4 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

الانبار تحت قيادة جديدة

منذ الاحتلال والانبار تستبدل بين فترة وأخرى ليست بالطويلة قياداتها الادارية والأمنية والسياسية حالها حال بقية محافظات العراق الاخرى . في هذه المرة افرزت الانتخابات محافظا يحضى بقبول من شرائح ألمجتمع تم اختياره من قبل الكتل الفائزة بصعوبة كبيرة ولازالت امامه خطوات كثيرة وشاقة لتثبيت نفسه . وتم اختيار فريق عمله من المعاونين والمستشارين من قبل كتل اخرى فائزة بالانتخابات بنسب متفاوتة وشاركت بالائتلاف الذي شكل الحكومة المحلية في الانبار وهذا الائتلاف يتكون من ( متحدون , العراقية العربية , التعاون , الارادة و عامرون و صناديد العراق ).ان اول ما يجب ان ينتبه له القادة الجدد هو ان الانبار لا يمكن ان تختزل بقادة محلين يشكلون نسبة بسيطة من مجتمع الانبار اي ان معظم القادة هم من مدينتي الرمادي والفلوجة وأطرافها بينما نجد الطيف الكبير والواسع والذي بدا يطلق عليه في الفترة الاخيرة باسم (الغربية) غير ممثل تمثيل حقيقي على الرغم من وجود الكم والنوع من الكفاءات التي قادت العراق لعشرات السنين والقادرة حاليا على  العبور به الى بر الامان بالمشاركة مع بقية مكونات المجتمع. ان قانون الانتخابات الحالي ظلم العديد من مكونات المجتمع لانباري وهمشها وفي المقابل فسح المجال واسعا لقيادات قبلية اخرى ان تتسيد الموقف مستغلتا الاصطفاف القبلي الواسع في مناطقها وضعف المشاركة وعدم اصطفاف مناطق الغربية قبليا او طائفيا في اختيار المرشحين  .لا يمكن لنا في الوقت الحالي ان نحدد او نقول ان هذه القيادات سوف تفشل في ادارة المحافظة لكننا نقول وبكل ثقة انهم سوف يعانون من تسيد بعض الجهات  واستغلالها لمناصبها من خلال نفوذها العشائري .لكي ننطلق الى بر الامان نقول لهم لا تجعلوا من الانبار قبيلة واحدة  ولا توصفوها بالأوصاف القبلية ,  امنحوا مجتمعها الذي حتما يضم القبيلة في طياته فتره كافية لكي يسمى لكم الاسماء بمسمياتها ويفرز لكم ما تريدون من الكفاءات والقيادات التي سوف تتبع مقاييس  تحقق  العدل والمساواة ولا يعطي مجال للقبيلة او العشيرة ان تكون حاضرة إلا في حدودها الضيقة التي يسمح به القانون .
نقول للمحافظ الجديد والمجلس الجديد لقد فشل من كان في مكانكم في السنوات الماضية لأنهم وضعوا العشيرة اولا ونسوا ان هناك مجتمعا انباريا اوسع يحوي كل المكونات , لقد قالوا نحن خدم للشيوخ والعشائر وهم سادتنا و نأتمر بهم . ثم بعد ان اصبحوا قوة وارتبطوا بجهات خارجية بدؤوا يتكلمون بأنانية ونرجسية وبدأت ( الانا) واضحة في خطاباتهم ولقاءاتهم وتجاهلوا وحاربوا جمهورا واسعا خرج لكي يطالب بحقوق مسلوبة , انهم الان مركونين مثقلين بفساد الماضي القريب ,يخافون ان يبقوا في الواجهة ويتحينون الفرص لكي يجعلوها فوضى او يخططون لمستقبل يبنوه بأموال سحت سرقوها من قوت الشعب .
لا نريد ان نجعل من انفسنا عارفين بالشيء قبل وقوعه لكن الحياة علمتنا وأعطتنا العديد من الدروس التي يجب ان نعتبر منها , نقول للمحافظ والمجلس ان هناك خطوات يجب ان يكونوا شجعان في اتخاذها اذا ما ارادوا ان ينجحوا ويبنوا الانبار اهمها :
1-فتح قائمة سوداء بالشركات والأشخاص الذين اثبت الماضي فسادهم او عدم قدرتهم على انجاز مهامهم ,
2- مد جسور الثقة بين كافة مكونات المجتمع وإجراء مصالحة حقيقية.
3- القضاء على المحاصصه الحزبيه في توزيع المناصب المهمة و بناء حكومة محلية من التوكنوقراط .
4- فتح المجال واسعا امام الشركات الاجنبية  التخصصية ذات السمعة والتاريخ الرصين .
5-تفعيل القوانين والأنظمة التي تنظم سير الحياة في المدن والأرياف.
هذه وقفة اولى وبالتأكيد سوف تكون لنا وقفات اخرى نكون فيها اكثر تشخيصا .

أحدث المقالات