17 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

الانتخابات أصبحت لعبة

الانتخابات أصبحت لعبة

تختلف الألعاب الشعبية والرياضة الجماهيرية من بلد إلى أخر وتختلف حسب المزاج العام للبلد ومستوى ثقافته  وحسب رغباته وميوله وطبيعة تكوينه التاريخية وظروف معيشته الحالية … حيث ترى لعبة كرة القدم الأمريكية من اللعب الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمتاز بالعنف وهي لعبة هجومية تحاول أن تسحق كل من يعترض أهدافها   وترى أيضا  الهوايش تمارس لعبة السوموا في الشرق ألأسيوي  كرياضة شعبية وتفخر الأعراب حين ترى  البعران  تتسابق في دول الخليج رمزا لهم ولألعابهم الشعبية .. وهذه الألعاب الشعبية تقسم إلى قسمين في تصوري احدهما جميل ومعبر كرياضة الركض عراة  في الدنمارك بالرغم من أن هناك من يخدش النظر بسبب وجود كبار السن معهم  وقسم أخر قبيح و متوحش كرياضة الصيد بواسطة الصقور في  قطر ومصارعة الثيران في اسبانيا  ومع هذا كل هذه الألعاب تبقى تحت مسمى الرياضة واللعب  ……
 
وللعراق أيضا لعبة شعبية اشتهر بها  بعد التغيير وهي لعبة الترشيح للانتخابات  وهي تًجمع ما بين القبح والجميل وبدا يمارسها اغلب قطاعات المجتمع العراقي فالكرعة وأم الشعر في تنافس مستمر للنيل بالظفر ومن مهازل القدر ودليل الجهل وعدم فهم كامل للعملية الانتخابية  يرشح كل من هب ودب وكل من يسعى للسلطة وكل من يطمح للحصول على فرصة من اجل أن يسرق المال العام ومن  المحزن والمؤسف أن يتمكن كل من ليس له خلفية علمية ولا ثقافية و لم يتمكن في يوم من الأيام من تحقيق ذاته  ولم يحقق الحد الأدنى من النجاح الشخصي أن يرشح ومن المهين لعمليتنا السياسية أن يضيع أصحاب الانجازات المهنية والقيادات الفعلية والتي يمكن أن تنقل البلد إلى بر الأمان تحت اليافطات الانتخابية لهؤلاء …..
 
وتعسا لنا حين يُسمًح بترشح  الجاهل والسربوت والانتهازي واللص والكاذب والدجال والمنافق وتعسا لنا حيث لا يمكننا أن نميزهم إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس وسيتكرر الخطأ مرة أخرى وسنلجأ إلى نفس المقاييس والمعايير في اختيار المرشحين وهي إما أن تكون حزبية أو عشائرية أو مصلحة شخصية أو مناطقية أو طائفية  مع العلم من وجود بعض الجيدين بينهم   دون أن نختار الأفضل و الأكفأ و الأنزه  والأقدر في هذه المرحلة  بسبب ضياع فرصة البحث عنهم بين أكوام الزبالة   ……
 
ويبقى السؤال الأهم هو إذا كان لدينا هذا الكم الهائل من السياسيات و السياسيين المحترفين الذين رشحوا  والذي لا يُعرف من أي خلفية سياسية أتوا  فلماذا الخوف على مستقبل العراق   … وفي النهاية لا بد أن نذكر أن من بين المرشحين  وهم كثر من نذر نفسه لخدمة هذا البلد وهو قادر وعسى أن ينجح العراقيون  في اختيارهم …

أحدث المقالات