18 ديسمبر، 2024 8:15 م

الانتخابات الأخيرة استهزاء بكرامة العراقيين

الانتخابات الأخيرة استهزاء بكرامة العراقيين

لنترك موضوع الفائزين والخاسرين في الانتخابات الأخيرة ونتناول الأمر من زاوية أخرى أكثر خطورة من النتائج المعلنة . حيث أثبتت هذه الانتخابات أن المفوضية غير مستقلة ومسيرة من قبل جهات داخلية وخارجية ، وأن أصوات العراقيين لا قيمة لها ، وهذا يقودنا الى الاستنتاج المنطقي بأن ما حصل عبارة عن استهزاء واضح بكرامة العراقيين . وان سكوت المفوضية على جميع الطعون واصرارها غير المبرر على اعتبار النتائج ثابتة ولا يمكن تغييرها دليل على عدم حياديتها وخضوعها للجهات التي صممت ورسمت تلك النتائج . والطامة الكبرى أن الحكومة التنفيذية بزعامة ( الكاظمي ) التزمت الصمت تجاه رفض وغضب الجماهير لأنها عاجزة عن تبرير ما حصل ولأنها لا تريد اعطاء كل ذي حق حقه الشرعي والقانوني . وأرى أن الاستهزاء بالعراقيين وصل الى الحد الذي لا يطاق ولا يمكن القبول به ، وكأن أبناء هذا البلد في نظرهم قطيع من الحمير ( أجلهم الله ) ولنأخذ بعض الأمثلة على طرق استهزائهم بنا : فالمثل الشائع يقول ( حدث العاقل بما لا يعقل ، فان صدق فلا عقل له ) فهل يمكن لأي عاقل أن يصدق الكثير من الفضائح التي حصلت هنا وهناك وأولها اختلاف عدد الناخبين في الأشرطة المقدمة للمرشحين من قبل نفس المحطات الانتخابية مع عدد الناخبين في النتائج المعلنة ؟ فأين ذهبت تلك الأصوات ولماذا تبخرت خلال يوم أو يومين ؟ والذي يزيد هذه النقطة استهزاءاً أن بعض المرشحين الذين لم يحصدوا سوى عدد قليل من الأصوات أصبحوا ( بقدرة قادر ) هم الفائزين . والنقطة الثانية المهمة التي تثير السخرية ، كيف تفسر المفوضية ( سيئة الصيت ).
الاختلاف الكبير بين عدد المصوتين في بعض المحطات مع مجموع أعداد الناخبين لكل مرشح لنفس المحطات ؟ فمثلا لو جمعنا عدد أصوات الناخبين للمرشحين ضمن بعض المحطات لوجدنا عدد المصوتين أكثر من العدد الكلي المسموح به لنفس المحطات . فمن أين وكيف أتت هذه الزيادة ؟ فالمحطة التي عدد المصوتين لها على سبيل المثال ( سبعين ألف صوت ) حصلت على أكثر من ( تسعين ألف صوت ) بعد اعلان النتائج . أليس هذا الأمر استهزاءاً واضحا وصلفا بكرامة العراقيين ؟ أما النقطة الأخرى التي تدل بوضوح على حماقة المفوضية وعمالتها وعارها الذي ما بعده عار ، فهي التي ألزمت نفسها عندما أعلنت أن عملية الانتخابات تنتهي عند الساعة السادسة مساءا ولا يمكن تمديد الوقت لأن عملية الاغلاق مبرمجة ، فكيف سمحت لبعض المحطات بالتصويت بعد الساعة السادسة ، بل أن بعض المحطات أغلقت بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أيام من الموعد المحدد ؟ ومن الأمور الأخرى عدم اكتراث المفوضية بالشكاوي الكثيرة التي وصلتها من بعض الجهات بقيام مجموعات مسلحة باقتحام بعض المحطات ، أو من قيام بعض المرشحين المحسوبين على كتلة معينة بالتواجد المستمر في بعض المحطات ، ومن قبام بعض الكتل بالتزوير المكشوف في بيوت مجاورة للمحطات الانتخابية ، أو التعطل المقصود في الأجهزة الالكترونية في ( بعض المناطق المعروفة بولائها لبعض المرشحين ) دون الأخرى. فكيف يكون الاستهزاء بالعراقيين وبكرامتهم اذن ؟ وهل سيسامحهم العراقييون النجباء الغيارى على هذا الاستهزاء ، وهل ستنجو المفوضية من فعلتها  ؟ وهل سيمر ما حصل مرور الكرام دون أن يثأر أبناء دجلة والفرات وأبناء الحضارات التليدة لاسترداد كرامتهم المسلوبة ؟ انها أسئلة ننتظر الاجابة عليها في الايام القادمة باذن الله .