدا على نتائج الانتخابات. ان اللقاءات واحتمالية احزاب الائتلاف فى الحكومه الجديده سوف لا تختلف كثيرا عن سابقتها, ربما بالنسبه للحزب الاشتراكى الديمقراطى والذى سوف يقدم المستشار, وحزب الخضر الذى يؤكد على البيئه وسياسه فاعلة لها.
انن برلين عاصمة المانيا الغربيه ستكون لها حكومه ائتلافيه جديده ولكن لاجديد فى الغرب الالمانى وكل شىء على ما يرام.