23 ديسمبر، 2024 11:57 ص

الاميركان .. محتلون عند الطلب

الاميركان .. محتلون عند الطلب

لم يخجل سياسيون عندنا يشار لبعضهم بالبنان ومعهم جوقة من المحليين السياسيين من لوم الولايات المتحدة الاميركية بل وتقريعها  بسبب اخلالها بالعهود والمواثيق مع العراق وتركها له فريسة لداعش وثوار العشائر وابوبكر البغدادي ومؤتمر عمان وعدنان حمد. بالاضافة طبعا الى مخابرات دولة قطر العظمى والقنوات المغرضة التي لم نتمكن من مواجهتها بقناة “مغرضة” واحدة. هؤلاء ومعهم عدد اخر من سياسي المرحلة ممن كانوا قد هللوا ورقصوا وردحوا حين اعلنت الادارة الاميركية في ولاية اوباما الاولى نيتها الانسحاب من العراق. في وقتها “ثرموا” المزيد من البصل
 برؤوسنا حول اهمية هذا الانسحاب على الوحدة الوطنية والعملية السياسية من منطلق ان الاميركان المحتلين دنسوا الاراضي العراقية. نعم هكذا كانوا يقولون برغم ان قولهم كلمة حق لكن يراد بها باطل. فالجيوش المحتلة لاي بلد لاتنسحب من تلقاء نفسها حتى يفرح المؤمنون بل تجبر على الانسحاب بفعل المقاومة التي جرى تصنيفها على انها ارهاب حسب مقياس ريختر.
 لابد ان نقر ونعترف ان علاقتنا بالاخوة الاميركان مختلفة, وهو امر لايمكن اغفاله لان تاريخ الاحتلال الاميركي قريب ومعظم ان لم نقل كل شهوده بمن فيهم شهود الزور مازالوا احياء يرزقون. فالغالبية العظمى من  ابناء طبقتنا السياسية الحاكمة اما جاءوا مع الاميركان او صفقوا  لهم  لانهم “حررونا” من نظام دكتاتوري. غير ان  بعض عقلاء القوم لم يشعروا بالارتياح لهذا الانسحاب. قد لايكون عدم الارتياح حبا بالاحتلال لكن تملكهم شعور مفاده ان مصائب كبرى تنتظرنا في قادم الايام. فالاميركان لم يسقطوا نظاما دكتاتوريا فقط بل هدموا دولة بالكامل ولم يوجدوا
 البديل. والطبقة السياسية التي تولت زمام السلطة بعد رحيلهم لم تتمكن من الاتفاق على بناء دولة. بل تقاسمت السلطة والنفوذ  والمغانم والمغارم فقط. هذا الخلل البنيوي تم استغلاله من قبل اعداء العملية السياسية وهم كثر ونجحوا في مسعاهم حتى تكلل هذا المسعى باحتلال الموصل وصلاح الدين بينما بقي ابطال المصالحة الوطنية يعلنون يوميا عن القاء عشرات الفصائل اسلحتها والانخراط في العملية السياسية.
صحيح ان الاميركان نفضوا ايديهم من العراق في عهد اوباما. لكن الرجل وبعد قضية الموصل وضع شرطا واحدا للمساعدة في طرد داعش وهو جلوس القادة العراقيين وجها لوجه لتصفية خلافاتهم. الذي حصل هو تصعيد مخيف للخلافات, وبادرت الجوقة نفسها تلوم الاميركان الذين يتوجب عليهم ان يكونوا محتلين عند الطلب على عدم ارسال الجيوش والطائرات والبارجات والمارينز لتحرير الموصل وتكريت واعادة تمثال ابو تمام وعدم التجديد لاثيل النجيفي لاية ولاية. ولو تخيلنا ان الاميركان فعلوا  ذلك فان الجوقة نفسها جاهزة ايضا لتجييش الجيوش من السياسيين والمحليين والثوار
 لركوب موجة جديدة من التحرير وطرد الاميركان الذين دنسوا الموصل الحدباء. المطلوب من الاميركان  الانسحاب في اليوم التالي لطردهم داعش خلف الحدود. فالمسالة ليست “خانجغان” او حارة “كلمن ايدوا”. نحن دولة ذات سيادة بثلاثة اعلام لا علم واحد وبنشيدين وطنيين لانشيد واحد وبثلاث رئاسات  لا رئاسة واحدة شأن  الاميركان الذين لديهم رئيس واحد و.. “فوكاها اسود ..  شلون دولة جان استحوا”.