19 ديسمبر، 2024 1:44 ص

الانبار والاكتواء بالنار السورية

الانبار والاكتواء بالنار السورية

اعتقد ان هناك الكثير من الناس لايعرفون ان هناك كتابا للسيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) اسمه (موسوعة الامام المهدي) يتناول فيه قضية الامام المهدي بالتفصيل الدقيق وهو كتاب لا اعتقد ان العقل الشيعي ومنذ حدوث الغيبة الكبرى والى هذه اللحظة قد انتج مثله حيث استطاع السيد فيه ان يذكر الكثير من القضايا الغامضة في مسألة الغيبة والانتظار وقدم لها شرحا مفصلا وتحليلا وافيا ومن الامور التي ذكرها السيد في هذا الكتاب ما يحدث في سورية من احداث اذ يقول في الجزء الثالث صفحة 165  ما نصه ” ان دمشق الشام ستكون في يوم الايام مسرحا لحروب داخلية وصدام مسلح بين فئات ثلاث كلها منحرفة عن الحق وكل منها يريد الحكم لنفسها ”  انتهى الى الان كلام السيد (رضوان الله تعالى عليه ) والذي اريد ان اقوله انه ليس من العراقيين او من اهل الانبار خاصة كان يتصورانه سينالهم من هذه الاحداث نصيب اوفر حيث تسالم من خطط ونفذ لهذه الاحداث وبعد مضي ثلاثة سنوات على حلحلة القضية السورية وبطريقة تحفظ ماء الوجه لبعض الاطراف حيثكان هناك توجه الى عمل ما يشبه  مجاري المياه الثقيلة وتصريفها الى مكان اخر فالمجاهدين الذي تم اعدادهم بطريقة قد لا يلتفت لها ابليس لابد لهم من مكان اخر يقاتلون فيه فيقتلون ويقتلون فيه  ولا اعتقد ان العقول التي استطاعت ان تحول الالاف من البشر الى حيواناتبأجساد بشرية همها الاول والاخير كيف تفجر نفسها تعجز  تلك العقول عن ان تجد لها مكانا اخر  ليكون ساحة جديدة لها تقضي فيه فترة من الزمن الى ان تجد البديل فكانت الانبار حيث جرى الاعداد لها قبل اكثر من سنة وفعلا جاءت ساعة الصفر وبدأت العملية والتي يشترك بها عدة اطراف كل له هدفه وعقيدته وهم :
1.    (مجاهدون) من جنس غريب جدا قد غيبت عقولهم بالمرة ولم يبق من تلك عقول سوى دافع يوجههم الى القتل والافساد وهؤلاء لن يتم تغييرهم ولا اصلاحهم فقد رفع الاقلام وجفت الصحف .
2.    القوات المسلحة العراقية بكافة اصنافها وهؤلاء اناس همهم الاول والاخير ان يعيشوا عيشة هنية فقد سئموا القتل والتفجير والظلم لذلك وبعد ان سدت امامهم كل الابواب اتجهوا الى الانخراط في الجيش والقوات المسلحة ولم يكن يتوقعون انهم سيتعرضون لهذا الاختبار الصعب فهم اما يحترقون بهذه النار الملتهبة او انهم يعودوا الى بيوتهم ليبحثوا لهم عن لقمة عيشة وما اصعب الخيارين .
3.    الحكومة العراقية واقصد دولة رئيس الوزراء  وهذا الرجل يريد ان يبقى في رأس الحكم في العراق وهو مخير بين التنفيذ او الامتناع عن ذلك واكيدا يختار التنفيذ لأنه لن يخسر شيئا حيث ان (ولد الخايبة)موجودين .
4.    اهل الانبار وهم قد فقدوا زمام الامور فقد تعرضوا لموجه توجيه فكري منذ اكثر من سنة اثمرت عن هذا التشتت الذي اقل مايمكن ان نقول عنهم انه اصبحوا بين المطرقة والسندان .
5.     جهات سياسية سنية تقف موقف المتفرج وتنتظر الى اين تصل الامور لتقوم بتقديم الدعم والتأييد انطلاقا مناغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب .
6.    جهات سياسية شيعية تنتظر عما تسفر عنه الاحداث والتي قطعا ستكون ضد دولة رئيس الوزراء  وبذلك تستطيع الحصول على التأييد الشعبي والحصول على اكثر عدد من المقاعد .
وبين كل هذه الجهات وفي خضم هذه الاحداث تهدم البيوت وتشرد العوائل وتسيل الدماء وبدون اي رحمة وياليت انها تقف عند ذلك فقد يكون مايحدث الان اهون واقل سوءا مما سيحدث في المستقبل فإلى الان لم تنته اجتماعات جنيف 2 والى الان لم تتحدد النتائج التي ستسفر عنه وهل ستكون النتيجة كما هي مخطط لها لأننا قطعا نعرف ان نتائج  مؤتمر جنيف 2 محسومة سلفا فليس هناك شيء اسمه لننتظر النتائج او ان هناك نتائج مجهولة فهذا كان  في القرون الوسطى اما الان فالنتيجة مغايرة فالكل (under control) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات