23 ديسمبر، 2024 9:05 ص

الام الشباب لم تعد سلعة في جداول التسويق السياسي

الام الشباب لم تعد سلعة في جداول التسويق السياسي

المعروف ان الدول تكون شابة عندما يكثر شبابها لانهم بلغة الاقتصاد ،،الطاقة المنتجة،، والشعوب الاوربية اليوم تحسد الشرق لان الشرق فيه ما يكفي من الفئات العمرية الشابة التي تبني البلدان والتي تخترع الجديد بحكم افكارهم الشابة ، والدول في كل أنحاء العالم تفتخر بشبابها وتفتح المجلات رحبة أمامهم لكي يتعلموا لكي يتخصصوا ، إلا حكام المشرق والمغرب العربي والإسلامي ، ولقد تابعت انا شخصيا مدى الإهمال الذي لحق بالشباب منذ السقوط ، ومدى تحريف مسارات الشباب بطريق مباشر او بطريق غير مباشر ، اما الطريق المباشر ، يتلخص بالعودة إلى سلوك النظام السابق المعتمد على خلق المشاكل للبلد وعسكرة الشاب ، فلقد كان النظام آنذاك يهتم بالتدريب العسكري والتوجيه العسكري والتفكير العسكري مما يبعد الشاب تماما عن المعرفة والتعلم والتقدم الفكري ، أما الطريق غير المباشر الذي يسلكه قادة النظام اليوم ،يتلخص بالعمل المتعمد لاهمال الشباب ، او تركهم للظروف دون الاخذ بايديهم نحو التعلم الجدي او التثقف بالمعرفة المستجدة يوميا ، او تركهم دون تفعيل القوانين لعدم الانتساب للمدارس او التسرب دون رادع او حتى مانع يجعلهم محبين للعلم والمعرفة ، او تركهم عرضة للاغراءات او تحت رحمة المخدرات ، لان الدولة او بعض احشائها هم من يتاجر بالمخدرات او ان ضعف الدولة يؤدي الى ضعف القوانبن الرادعة للادمان. ولقد كان لسلوك حكام بغداد هذا ان كبرت الام الشباب وصغرت احلامهم ، وباتت عملية تهميش دعدواتهم منذ عام 2011 بالانتباه الى التظاهرات واخذها على محمل الجد عملية استهزاء بالمطالب ، وكانت تقابل التظاهرات ، بقوتي الدولة والمليشيات ، والكل الحكم يعلم ان المتظاهرين لا يعرفون الخوف او الخشية لان اغلبهم من مواليد أواسط التسعينات وهم لم يشعروا بسطوة وجبروت النظام السابق وما نتج عنه من رعب لايغادر الاذهان ، فهم اذن شباب يافع جائع امام كل هذه الموانع عليه ان يعبر عن غضبه وتمرده على فساد لم يسبقه فساد في العالم ، وهذا التمرد هز من الصميم كيانات كانت تعتقد أن أؤلئك الشباب منقادين اليها بحكم ركوبها موجات ومسيرات حب ال البيت ، ولكن ما كان من الشباب الا أن رد عليها ان ال البيت هم ال عدل ، واليوم يطالب الشباب بتظاهراتهم بالعدل وبالعودة إلى العقل والمنطق والابتعاد عن استغلال الأم أؤلئك الشباب ،لانها لم تعد سلعة في جداول مسوقي السياسة والتزوير او وسيلة لمزيد من الاخطاء…