عبثت الدولة الاموية بالسنة النبوية بدس الاحاديث المكذوبة وتحريف الاخرى لغاية سيئة في نفوسهم ، وساهمت هذه الاحاديث في التناحر الطائفي .
حديث رضاعة الكبير حديث وضعه الامويون للنيل من الرسول صلى الله عليه واله ومن عائشة ام المؤمنين ، ماهو الدليل على ذلك ؟
ان الحديث الذي نسب الى عائشة فيه كثير من الضعف تاريخيا وعقلا ، ونص الحديث من صحيح مسلم ” (1453) حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة ؛ قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي ﷺ . فقالت : يا رسول الله ! إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم (وهو حليفه). فقال النبي ﷺ ” أرضعيه ” قالت: وكيف أرضع ؟ وهو رجل كبير. فتبسم رسول الله ﷺ وقال ” قد علمت أنه رجل كبير”.
في رجال السند ابن ابي عمر وهذا مجهول ومن يتحد معه بالاسم فان ولادته ووفاته بعد وفاة مسلم ابن الحجاج ( 597 ـ 682) واما البقية وخصوصا عبد الرحمن الذي توفي سنة 126 للهجرة وفي هذه السنة لم يكن سفيان في المدينة بل انه نشا في الكوفة ومن ثم انتقل الى مكة فلم يلتق اطلاقا بعبد الرحمن .
من حيث المتن فان سهلة ممن هاجرت الى الحبشة مع زوجها وولدت له ولد في الحبشة ولم تلد له غيره حتى وفاة ابي حذيفة سنة 11 هـ فمن اين لها الحليب حتى ترضع سالم مجهول الهوية ؟ وقد تزوجت ثلاث رجال بعد وفاة زوجها وانجبت اولادا وبناتا .
التضارب الاخر ان عائشة ام المؤمنين كانت تامر اختها اسماء برضاعة من يريد الدخول عليها (الإمام القرطبي: أسماء بنت أبي بكر كانت ترضع الرجال بأمر أختها عائشة. قال القرطبي في تفسيره (ج17، ص 65، تحقيق الدكتور: محسن التركي ) ، ولا اعلم هذه في اية سنة فهل يعقل ان يقبل الخليفة الاول والثاني بهذا التصرف وهم يرون الرجال يدخلون على نسائهم ؟ وهل يرضى امير المؤمنين عليه السلام حامل سنة رسول الله (ص) وتعتبر زوج الرسول عرضه بان يدخل عليها الرجال وهو الذي جعل لها نساء بزي الرجال يحمونها حتى يوصلونها الى بيتها ؟
وقد تضاربت الروايات بخصوص من تطلب منهن ارضاع الرجال مرة قالوا اسماء ومرة قالوا ام كلثوم ، وهذا دليل كذب الرواية ، وكلاهما كانتا على ذمة رجلين من الصحابة ، فهل يرضى الزبير وهو صحابي ومبشر بالجنة على حسب زعمهم ان يدخل الرجال للرضاعة من زوجته ؟ واما ام كلثوم التي ماتت وهي شابة وكانت زوجة طلحة بن عبيد الله فهل يرضى هو الاخر بذلك ؟
الامر الاخر ان هذه الرواية ذكرت بعائشة حصرا واخواتها ولم يذكر التاريخ على حد اطلاعي بان غيرهن اقدمت على ذلك، فهذا يعني انهن مستهدفات من الامويين ، لربما سائل يسال لماذا يستهدفوهن الامويون وهي من حاربت الد اعدائهم الامام علي عليه السلام ؟ اقول ان علاقتها بعلي تخدمهم لكن علاقتها بالخليفة الثالث وبابي هريرة وحتى بمعاوية لم تكن من مصلحة الامويين فهي التي كفرت الخليفة الثالث الاموي ( عثمان بن عفان ) ابن الأثير – النهاية في غريب الحديث والأثر ج/5 ص( 79 / 80 ) ومنه حديث عائشة اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا تعنى عثمان ، وهذا كان منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة. وذكرت مصادر كثيرة هذا الحديث ، وهي التي انتقدت ابا هريرة لكثرة حديثه عن رسول الله (ص) حيث قالت (ما أكثر ما تحدث عن رسول الله (ص) إنك لتحدث بأشياء ما سمعناها من رسول الله (ص)
واما علاقتها بمعاوية ادت بمعاوية لاغتيالها بحفر بئر لها وغطى فتحة ذالك البئر عن الأنظار (الصراط المستقيم 3/ باب 12/46)
وفي كتاب حبيب السير ,غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص425
وكانت عائشه قد ثارت على معاوية لقتله أخيهآ عبدالرحمن وتخاصمت علنآ مع مروان ابن الحكم والي معاوية على المدينة فالحقها معاوية بأخويها عبدالرحمن ومحمد في سنة 58 هجريه
وكانت العداوة بينها وبين بني امية قد بلغت ذروتها . وعند السؤال عن قبرها قالوا انها اوصت بدفنها ليلا حتى لايعرف قبرها
الان تبعية هذا الحديث ان السلفية يصرون عليه و الشيعة يحتجون به عليهم ، والاسوء هو تبرير السلفية لهذا الحديث بقولهم ان المراة تضع حليبها في وعاء وتعطيه للرجل ، وكان التحريم جاء من شرب الحليب حتى ولو قطرة فان لهذا تفسير علمي يخص جسد الطفل ونموه بالحليب وليس الرجل . من المستفيد من الاصرار على هذا الحديث ؟ هذا راي ولكم حق النقد