تصاعدت في الأونة الاخيرة حالات الانتحار في العراق بمستوى غير مسبوق وبأساليب مختلفة وإن لم ترتقي الى أن تكون ظاهرة ولكنها تبقى حالة غريبة على مجتمعنا الاسلامي المحافظ بأعتبار إن الانتحار يتنافى مع أبسط مباديء الايمان بالخالق والحياة الاخرة والاسلام ديننا يحرم قتل النفس وأعتبره كقتل الناس جميعاً ، تعددت أسباب حالات الانتحار بين ازمات مالية خانقة الى تجارب عاطفية فاشلة الى مشاكل عائلية وغيرها من أسباب متراكبة ومتنوعة ولكن انتشارها في الآونة الاخيرة يدعو الى دراسة اسباب انتشارها في هذا الوقت بالذات بعد الانفتاح الكبير على العالم حتى أصبح بيت صغير وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي الذي شغل اكبر وقت الناس وخاصة الشباب ، ومما لاشك فيه أن الدوافع لم تكن أقتصادية ففي تقصي بسيط تجد اغلب الدوافع للانتحار هي علاقات عاطفية فاشلة أو اليأس من أيجاد حلول لمشاكل تافهة كعدم الاجابة في الامتحانات أو سوء التعامل من قبل الاب مع أبنه ومثل هذه الاسباب التي لايمكن أن تكون عامل في أتخاذ شاب في مقتبل العمر قرار بأنهاء حياته لو كان عنده أيمان ولو بنسبة ضئيلة أن فعله جريمة كبرى لن تكون النهاية وإنما ستكون البداية لحياة أخرى يعاقب بها لأنه قاتل لنفس حتى لو كانت هذه النفس هي نفسه فقرار أنهائها ليس بيده ، فلو كان الانتحار هو الحل لوجدنا نصف الكوكب قتلى والملاحظ في أنتشار هذه الظاهرة هو تزامنها مع موجة أخرى مترابطة هي موجة الالحاد والنفور من الدين وخاصة الاسلام بسبب السياسات العوجاء للمتأسلمين الحاكمين الذين اساءوا للإسلام كما أساءوا للناس بفسادهم وسرقاتهم وعكسهم صورة سيئة ومشوهة عن الاسلام مثلما عكس داعش والتكفيريين صورة أخرى أخطر عن الاسلام وهو بريء من كل هذا ويتحمل وزره ن رفع عنوان الاسلام وعمل بأهوائه ومشتهياته وكانت عقيدته الغاية تبرر الوسيلة فالإلحاد الذي انتشر في بعض الاوساط الشبابية كان نوع من الهروب الى الوراء وردة فعل سلبية للأحداث التي شهدها العراق مؤخراً ولكن لهذا الفعل هزات ارتدادية على مختلف الاصعدة ومنها ضعف الايمان بالله وباليوم الاخر وبالحساب مما سهل على الشاب عندما يمر بأي ضرف حرج أن يلجأ الى أسهل الطرق وأيسرها التي يعتقد أن فيها الحل والخلاص وهذا الامر يتناغم مع الاحصائيات العالمية التي تشير الى أن أكثر البلدان التي تشهد حالات الانتحار هي الدول الاسكندنافية التي تشهد رفاهية ورخاء اقتصادي ولكنها في نفس الوقت أكثر البلدان بنسبة الانتحار فبات الحل واضح لمعالجة هذه الظاهرة وهو توعية الناس دينياً وأخلاقياً وتصحيح العلاقة بين الابوين والابناء وفق أسس سليمة ونشر التكافل الاجتماعي لإنقاذ العوائل المتعففة ودمتم سالمين .