كانت الحرب على الانبار ( حملة دعاية ) اراد لها ( البعض ) ان تكون موسمهم الانتخابي الثمين الذي اعتقدوا انهم من خلال شنهم هذه الحرب عليها ان تزيد من رصيدهم الانتخابي بتأجيج عوامل الطائفية الى اقصاها باختلاق ( سيناريوهات حرب) الهدف منها ان يتم قصم ظهر الانبار وابعاد ناخبيها ومرشحيها عن ان يكون لهم صوت مؤثر ومسموع يقول كلمة الحق بمليء أفواههم، لكن الانبار وبدلا من ان يقصم ظهرها ، واذا بها هي من تقصم ظهر من حاول مس كرامة اهلها واستباحة ارضهم وعرضهم وتاريخهم المشرف، وتلقي برصيده الانتخابي الى أدنى درجات الدرك الأسفل، وتتحول حرب الانبار الى صراع بين ارادتين : احدهما تريد كسر شوكة أهل الانبار، والاخرى تريد ان تفهم من لم يفهم بعد ان كسر ظهر الانبار سيكون أبعد اليه من منال الشمس، بل وستكون الانبار الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الحاقدين ومن يضمرون لاهلها شرا.
هناك حقيقة ينبغي ان يدركها كل سياسي عراقي او عالم اجتماع أو رجل صحافة واعلام أو مختص بعلم النفس ان محافظة الانبار هي ( خط العروبة الاحمر) الذي ما ان فكر البعض بأن يتطاول على أهلها، أو يمسهم بسوء ، فأن سعف الانبار سيكون الحطب الذي تحترق فيه ألايادي التي أرادت أن تمتد لتنال من أهل الانبار أو أن تحاول ان ( ترعب) إمرأة عراقية من أهل الانبار روعها غاز او معتد أو جبان لايعرف للقيم ولا للاخلاق من معنى ولا للشرف من مكانة ، ولا لملح أهل الانبار وزادهم ومضايفهم من قيمة اعتبارية ان يخون كائنا من كان ملح اهلها الطيبين الاصيلين الذين يفترشون الكرامة مضايفا لمن قصدهم بحاجة أو أراد ان يصد عن قومه شرير يريد ان يفتك بالارض والعرض، ليهبوا هبة رجل واحد، لينتصروا لمن وقع عليه الظلم، وكانوا على الدوام محل اعتبار اهل الارض جميعا، تتشرف بمواقفهم الخيرة كل انبياء الارض وحضرات سادتها وائمتها الكرام وتسجد عند مضايفهم اكراما لمكانة أهلها الطيبين الكرام الاباة الضيم والذين يرفضون ان يناموا على وسادة الذل والمهانة، وتأريخهم المشرف يشهد لهم بذلك..وياويل كل الويل لمن اراد التطاول على الانبار فأنه سيلعن حظه العاثر الذي ورطه في يوم أسود يلعن فيه الاقدار التي ساقته لمن فكر بأهل الانبار سوءا، او حاول ان يحفر لهم بئرا لكي يقعوا فيها، حتى اوقعته في مهالك اقداره اللعينة يجر أذيال الخيبة والخذلان.
كان على من فكر ان يتطاول على أهل الانبار أن يفكر ألف مرة قبل ان تمتد يده اليهم ، فهم سد العروبة المنيع، واذا ما تهاوت الانبار لايبقى للعروبة من قيمة ولا للكعبة من يحمي شرفها ويحفظ هيبتها، لأن من يغزو الانبار يدوس على الكعبة، فهي قبلة العرب الثانية التي شرفها السيف اليعربي ومن يحمل لواءها الى حيث المعالي، ومن يريد ان ينازل اهل الانبار عليه ان يفكر انه ينازل أهل قريش بيت النبوة وحافظي عهدها وكل القبائل العربية من ان تطولها اياد الشر التي تفكر بالنيل منها ، وهي بيت الله الثانية بعد كعبته المشرفة، بمساجدها العامرة بالايمان ، إذ لايحفظ هيبة الكعبة بيت الله ولا أضرحة أهل البيت الا أهل الانبار فهم اوصياء الله على الارض، ولديهم ان العروبة هي قبل الاسلام ومفاخرهم ومآثرهم كانت قبل ان ينبلج فجر الاسلام ويتعزز في ربوعهم فهم حفظوا عهد العروبة، ولأنهم هكذا فهم حافظوا على بيت الله وسعوا لأن ينالهم شرف مرضاة الله عليهم، وياويل لمن يريد ان ينال من أهل الله، الطيبين ذوي النوايا الصادقة الاصيلة التي ما ان يروا الظلم قد نزل على مكان من ارض العروبة الا وشمروا سواعدهم دفاعا عنه.
أجل ان العروبة عند أهل الانبار أكثر قيمة من الاسلام، على رغم علو شأن الدين والقيم السماوية لكنهم يدركون ان ذهبت ريحهم ذهب الاسلام ، وان ذهبت عروبتهم فأقرأ على الاسلام السلام، ولهذا يجد الكثيرون ان العروبة هي قدر اهل الانبار وبها أعزهم الله، وبها نصرهم بالاسلام، فحافظوا على أمانة رب السموات والارض بأن يكونوا خليفة أهل الارض الصادقين الحقيقيين، لا من رفعوا شعارات الصادقين وهم أبعد ما يكونوا من الصدق في شيء والاسلام من دين وعقيدة .
والعتب الكبير على شيوخ اهل الانبار يوم داهمت جيوش الغادرين ديارهم ، الم يكن بمقدورهم لو ثبتوا على مواقفهم وصمدوا مع ابناء عشائرهم وواجهوا من اراد بهم شرا من أي من الطوائف والملل، ووقفوا وقفة رجل واحد ووضعوا حدا لمن اراد الفتنة بينهم، ليقسمهم الى شعوب وملل ونحل، هذا مع فلان واخر مع علان والكل كانوا مستهدفين، ولا ادري كيف نامت عيون البعض او قبلت مغادرة ديارها وسكن الوهن في قلوب البعض ليتركوا الديار وشرفها وكرامتها، والله لو مات كل اهل الانبار دفاعا عن مدنهم لأعزهم الله بالعروبة والاسلام، ولكن ما ان تناسى البعض انه عربي قبل ان يكون مسلما حتى طاح حظ الكثيرين وخربت النفوس وجاء جرذان الشر ليعبثوا في احيائهم دمارا وقتلا وغيلة ويحيلوا مدنهم الى ديار دارسة تسكنها الاطلال، وهل يليق باهل الانبار ممن لم يحفظوا العهد والود ان يقال عنهم مالا يسر، بل ان شيوخ الانبار كانوا اكثر من قدموا قرابين الطاعة والولاء لمن اراد النيل بمدينتهم في الرمادي على وجه الخصوص، اذ ان أهل الفلوجة قاتلوا قتال الصحابة وحموا مدينتهم من السقوط بأيدي المغول والتتار، وعجبي لان اهل الرمادي الكرام قبلوا ان يتركوا ديارهم ولم يختاروا الموت حفاظا على كرامة اهل الانبار، فهذا مالايليق بالكثيرين منهم، ممن كانت الاطماع الشخصية حائلا دون ان يقفوا وقفة رجل واحد ويلقنوا من اراد بهم الشر الويل والثبور ويردوهم على اعقابهم خاسئين يجرون اذيال الخيبة والخذلان، ومع هذا حفظ البقية الباقية من ابطال الانبار شرف الديار وابوا الا ان يواجهوا الموت، ويحفظوا شرف العراقيات من الامتهان.
واقولها بصراحة لاهل الانبار التي لم ازرها لاكثر من سبع سنوات ان الظلم استشرى فيما بينكم وبين اهلكم ، ولم تعطوا الحقوق لاهلها وتورط البعض منكم في سرقة اخيه وامه وابيه، ومارستم الظلم على بني جلدتكم الى ان سلط الله عليكم ظالما، لايعرف للرحمة من مكان ولا للقيم من اعتبار ولا للشرف من معنى، فراح يفتك بكم ويهجركم ويوزعكم بين شتات الارض تشكون رب السموات والارض، ولو كنتم رحماء بينكم كما كان اباؤكم واجدادكم ولم تمارسوا الظلم على بني جلدتكم والقريبين منكم، لما تجرأ أي ظالم بأن يقترب من دياركم ويسهل عليه تشتيت شملكم ، لكن الله اراد ان يسلط عليكم ( ظالما ) ليغيث بها خرابا ودمارا انطلاقا من قوله تعالى وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) وقد سلط الله عليكم ظالما لتعودوا الى قيمكم الاصيلة وتفتحوا مضايفكم لمن يقصدها، وتعود البطولة بعد ان فقد زمنها وغادر بعض الرجال مواقع الرجولة الى ما لاترتضيه النساء لاهل الانبار، وراحت تبكي عليكم حتى الكلاب خجلا مما جرى لكم وما ، تعرضت له نساء الانبار الطاهرات من امتهان لكرامتهن يوم غابت الرجولة عن الكثيرين من ابناءهذه المدينة، ومع هذا بقي الخيرون القلائل يدافعون عن حمى احيائهم ومدنهم فأبلوا البلاء الحسن وهم من يستحقون ان نقيم لهم نصبا تذكارية ومراكب فضائية تطوف بهم اهل الارض ليفتخروا باؤلئك الرجال الذين ما اهتزت شعرة من رؤوسهم يوم حمي الوطيس ، فكانوا عناوين للمجد يذكرها لهم رب السموات بانهم من جنود الله الاخيار، الذين حفظوا شرف العراقيات وحفظوا لنا مكانة الديار، فلهم منا كل تحية وتقدير لهؤلاء الابرار الاحرار ، الذين تتفاخر بهم الاقدار وتعلوا بهم الأشمس والاقمار، فليخسأ من اراد التطاول على الديار، من المغول والتتار، فخرج لهم اهل الانبار، وتدحرج الاشرار، وواجه عدوهم العار والشنار، وتبا لكل سمسار، أراد النيل من هؤلاء الابطال الكبار، وتحية من كل ارض المعمورة لاهل الانبار.. انهم خير ما تشرفت بهم الاقدار، حتى نصرهم القوي الجبار، فحق علينا ان نفخر بأهل الانبار، وتحية لشهدائهم ودعوانا لجرحاهم بالشفاء يوم كانوا عنوانا للبطولة والايثار، وللمشردين من عوالهم عودة ميمونة الى الديار، فشكرا لكم يا اهل الانبار، فقد كتبتم عنوان فخركم ونصركم وكنتم الصالحين الاخيار، يارب السموات والارض احفظ اهل الانبار، وارفع عنهم هذا البلاء وهذا الدمار، وأعدهم الى ديارهم سالمين غانمين، لاتشمت بهم الحثالات والاشرار، بحق ملائكتك واوليائك الابرار، وفرج كربتهم انهم رجالك الصادقون الوعد ،فقد فاضت دموع العراقيين والعراقيات عليهم كالانهار، من شر ما واجهوا من محن ودمار، واعد البسمة على شفاههم ،واعد لهم الكرامة ياكريم، وارفع شأنهم ، واعفوا عنهم انهم عبادك الاوفياء الابرار..وانزل عليهم الامن والأمان، وأرزقهم بما تجود ، وارفع عنهم هذه الغمة، فمن غيرك يرحمهم يا ستار ويا جبار، أستر عليهم ، فقد بكت على رحيلهم الديار، وانت الواحد الاحد، ان ترفع عنهم هذه البلوى ، وتهلك القتلة والاشرار، وترفع من رفع راية اهله بين الشموس والاقمار، اكراما لمنزلة الديار، انك سميع الدعاء ، ونحن عبادك بأنتظار ما يصدر عنك من قضاء ومن قرار.