19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

الانتخابات البرلمانية والواقع المر

الانتخابات البرلمانية والواقع المر

قبل اشهر بدأت جولة انتخابات هنا في المانيا وبحكم كوني حديث العهد بهذه الدولة الاتحادية اذ لم يدم على وصولي الى هنا سنة فقط , لم يتسنى لي معرفة النظام وطريقة ادارة الدولة كما كنت اعرفه في بلدي العراق, المهم كنت ضيفاً لاحد الاخوة واذا ببابه تطرق خرج وجاء بأعلان مطبوع على ورق يحتوي صورة وكتابة باللغة الالمانية وعلى الرغم اني لم اعرف اللغة الالمانية بعد الا اني اخبرت صديقي الذي لم يعرف ما طبيعة الاعلان ان هذه دعاية انتخابية لرجل رشح نفسه لانتخابات المجلس البلدي, رد علي بالنفي كون ان الشخص نفسه الذي في الصورة الان هو من جلبها ليؤكد لي انها ليست دعاية انتخابية قلت له صدقني هي كذلك لاني اعرف اسلوب وطرق الدعايات الانتخابية , بعد ايام كنت اتمشى في الحي الذي اسكنه واذا بي ارى هذا المرشح , صدقوني كان انيقاً (بشوشاً ) (( ليست بشاشة ما قبل الانتخابات )) يقود دراجته الهوائية ويضع صورة حجمها ما يقرب 50 سانتيمتر خلفه وطبعاً كانت دعاية له , وما ان جاء بأتجاهي ولأني قد اكون ضايقته اذ كنت اسير في طريق الدراجات الهوائية وليس جانب المشاة ترجل عن دراجته وابتسم لي وذهب في طريقه لاكمال جولته الاعلامية للصق اعلاناته الانتخابية .
    ذكرني كل هذا بالانتخابات في بلدي العراق , اذ تشاهد السيارات الحكومية مشغولة بتوزيع الصورة الكبيرة والصغيرة والبعض ( التزمه ) احد التجار كي يكون ممولاً لحملته الانتخابية, وبعض الطفيليين يسيرون كالظل مع المرشح اينما ذهب والاكثر قبحاً هي تلك الابتسامة الصفراء التي يرسمها على وجهه وكانك تسمع كلمات تخرج معها ( ما انتم الا قطرات حبر على ورقة انتخاب ) اما لو تكلم بمشروعه الانتخابي سيعجز حتى ( خادم المصباح السحري ) على تحقيقها والاكثر حماقة هو انك ترى البعض يصدقون ما يقوله , الكثير من المرشحين في بلدي يقضون معضم وقتهم بالتفكير بالطريقة التي يمكنهم فيها خداع الناس كي يربحوا العدد الاكبر من الاصوات والبعض اتخذ طريقة ( اكثر عصرية )  كأن يبدأ بمجالسة رجل دين له سمعه طيبة كي يخدعه ليحصل على اصوات جميع من يقدس هذا الرجل الطيب , او تجد بعضهم يصبح ( حلال المشاكل ) وهو في الواقع لا يحل مشكلة قد تحدث بين زوجته وابنهما , اما بعض ممن يرون ان حقيقة ما يريدون الوصول اليه فلا هو ديني ولا خدمي وليس له علاقة بالمواطن وانما مجرد منصب ربحي يزيد ( جيوبهم ) بالربح فقط فيستخدمون اسلوب اكثر وضاعة وهو شراء اصوات الناخبين بالاموال وطبعاً يقوم من يعطي صوته بالقسم على المصحف بأنه سينتخبه , وان كان الجميع  يستخدم هذا الاسلوب الا انه يلغي مسألة القسم على المصحف , وانما يستخدم الهدايا والهبات لجعل الناخب يطمع بخيره القادم , حقيقة ما يمر به البلد الان هي بيع وشراء ودغدغة الحاجة وعدم مخاطبة العقول .

[email protected]