23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

الانبار مفتاح الحل.

الانبار مفتاح الحل.

هكذا قالها باختصار، دون حياء او خجل. هكذا قالها وبكل صلافة، وامام مراى ومسمع الملايين ممن كانوا يرونه قبل ايام غير هذا الذي راوه اليوم متحدثا. هكذا صرح رئيس الحزب الحاكم المنتهية ولايته اثناء حديثه امام اللجنة التحضيرية لموتمر الانبار، قائلا: (الانبار مفتاح الحل). بل لم يكتفِ الحاج ابو اسراء عند هذا الحد، بل وضع كافة الابواب المشرعة للفتح بواسطة هذا المفتاح، من عفو عام عما اسماهم المغرر بهم، ودفع تعويضات لابناء المدينة تقدر بالمليارات، اضافة الى اسناد مبلغ لاعادة الاعمار، وتنفيذ اغلب المطالب التي طالب بها ابناء الانبار منذ الوهلة الاولى لاعلان اعتصامهم. وهنا قد يتسائل كل من فقد اخا او ابنا او ابا او صديقا او جارا ذهب ضحية معارك الانبار منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا، لماذا بعد كل هذا الدمار والخراب والقتل والتدمير والتهجير وازدياد الشحن الطائفي، يعود الحاج نوري الى المربع الاول من جديد، وكأنَّ شيئا لم يكن؟!. كم نصحوه اخوته مرارا وتكرارا بان يعالج الامر ويجلس مع العقلاء من ابناء المدينة منذ الايام الاولى قبل ان تتفاقم الامور ويفقد السيطرة على الوضع، وتذهب كل هذه الارواح البريئة ضحايا. فما كان منه جوابا الا العناد والغطرسة، ووصف كل من يعارض افكاره المستعجلة التخبطية الغير مدروسة بانه ضد العراق، حتى وصل به الحد الى ان ينعت من يقف بالند من توجهاته بالدواعش. المشكلة انه لم يكن الحاج نوري وبالتجربة يوما امينا وصادقا، نعم نشهد له بالمراوغة والمماطلة والتسويف، والاصرار على ممارسة لعبة الضحك على ذقون الساذجين. فلقد قال للشعب يوما: ان السيارات المفخخة مصدرها الانبار، وما ان نسيطر على الوضع هناك، فلن تكون بعد اليوم اية مفخخات. وما ان دخل معترك الانبار حتى زادت المفخخات والقتل والدمار وفقدان الامن والامان. وقال لهم ايضا: ان محمد خميس ابو ريشة ملطخة اياديه بدم جنودنا العراقيين (من ولد الخايبة طبعا). وها هو اليوم يقف معزيا مكسورا بوفاة ذلك القاتل الذي شهد قبل فترة بجريمته. ان العقلاء يا حاج نوري مع قلتهم، قد توضحت لهم كل الافكار والنوايا والافعال، ولن يصدقوك بعد اليوم او يثقوا بكلامك وقدراتك ونواياك. وبقي الساذجون مع كثرتهم، يطبلون معك، ويهتفون اهجزوجتهم المعهودة المنخورة الحياء: بعد ما ننطيها. جليل النوري يوم الثلاثاء الموافق للحادي عشر من شهر شعبان الخير للعام ١٤٣٥