منذ تولي دولة رئيس الوزراء لمنصبه الحالي ومنذ قرابة الثمان سنوات الماضية كانت السياسة التي يتبعها هي سياسة اغتنام الفرص وتصيد عثرات الاخرين والامثلة على ذلك كثيرة جدا وهذه السياسة لم تكن بضوابط معينة وانما كانت مطلقة في التنفيذ اي عدم وضع محددات معينة مثل خدمة البلد او مراعة وضع الشعب العراقي المظلوم او اعتبارات الدين وغيرها فكل تلك المحددات لم تكن في حسابات الحكومة حيث ادت هذه السياسة بطريق وباخر الى تأخر البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وكانت لها مردودات سلبية على الوضع العراقي قد تستمر تداعياتها لسنوات قادمة وهذه السياسة وتداعياتها لم تكن بالناجحة دائما اي انها في بعض الاحيان لا تؤتي اوكلها بل يكتب لها الفشل في بعض الاحيان ولكن سرعان ما يتدارك الامر ويتم اصلاح ما يمكن اصلاحه وتستمر المسيرة الى ان وصلنا الى قرب انتهاء الدورة البرلمانية حيث ستكون هناك انتخابات وتغيير للأشخاص والمناصب وفي مقدمتها منصب رئيس الوزراء الذي يعتبره الاستاذ المالكي ملكا عضوضا له وليس لاحد الحق في التفكير به ولذا بدأت الدعاية الانتخابية لدولة رئيس الوزراء بالتحشيد لإنهاء الاعتصامات في الانبار وفي نفس الوقت القضاء على الارهاب المتمثل بالقاعدة وذراعها في العراق المسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام والمختصرة بكلمة (داعش) حيث كان رئيس الوزراء وتماشيا مع سياسة اغتنام الفرص يحرص على ان يثبت لأبناء محافظات الوسط والجنوب بانه المحامي عن المذهب وانه الذي سيقضي على النواصب الذين يريدون ان يهدموا مراقدنا المقدسة ويذبحون ابنائنا وفعلا بدأت المنازلة ولكن ما الذي حدث فهذه المرة لم يكن قرارا حتى يتم الايعاز الى المحكمة الاتحادية لنقضه ولم يكن تعييناً حتى يقوم اعضاء دولة القانون بالتصويت عليه ولم يكن اجراء كالذي اعتاد عليه دولة رئيس الوزراء وانما كانت دماء وتهجير وقصف ودبابات وطائرات ورأي عام عالمي ولم يكن الموضوع كما هو مدعى وكما يتم تصويره للرأي العام بانها مجاميع ارهابية سيتم القضاء عليها سواء بقتلها او اعتقالها فالمواجهة كانت مع شعب وعشائر قد تغلغلت بعض المجاميع الارهابية بين صفوفها واصبحت هناك عدة اطراف فالحكومة ممثلة بالقوات المسلحة وبعض العشائر المساندة والمؤيدة لها وفي الجهة الثانية المجاميع الارهابية وابناء العشائر الذين يرفعون شعار(الشايف الموت يرضةبالصخونة) فهم يعتقدون ان الحكومة قد اساءت لهم وتعدت عليهم فهم مجبورون على القتال الى جنب القاعدة على الرغم من قناعتهم ببطلان اهدافها وانحراف مشروعها ولذا فان معركة بهكذااطراف وبهكذا اهداف قطعا لن يكون فيها منتصر وستكون وبالا على الطرفين وسيسقط من الطرفين خلق كثير ومع ذلك فان دولة رئيس الوزراء يتفوق بالخسارة هذه على ما سيخسره الطرف الاخر حيث انه سيفقد التأييد الشعبي والذي بدوره ينسحب على خسارة الولاية الثالثة لان ابناء الوسط والجنوب وهم الساحة التي يتنافس على اصواتهاسيفاجئون بكثرة القتلى من ابنائهم وعدم تحقيق شيء ملموس على الارض ولو على المدى البعيد حيث ان الحل سيكون في النهاية هو الحل السياسي وكما يقال بالعراقي (حب خالك حب خالك) وفي الجهة الثانية سيصر ابناء الرمادي على اعتبار انهم الجهة المنتصرة على اعادة ساحة الاعتصامات وكأننا نرجع الى ما قبل سنة من هذا التاريخ وعندها ستكون هذه الحادثة هي القشة التي قصمت ظهير البعير وهي التي لم تكن في الحسبان وبذلك تكون الغلطة التي تعد بالف.