( الانبار العزيزة ) تخطف من جديد من قبل الفاسدين والطامعين الذين يعتقدون أن هذه المحافظة خالية مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الشر ( الاعداء ) , والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من قمقم الأرض رافعين شعارا لأبناء هذه المحافظة وجميع مدنها الجميلة يجب أن تغادروها , ولكنهم نسوا أن في ( الانبار) الجريحة السلام عباقرة كثر , وشجعان كثر وحكماء كثر , لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت أيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدينة العظيمة بكاملها , لكن السؤال هنا يطرح نفسه أمام الأصحاب والأحباب من يمثل حكومة ( الانبار ) بعد الاحتلال البغيض
وأعضاء مجلس النواب الذين يدافعون عن عشائرهم فقط لاغراض انتخابية ليس الا في الدورة الحالية … وحكومة الانبار الحالية التي غادرت المحافظة والتحقت بالنازحين في كردستان وعمان وبغداد , ماذا فعلتم لهذه المحافظة التي ظلت شوارع مدنها مقفرة , أبنية تهاوت وتهدمت أزقة لونتها الشعارات الطائفية , ومآذن وجوامع أتعبها الرصاص , يكاد الداخل إلى مدن العروبة والجمال يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها جيوش الغزاة ومساعديهم من المليشيات الحكومية التابعة للأحزاب الحاكمة كيفما اتفق تقتل كيفما تشاء وفي أي وقت وفي أي زمان وحسب رغبة القيادات من كل الجهات سواء كان سنيا أو شيعيا أو كرديا أو ينتمي إلى الأديان والأقليات الأخرى , حسب الطلب ونوع الهوية المطلوبة والعدد المطلوب والمنطقة التي تحدد من قبل المسؤول , والخروج من المدينة يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك الى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك , هذا هو حال مدن الانبار اليوم كافة , عادت أليها الاغتيالات لكن بكواتم الصوت وتفجير السيارات ونسف الجسور والاعتقالات الحكومية والغيرحكومية وازاد عدد النازحين وتجاوز ( المليون ) مواطن يا أبناء العالم كافة ، تلك مدن الانبار التي كانت غافية على حلم الفرات الخالد … لكن حالها تحول إلى كابوس أطبقت من خلاله قوات الاحتلال على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي الى استمرار الحياة فيها , فهي تعيش ( اليوم ) في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبنائها الطيبين , على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة فيها وتهجير أهلها المساكين والتي كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط , وكانت تسمى و مازالت ( مدن السيف المجرب ) أهلها يتهمون المليشيات الإيرانية باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها أو الخروج منها , و أغلقته أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة برغم الحملات الأمنية الاستعراضية من قبل قوات الجيش والشرطة فمن المسؤول يا ترى , ولماذا وها هي
( الانبار اليوم ) رجع فيها الأشرارمن يمثلون الأحزاب السياسية الذين يمثلون عصابات إيران بعثروا كل جهد يؤدي إلى الإصلاح في هذا البلد , اعذروني فانا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا وزرعوا أنفسهم حصادا للطيبين من اجل هذه المحافظة … ( الانبار) الجميلة العزيزة اقتربي مني فانا محتاج الى اهلي واصدقائي واحبائي بعد ان هجرت ( الانبار ) …. لاكثر من (12) شهر