هي المرة الثانية خلال عام ونيف التي تجري فيها عمليات إرهابيه يتم خلالها قيام مجاميع إرهابيه عشائرية اختطاف مدنيين وحجاج او جنود في أجازه من أهالي كربلاء بالتحديد والتمثيل بهم في منطقه النخيب بهذه ألطريقه الوحشية التي تأنف عنها الوحوش والتي لم يقدم عليها عتاة ألقتله والفاشيين العنصريين ولم تسجل في تاريخ حتى إسرائيل الا خلال عام 1982 حين قام الجنرال شارون بإحراق جثامين مقاومين من اللبنانيين والفلسطينيين صمدوا في قلعه( الشقيف) في الجنوب بوجه القوات الاسرائيليه لعده أيام …..لم يواجه هذا الفعل الإرهابي الغادر أي اغتيال وإعدام الأبرياء وإحراق جثثهم الذي حصل في مناطق أخرى بحق القوات العراقية واختطاف مسافرين من أهالي هذه المدينة بأي تحرك من قبل الاجهزه الأمنية الحكومية العراقية التي قد لا يعنيها كثيرا رد الصاع بأقسى منه او القيام بعمليات مطارده الإرهاب الطائفي في صحراء كانت في السابق جزءا من أراضي محافظه كربلاء والأخذ بثار الأبرياء العزل وتعزيز هيبة السلطة الشرعية في حكومة تنهشها الانقسامات التي لن تنتهي بمجرد تبويس الخدود بين قاده السلطتين التشريعية- والتنفيذية.. ولا يبدوا ان الخلافات داخل التحالف الوطني أيضا مقبله على ربيع ود رغم المتغيرات الخطيرة على الصعيد الشرق أوسطي بل العكس لان الغالبية من قاده هذه الأحزاب يستغلون الأزمات لتحقيق مكاسب سياسيه لا وطنيه تراعي ضرورة وحده الصف الوطني للتصدي للإرهاب وبناء ألدوله وواد الفتنه الطائفيه.
… لقد بات واضحا منذ ان تغير ميزان الصراع في سوريا نسبيا لصالح الحكومة أن الإطراف الحليفة للمعارضة السورية إقليميا ودوليا كانت تبحث عن خاصرة رخوة لتعويض مصفوفة هزائمها العسكرية الاخيره في ساحة العمليات السوريه في نطاق جغرافيه الصراع الإقليمي وتهيئه ملاذات أمنه لهروب مقاتلي جبهة ألنصره وغيرهم عبر المناطق الحدودية العراقية ومن بينهم عدد كبير من العراقيين الذين قتل منهم المئات في الأسابيع الأخيرة وخاصة في مدينه القصير.. فاذا كانت هذه القوى قد نجحت في إشعال القتال داخل طرابلس بين جبل محسن والتبانة فإنها وجدت عبر حلفاءها في بغداد وبعض شيوخ العشائر ومن خلال شراء الذمم، التي فضح بعض إسرارها محافظ صلاح الدين، ما يعينها على تنفيذ مخططها هذا الذي ينذر بالكثير من الخطر الامني والسياسي بالنسبة للعراق في وقت تشهد فيه الساحات الداخلية لمحوري الصراع الإقليمي-الإيراني التركي متغيرات خطيرة وهامه يتم استخدام الطائفية فيها كوسيلة سياسيه لأعاده رسم خارطة المنطقة بعمليه جراحيه مستعصية قد تغير كثيرا من مواقف الإطراف الدولية في مؤتمر (جنيف 2 ) الذي سيتأخر موعده بانتظار النتائج الميدانية على الأرض في الشام .
في مقدمه هذه المتغيرات الانتخابات الرئاسية الإيرانية واكتشاف طهران لخليه تجسس تتهم بها إسرائيل وإطراف عربيه أخرى لتكرار سيناريو عام 2009 في طهران لعرقله سير الانتخابات والتأثير على احتمالات فوز احد المرشحين الثمانية من الإصلاحيين او المحافظين الذي سينعكس على دور طهران الإقليمي ومستقبل مشروعها النووي مع ان اغلب الاستطلاعات ترجح فوز احد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي وتستبعد حصول أي تغيرات في السياسة الخارجية الإيرانية التي أصبح لها وزنها وثقلها في المنطقة.
يقابل ذلك في المحور الأخر مي الصراع الشرق أوسطي وهو تركيا التي اضطرت الى الانكفاء لمعالجة أوضاعها الداخلية المتفاقمه بعد ان توهمت انها بتصدير مقاتلي حزب العمال الكردستاني للعراق والإيغال في تفجيره سياسيا وامنيا ستنجح في حل مشاكل الأقليات وان تورطها في سوريا المدعومة من قبل روسيا والصين وإيران سيكرس زعامتها الإقليمية حتى من خلال اللعب بنار المجاهدين العرب رغم انها اكتشفت ان التفجيرات الاخيره في ديار بكر قام بها 12 من مقاتلي جبهة ألنصره فيما تكتمت لاحقا بعد القبض على آخرين من نفس التنظيم عثر بحوزتهم على كميات من غاز السارين كانوا يعتزمون استخدامها في تركيا وهو ما اثأر حيره القصر العثماني الذي لم يجد الإجابة حتى لدى العراب رئيس الدبلوماسية التركية صاحب نظريه تصفير الأزمات !!
ويرى المراقبون ان العقبة السورية التي غيرت أليه وحسابات قاده المشروع الشرق أوسطي وكشفت اغلب الأقنعة وأسقطتها عربيا وإقليميا هي التي تقف وراء اغلب هذه التداعيات وردود الأفعال في المنطقة وأخرها المناورات الامريكيه الغربية المرتقبة في الأردن قريبا من (برميل البارود) حسب تعبير وزير الخارجية الروسي وتهديد واشنطن بترك صواريخ باتريوت عند الحدود بين سوريا والأردن الذي ردت عليه دمشق من خلال سفيرها في عمان بالقول ان لديها صواريخ ( اسكندر ) التي ستتصدى للباتريوت.
ربما تكون مجزره النخيب الثانية اول انتقام إرهابي ذي طابع مذهبي على جمله ردود الأفعال في المنطقة وتأكيد ترابط مساراتها الحبلى بالإحداث ومن بينها بدء العد التنازلي أمام حكومة اردوغان وأصداء هزيمة المعارضة السورية ألاستراتيجيه في القصير التي حدثت بالتزامن مع ذكرى هزيمة حزيران عام 1967 والتي ستعزز من محور المقاومة تجاه اسرائيل التي هي المعني الاكبر والاهم من كل مايجري من إحداث دراماتيكيه في المنطقة والتي باتت تشعر بالقلق من تبلور محور دولي خطير ذهب فيه قاده الكرملين الى ابعد ما تصوره الإسرائيليون الذي اعتبروا تصريح رئيس دبلوماسيه الكرملين قبل عام حين قال ان سوريا تقرر شكل النظام الدولي الجديد مجرد مناوره إعلاميه لا غير.
وسط دخان الانفجارات هذه شهد العراق سلسله تفجيرات إرهابيه ضربت بغداد الشهر الماضي شجع صدى دويها نائب الرئيس الأمريكي بايدن على تكرار دعوته لتقسيم العراق مجددا… ولم يكن مستغربا بعد تهدئه نسبيه أعاده الخطاب المتشدد لمسعود لبرزاني وتهديده بالانفصال حيث لم يترك لحظه ضعف في قوه الحكومة في مواجهة استحقاقات التصدي للإرهاب إلا استغلها لتحقيق مكاسب سياسيه شخصيه للتغطية على رغبته بالبقاء ابدأ على كرسيي كردستان دون مراعاة مصالح ألدوله والشعب العراقي الذي لا ينتمي له بمواقفه هذه.
فإذا كان الضغط العسكري من قبل الجيش السوري ومقاتلي حزب الله سيتواصل على رقاب المعارضة المسلحة في سوريا بتصعيده لوجستيا واستغلال حاله النصر وارتفاع الروح المعنوية لهذا المحور لتحقيق تقدم جديد في المدن ألاستراتيجيه فمن المتوقع أن العراق هو من سيدفع الثمن باعتباره مع لبنان مفرا وحيدا امام مقاتلي المعارضة السورية من العرب والذين سيتم تجميعهم مجددا و استخدامهم ضد العراق لاحقا استجابة لأوامر من الخارج ستمارس في ذات الوقت الضغط لإفشال أي تقارب بين النجيفي والمالكي من جهة وعرقله المفاوضات بين شيوخ الانبار والحكومة من جهة أخرى قد يرافقه ارتكاب سلسلة مجازر طائفيه أخرى في مناطق معروفه ليس بالضرورة في بغداد فقط وإنما في مدن أخرى تبعا لهويتها الطائفية.