21 ديسمبر، 2024 5:26 ص

الانبار والجيش … جسد واحد

الانبار والجيش … جسد واحد

الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي، يحتم على عقلاء القوم أن يقفوا صفا واحدا في خندق الحق، مهما كان حجم التضحيات، لأنه هو من سيتصدر القيم النبيلة بلا شك، وأما الأصوات الشاذة لا بد لها أن تذهب مع الريح.
فبالأمس القريب كان لا يسمع إلا أزيز الرصاص وقنابل النابالم وقذائف الدبابات، فظلا عن السلاح الكيماوي! ذلك كان يجري لإبادة شعب اعزل لا يمتلك من المفخخات والعبوات اللاصقة والأسلحة الكاتمة شيئا، وإنما فقط من اجل نزوات القائد (الضرورة)! وسط دعم وإسناد وضوء اخضر واسع النطاق من الدول الإستكبارية والعربية! نعم كل تلك الآلة الحربية كانت عندنا لكنها لم تكن يوما لنا، لأنها وببساطة لم تدخر جهدا في قمع وإبادة أبناء هذا الوطن، ولم ترعوي حرمة لزمان أو مكان، لأنها عملت بالطاعة العمياء للدكتاتور وحزبه الهدام، وبالتالي حصل ما حصل من محن وويلات، ولا زال الكثير يعاني ويدفع الثمن غاليا حتى ألان.
أما اليوم ولله الحمد نجد أن الأمر قد تغير كليا، وهنالك أملا كبيرا لجميع العراقيين بجيشهم الجديد، لأنه يعمل على العكس من ذاك تماما، واخذ يبرهن ويثبت للعالم اجمع، يوما بعد أخر انه جيش الوطن وليس جيش الحاكم كما يدعي بعض المنحرفين والمغرضين، وانه انبثق من رحم الشعب لأجل خدمته ودرء الأخطار عنه ليس إلا. وأن تقديمه يد العون لكافة المناطق التي تعرضت للفيضانات دون تمييز، وكذلك تلبيته لنداء صرخات الاستغاثة لأهالي المحافظات المختلفة، لتخليصهم من الجماعات المسلحة، دليل واضح على سمو ورفعة أبناء هذه القوات المسلحة الباسلة، فهاهم اليوم يقدمون كوكبة من الشهداء قرابين، من اجل حماية أهلنا الشرفاء في “انبارنا الصامدة” لتخليصهم من أذناب القاعدة وداعش والجماعات المتطرفة، يضاف إلى ذلك تسابق ملحوظ ومنقطع النضير لقلوب الناس، في كربلاء وغيرها وبكافة المستويات، لإيواء النازحين وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي من اجل التخفيف عن كاهلهم، ومن الجدير بالذكر والاهتمام تلك المبادرة الأخيرة للسيد الحكيم الخاصة بأزمة الانبار .. التي نتمنى لها أن ترى النور في القريب العاجل على ارض الواقع، كي يتحقق الأمن والاستقرار بصورة نهائية.
إن كل تلك المواقف المشرفة التي ذكرتها، والتي لا يتسع المجال للبعض منها، إنما جاءت تكريسا لقول الرسول الكريم محمد (ص): “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. ختاما: على المشككين بنزاهة ووطنية الجيش العراقي الجديد حول تعامله مع الأحداث، عليهم أن يتصوروا ما سيحصل لمنطقة ما قد تكون ساخنة لو لم يكن كذلك والسلام.