17 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

الانبار وادارة الازمة محافظها انموذجا

الانبار وادارة الازمة محافظها انموذجا

اذا تم ذكر اكثر المحافظات التي اكتوت بنار الارهاب ستكون الانبار في طليعتها، ذلك أنها لم تعرف طعم الراحة منذ 2003 ونحن على مشارف انتهاء العام 2015.
الفلوجة فيها شربت من كأس عدم الاستقرار، واصبحت اشهر من نار على علم في خوضها معركتين ضد الاحتلال الامريكي وقتها، ولم تكن الاقضية والنواحي الأخرى احسن حالا، فتنظيم القاعدة ومن معه فتك برجالات القائم وراوه وحديثة وغيرها، ورويت قصص قتل تدع الحليم حيران.
وأشد ما مر بالمحافظة احتلال تنظيم داعش لها في 2014، وما تبع ذلك من مالآت عرفنا بعضها وجهلنا اكثرها.
الادارة بالمصلحة الشخصية.
تعاقب على ادارة المحافظة اشخاص لم يستطيعوا العودة بها الى بر الامان من حيث الاعمار والمشاريع، والحياة الرغد التي كان يبحث عنها المواطن الانباري، فالتجربة التبعية لبغداد واحزابها، بل تعدت المحافظين الى كيانات اخرى كان لها ارتباطات حزبية وتنظيمية هناك، ولعل تجربة الصحوات ماثلة للعيان رغم ما فيها من سلبيات وايجابيات.
الفاتورة الاغلى المدفوعة مسبقا هي المواطن الذي عانى وقاسى، وظل يتنقل ها هنا او هناك عله يجد استقرارا طال البحث عنه.
الراوي محافظا.
الحديث عن استلام صهيب الراوي ادارة دفة المحافظة كان بمثابة انتحار سياسي للرجل، على الأقل هذه القراءة كانت لاول وهلة، لكن بعد أن تم أنتخابه من قبل مجلس المحافظة أبلى بلاءا حسنا في قيادة المحافظة المحتلة، ولم تكن قبلته بغداد، بل أصبح يدير الامور من الانبار نفسها وينسق عمله مع القيادات الامنية، بالاضافة الى تحركاته الاخرى الداخلية والخارجية في النهوض بواقع المحافظة.
الجهد الاغاثي.
استطاع هذا الرجل بفترة قياسية تقديم المشاريع الاغاثية للعوائل النازحة من الانبار الى بغداد او كردستان، وشكل خلية ازمة تتابع امور اهله، بل حتى شريحة الطلاب لم يكفلها ويتواصل مع وزارة التربية والتعليم العالي بغية تذليل الصعاب، ولعل فتح الموقع البديل لجامعة الانبار خير شاهد، وهذا كله حصل في وقت قياسي، بعد اشهر معدودة من تسنمه مهام عمله.
التنسيق مع الجانب الامريكي.
من يتصور أن أمريكا بعيدة عما يجري في العراق، والانبار على وجه الخصوص واهم، ويجافي الحقيقة.
من هنا كان لا بد من التحرك الدولي الذي يقصر من امد المعركة المشتعلة ويخفف الاعضاء عن كاهل من تبقى من اهل الانبار، ويعيد الحق الى نصابه من خلال مسك الارض، والمشاركة الفعلية في التحرير.
زيارة امريكا ثم اوربا جاءت من اجل تحقيق التواصل مع المجتمع الدولي والسماع مباشرة من صانع القرار، وهو ما تحقق بالفعل، ولعل نتائجه الايجابية السريعة كانت في تحصيل الدعم اللازم لابناء العشائر للمشاركة في اعادة المحافظة الى حضنها العراقي.
الاسلحة التي استطاع صهيب الراوي الحصول عليها من الجانب الامريكي وتم توزيعها على المقاتلين من ابناء الانبار، كانت الخطوة الايجابية الاولى في اعلان بدء تحرير المحافظة بغض النظر عن الابواق التي حاولت التقليل من اهمية التسليح، في حين ان القوات المقاتلة لعصابات داعش لم تستطع ان تحرز تقدما ملموساً على ارض الواقع دون الرجوع إلى ابناء العشائر.
ثم جاءت زيارة اوربا للسماع مباشرة من صانع القرار وتحصيل الدعم والمساعدة في عمليات الاعمار والمشاريع التي ستبدأ بعد التحرير او تسير معه.
واستطاع الراوي بحكمته، وما حمله من ملفات اقناع الغرب في العديد من القضايا التي سيجد المواطن الانباري أثرها قريباً.
ادارة الازمة اليوم بحاجة الى تحركات داخلية وخارجية من اجل التسريع بعملية التحرير التي تعيش الايام الاخيرة وثم ترجع الانبار الى وضعها الطبيعي وعند ذاك تبدأ العملية الكبرى المهمة وهي بناء الانبار ونهوضها من جديد.
الواقع بحاجة الى تكاتف الجهود وعدم التخوين، والمشاركة الفاعلة في الاعمار، ليسجل التاريخ بأحرف من نور كل الذين وقفوا مع اهلهم.
محافظ الانبار استطاع ادارة الازمة بانتظار خطوات عملية أخرى.

أحدث المقالات