23 ديسمبر، 2024 9:09 ص

الانتخابات الايرانية ودرس مجاني في الديمقراطية الحقيقية

الانتخابات الايرانية ودرس مجاني في الديمقراطية الحقيقية

جرت خلال الايام الماضية الانتخابات الرئاسية الايرانية وشارك فيها اكثر من خمسين مليون ناخب لاختيار واحد من بين ستة مرشحين انتهت بهم القوائم المرشحة ,واسفرت عن انتخاب السيد حسن روحاني بالرئاسة بفارق كبير عن اقرب منافسيه ,هذا وقد جرت الانتخابات وسط اجواء هادئة لم يعكر صفوها شيء ولم يتخللها عنف يذكر وجرت ايضا وسط اهتمام عالمي واقليمي منقطع النظير وقد اشادت كل المنظمات الدولية بنجاح الانتخابات وخلوها من كل عمليات التشكيك ,كذلك كان لمساهمة الجهات الرقابية الدولية الدور الفاعل في نجاحها .
مايهمني هنا هو شيئان هما الاول كيفية اجراء الانتخابات واسبابها والثاني لماذا نجحت الانتخابات وماهي درجتها ؟
ان اجراء الانتخابات في ايران هو خاضع لعملية دستورية مقننة بشكل جيد وهي لابد من اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ويمكن للمرشح الفوز بدورتين لااكثر وبالتالي فسح المجال للتداول السلمي للسلطة وعدم تكوين دكتاتوريات معينة تجثم على صدر الشعوب ,والمشاركة في الانتخابات حق مكفول لجميع الايرانيين في الداخل والخارج لذلك جرت الانتخابات باعتماد مبدا الرئاسة والمعارضة وهو اسلوب تستخدمه ارقى التجارب الديمقراطية في العالم وهذه المرة اختلفت الانتخابات عن سابقاتها بكثرة المشاركين وتنويع الدعاية الاعلامية وكثرة المرشحين ثم كثرة المناظرات التلفزيونية المباشرة لاستعراض اهداف ومشاريع المرشحين وساهمت الدولة بالجزء الوافر من الدعاية ولم تبخل على احد منهم بشيء ثم كانت عملية المراقبة من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي عليها الوجه الاكمل لنجاحها .
ام من اهم اسباب نجاح هذه التجربة الديمقراطية هو التفاف الشعب على ثورته وايمانه بها وبالتالي المشاركة في حماية مكتسباتها والمشاركة الواسعة بالنتخابات لديمومة نجاح التجربة الديمقراطية الاسلامية ,ومما يثلج الصدر انها نجحت لاعتمادها مبدا محاربة الظلم اينما وجد ومحاولة ايجاد طريق تلتمس به الشعوب المقهورة الامل للنجاح اي انها تكون قدوة لكل الدول والشعوب الطامحة بالتحرر والاعتماد في بناء نفسها على ابناء بلدها دون الاعتماد على سياسات الغير وتجاربه ,نعم ان الاستفادة من تجارب الغير في مجال معرفة النجاح والفشل ضرورية جدا لكن بشرط ان لاتستنسخ التجارب نقلا بل تعتمد التجربة المحلية بقياس ظروفها واحوالها المحيطة بها ,ان تجربة الانتخابات الايرانية الاخيرة هي اروع درس يضرب في كيفية التعامل الصحيح مع واقع الشعوب ومتطلباتها وهي ايضا درس كبير لمن يريد ان يكون مجتمعه متماسكا ناجحا بغض النظر عمن ياتي على راس الهرم لان السياسة المرسومة واحدة والذي يتشرف بالفوز يعمل لادامة استمرار النهج المرسوم لذلك لابد من الناي عن الخلافات والتقاطعات والعمل بروح الجماعة لانجاح برنامج الدولة .
هذا هو النجاح بعينه وهذا هو النهج الاسلامي الصحيح في تعميق التجربة الديمقراطية الاسلامية الاصيلة واذا ما عملنا مقارنة بسيطة مع التجارب الاخرى نرى انها تتفوق على غيرها بتلاحم ابناء البلد مع قيادتهم والرضى بما تفرزه النتائج لانها غير مخترقة ونزيهة .
ان النظر للانتخابات يزيد التجربة الاسلامية فخرا ويدعو العالم للاستفادة منها وتعميقها .
تحية لكل من ساهم في نجاحها ونامل لهم الخير والبركة والنجاح في التصدي لكل المؤمرات التي تحاك ضدهم .