5 نوفمبر، 2024 11:24 ص
Search
Close this search box.

الانبار …مع السلامة

الانبار …مع السلامة

يقول اقتصاديون ومعنيون بإعادة المـدن إن محافظة الانبار تحتاج على الأقل إلى أربعة مليارات دينار لإعادة أعمار مناطقها التي دُمرت أثر المواجهات العسكرية في حال تحررت بالكامل على يد القوات الأمنية والحشد الشعبي وابناء العشائر ، لكن هناك ماهو اكثر غلاءً وأهمية من الاربعة مليارات وهو التحرير الفكري واستئصال هذا الورم من الجسد الانباري.

فمن دون شك أن الانباريين هم أبرز الخاسرين في المعركة لانها تجري في مناطقهم وبسبب داعش تهجرت أسرهم وضاعت مصالحهم وفقدوا شبابهم ويمضون وفق نظرية لاتجري الرياح ولاتشهي السفن في ظل حكم أصحاب الرايات السود وصلوا وتجذروا في اقضيتها ونواحيها.

من المؤسف أن يطغى الزي الافغاني على الزي العربي الاصيل في الانبار وتكون الانبار اشبه بـ”قندهار العراق” فالمخاوف من الاحتلال الفكري لداعش اكثر رعبا من مخاوف الاحتلال العسكري لاسيما مع ماتؤكده الاخبار الواردة من الانبار عن قيام جماعة البغدادي بانشاء مدارس ارهابية بغلاف ديني والسعي لانشاء جيل رابع للقاعدة وهو اخطر انواع الاجيال واكثرها على الاجرام والقتل وارهاب قلوب الناس.

الحرب ضد داعش ليست لعبة تنس ولامبارة قدم ممتعة، هذه حرب كسر العظم بين الانباري الوطني – وآلاخر الذي جرته الطائفية إلى متاهات النفق التكفيري ليصل إلى القاع الداعشي.

جاءت شرارة داعش حارقة هذه المرة في الجسد الأنباري،فالمعركة مع داعش قد تنتهي سريعاً اشبه بالمعارك التي جرت في بيجي وجلولاء والسعدية وجرف النصر وآمرلي تكريت والكرمة وغيرها – أخطر – لأن داعش تمكنت من مشروعها الأساس وهو نخر النسيج الأجتماعي في الأنبار حيث أختلف القوم على الذي لايختلف عليه وتحولوا إلى ثلاث فرق(مع – ضد – واقف على التل) في التعامل مع هذه المجاميع التي هي اخطر من المعقول واكبر من المألوف .

أغلب الظن أن الانباريين الوطنيين سينتصرون في النهاية على نقيضهم ممن ينتمون لداعش واحتضنوا التكفير وقتلوا آلاخر المخالف في الرأي والعقيدة لكن ذلك لابد أن يرافقه توجهاً حقيقا لبناء الانسان والمكان في الانبار.

الواقفون على التل هولاء هم الصوت الذي ينبغي أن يتحرك من الأرض الرمادي ويعلو صوتهم لان داعش لا حليف لها ولا صديق هذه المجموعة الضالة خلايا سرطانية على هيئة بشر تنتشر في الارض فتفسدها.

لاحل ميسور أمام العشائر الانبارية الوطنية سوى أن تعلن انتفاضتها ضد هذه المجاميع الارهابية وأن ينتقل الكلام من التصريحات الأعلامية إلى الأرض.

الاخطر من الحروب معالجة أثارها والتخلص من مشاكلها فالتحرير العسكري يحتاج إلى أن يرافقه تحريرا فكريا للذين تأثروا في الفكر الداعشي الضال يقابله ارتفاع في هدير اللغة الوطنية على حساب اللغة الطائفية والمناطقية.

خدعة داعش لابناء الانبار انتهى مفعولها وبات من المعروف أن داعش ليست هي اليد الضاربة لابناء الانبار أو الموصل وأنما هي اليد الضارة التي بات الوقت مناسباً لقطعها.

اشهار السيف الوطني الانباري هو الحل في النهاية ليس من الصحيح أن يعتمد الأنباريون الوطنيون على غيرهم ليحرر مناطقهم بدلاً ولابأس من الاستفادة من تجربة الصحوات التي خلصت الانبارمن تنظيم القاعدة الارهابي في عام 2007 وقالت الانبار للقاعدة مع السلامة واجابت الاخيرة إلى اللقاء بثوب جديد فأنتجت داعش الارهابي، الفرصة باليد في العودة للجسد العراقي بدلاً من الالتصاق بداعش…الانبار بلا داعش احلى واشهى !

أحدث المقالات

أحدث المقالات