الحديث عن الوضع السوري واحداثه هو حديث محفوف بالمخاطر ومن الصعب على الاخرالمخالف لك بالراي فهمه والقبول ببعض منه او حتى النقاش الموضوعي فيه للوصول الى صيغة مقبولة وحلول ناجعة ممكن من خلالها ايقاف عمليات القتل والخراب والتدمير المستمر في سوريا وتحقيق الاصلاح والتغيير فيها وبطريقة سلمية ومقبولة من الجميع وكل ذلك لاننا دخلنا وسط عاصفة الفتنة الكبرى وما ادراك ما الفتنة وكوارثها وتبعاتها ونتائجها !.. وكل من يتناول الحديث عن سوريا سيتهم شاء ذلك ام ابى اما بالوقوف الى صف النظام او صف المعارضة فيها ولايمكن ان توصف بالحيادية او انك تتحدث عن سوريا كدولة وشعبها نفسه المغلوب على امره وكيف يتم انقاذهما من هذه المحنة وهذا الخراب اوعن الفتنة ومسبباتها والعاملين على تاجيجها واثارتها او عن التدخلات الخارجية وما ترمي اليه من اهداف واطماع ومكاسب … وخير وسيلة لتدمير سوريا ومعاقبتها هي ادخالها في نفق الفتنة المظلم (وليس الثورة كما يظن البعض) حيث تضيع الحقائق وتعم الفوضى وتتحجر العقول وتعمى الابصارويشيع القتل وانتهاك الحرمات وتكبر المظالم والمعاناة وتمرر المخططات والمؤامرات وتضيع الحلول وبالتالي لا يربح المعركة سوى الاعداء المتربصين بها والناس في غفلة عما يدور بينهم وحولهم …فرغم اننا نقف مع كل حقوق الشعب السوري ومطالبه وضرورة حدوث التغيير والاصلاح في النظام السياسي واطلاق الحريات العامة وحصول الانتخابات فيها الا اننا نرى فيما يحدث الان هو الفتنة بكل سلبياتها وليس الثورة بكل ايجابياتها !! ورغم اننا نثق باخلاص وتفاني عدد كبير من المحتجين والمنتفضين في سوريا وبما فيهم بعض الذين حملوا السلاح منهم الا اننا نراهم قد خدعوا وتمت سرقة ثورتهم من قبل جهات اقليمية ودولية وحتى داخلية ابعد ما تكون عن الثورة وعن مطالبهم نفسها !! واكثر ما يؤلم في سوريا هو ان تكون هناك مطالب شعبية حقيقية ولكنها تحرف وتستغل في اتجاهات واهداف اخرى ومن قبل اعداء سوريا وشعبها !! ..والحدث السوري ليس حدثا داخليا محضا او ان تاثيراته ونتائجه محصورة في داخلها فقط وانما هو متشعب كثيرا ودخلت عليه اطراف متعددة لها اغراض واهداف مختلفة قد تتقاطع وتتصارع بينها او تتداخل مع بعضها البعض والضحية هو الشعب السوري بالدرجة الاولى وبعده شعوب المنطقة ومن هذه التشعبات :
1- محاولة امريكا والغرب والصهاينة معاقبة سوريا دولة و شعبا وحكومة وجيشا وتدميرها وتفكيكها واخراجها من معادلة الصراع والتصدي لمشاريعها الاستعمارية في المنطقة وضد الكيان الصهيوني
2- محاولة قطر والسعودية الغاء الدور المحوري لسوريا في المنطقة العربية وتجريدها من قوتها وتاثيرها ومعاقبتها على تحالفها الاستراتيجي مع ايران واحتضان المقاومة واشعال الفتنة فيها وخصوصا في جانبها الطائفي وتعميمه على عموم المنطقة
3- محاولة روسيا والصين تغيير معادلة القطب الواحد في العلاقات الدولية التي بدات منذ عشرين عاما وجعل الحدث السوري بداية نهاية الانفراد الامريكي بالتحكم بالسياسة الدولية
4- محاولة تركيا استعادة دورها القديم بالسيطرة على وطننا العربي من خلال قيادتها لحركات الاخوان المسلمين وعبر دخولها بقوة على الحدث السوري لتغييرخارطة هذا البلد والتحكم فيه للانطلاق الى هدفها الاكبر والذي سوف لن يتوقف الا بالنفوذ والسيطرة على دول الخليج العربي (وهذا موضوع خطير انتبه له البعض ولكن القسم الاكبر غافل عنه ويحتاج الى تفصيل اخر .. وامريكا قد تساند وتدعم تركيا لتحقيقه )
5- محاولة ايران منع حصول اي تغيير جوهري في المعادلة الاقليمية من خلال الحدث السوري لانها ترى انها مستهدفة منه مع كل حركات المقاومة وبالتالي هي تعمل على مواجهة تداعيات هذا الحدث وعدم السماح للاخرين بالوصول الى مبتغاهم .
6-محاولة دول الجوار وتحديدا العراق ولبنان تجنب التداعيات الحتمية للازمة السورية على اوضاعهما الداخلية المتأزمة اصلا وحدوث الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي مجددا فيهما وكذلك هناك تدخل محموم من بعض الاطراف السياسية فيهما لدعم المشروع الامريكي والقطري السعودي و التركي في سوريا والمنطقة لكسب مصالح سياسية خاصة بهم .
وسنتحدث عن الحرب الناعمة او الحرب بالنيابة عن امريكا واسرائيل بقيادة قطر والسعودية تحديدا والحاصلة قي سوريا … ولاهمية الموضوع وخطورته فلننظر له من عدة زوايا وثوابت حتى نتعرف على ما يحصل فعليا في منطقتنا والعالم عموما .. ولكون العنوان الرئيسي للاحداث في سوريا هو (الديمقراطية ) والمطالبة بالتغيير الدستوري والمشاركة في الحكم او تغييره واسقاطه والانتخابات و..و… فاول ما يتبادر الى الذهن الحقائق الاتية :
1- للشعوب الحق الكامل بالتغيير والتعبير عن مطالبها ومعاناتها ولكن كل تغيير يجب ان ينال تاييد الاغلبية الشعبية وليس جزءا منها فقط مع الاخذ بنظر الاعتبار حقوق ومطالب هذا الجزء والفئة من الشعب وتوفيرها له وكذلك يجب ان ياخذ سياق الواقعية والمقبولية وضمن الخصوصية والاستقلالية الكاملة لكل بلد ولكل شعب ودون اي تدخل خارجي , وضمن هذا السياق كان هناك تحرك جماهيري في سوريا ولكنه وفق كل الحسابات لايمثل الاغلبية الواسعة او الساحقة والا كان ادى حتما وبفترة اسابيع قليلة الى سقوط النظام اذا توافق جميع افراد الشعب وفئاته ومؤسساته المختلفة بما فيها الجيش على احداث هذا التغيير, وكذلك كانت هناك استجابة من قبل النظام( رغم الاخطاء الجسيمة التي حصلت من بعض الجهات الامنية حينها) للمطالب الجماهيرية وابدى استعدادا كاملا للاصلاح اخذا بنظر الاعتبار الاخطار المحيطة بالبلد وما يحاك ضده من دسائس ومؤامرات . اي المزاوجة ما بين الاصلاح والتغيير والحفاظ على موقع سوريا ودورها في المنطقة ومنع التدخلات الخارجية وحصول الفتن والفوضى الكاملة فيها , وقد اتخذ النظام هذا الموقف رغم ان هناك اغلبية شعبية نسبية كانت في صفه من اجل درء الفتن واستجابة للمطالب المحقة لبعض الفئات من الشعب ولعلمه ان امريكا والغرب والانظمة العربية المتحالفة معها ستستغل هذه الاحداث ابشع استغلال مع ما تشهده بعض الدول العربية من تحركات جماهيرية لتنفيذ كامل مؤامرتها والتي كانت تنتظر الفرصة السانحة لها ومن سنين طويلة لمعاقبة هذا النظام والدولة والشعب والجيش السوري على مواقفه ضد اسرائيل ومشاريع امريكا في المنطقة . وكان موقف النظام مختلفا تماما ازاء المطالب الاصلاحية للمعارضة او بعض القوى الشعبية عن موقف القذافي ونظامه مثلا او نظام صدام حسين او حاكم البحرين وحكام السعودية والذين رفضوا ويرفضون تماما كل المطالب الجماهيرية جملة وتفصيلا وكل مطالب الاصلاح والتغيير او حتى بمجرد القبول بوجود المعارضة في بلدانهم او المساواة والعدالة بين المواطنين !!.. والغريب في الامر ان في سوريا الحال معكوس تماما عنه في باقي الدول فالنظام يقبل المعارضة ويطالبها بالحوار واحداث التغيير والمشاركة بالعمل السياسي والانتخابات ولكن جهات المعارضة للعقلية الطائفية المتحكمة بالبعض ولوجود الفتن والتحريض والاثارة الاعلامية الفتنوية المبرمجة والواسعة وتاثيرها عليهم وكرد فعل على بعض الاحداث الامنية حينها و وللاوامر المقدمة لبعضهم الاخر امريكيا وخليجيا هي الطرف الرافض لكل اصلاح او حوار او انتخابات وحتى لو كانت باشراف مباشر عربي ودولي (الجامعة العربية والامم المتحدة ) وقد رفضوا واسقطوا او افشلوا وتحت الضغط الامريكي الخليجي العلني والصريح كل المبادرات التي عرضت بهذا الخصوص والتي وافق عليها دون تردد النظام في سوريا رغم انها لم تكن منصفة وعادلة ومفروضة عليه وصادرة ومشرعة من الامريكان والخليجيين انفسهم !!.. وهذا يبين لنا ان المطلب امريكيا وقطريا وسعوديا وتركيا ليس الديمقراطية والاصلاح والمحافظة على الدولة والشعب بل التدمير والتخريب والتفتيت لسوريا واشعال الفتن الطائفية والحرب ذات اللبوس الديني في المنطقة والاسلام منها براء والذي لابد من تنفيذه وبكامل فصوله , وان كل هذه المبادرات كانت خدع لا اكثر ومجرد وسيلة لكسب الوقت و لاعطاء الغطاء ايا كان نوعه وجهته والذرائع للتدخل العسكري الامريكي والغربي فيها وان كان الامريكيون لايحتاجون اليها اصلا لتصميمهم على تدمير سوريا وقد سنحت لهم الفرصة وهم غير مستعدين لتضييعها ابدا … وكلامنا هذا سيتم رفضه وعدم تصديقه من قبل البعض وسيقولون انه تهميش للثورة السورية وطعن فيها والتقليل من شأنها وهو كلام النظام نفسه والموالين له , وحتى نوضحه نسرد بعض الامثلة وخصوصا ما يتعلق بالجانب الاعلامي وتصوير الاحتجاجات ودور الفضائيات والانترنيت وغيرها بتضخيم الامور وعرضها بطرق يراد منها خداع المشاهد وتضليله والتاثير النفسي عليه وتمرير العديد من المخططات المطلوب من هذه القنوات الفضائية التسويق لها واهمها اشعال الفتن وصولا للاقتتال الداخلي , وكل هذه القنوات مرتبطة بدوائر ومراكز قرار وجهات سياسية ومخابراتية وحكومية تسيطر عليها وتمولها .. وفي البدء نقول ان في كل بلد من بلدان العالم توجد جهات سياسية مختلفة وكلها لها قواعد شعبية وذات اعداد وحجوم مختلفة ولكنها اذا احتكمت الى الشارع وليس الانتخابات ستظهر وعبر الفضائيات التابعة لها او المساندة لها كانها ممثلة لاكثرية الشعب وانها وحدها من يحق لها حكمه وقيادته وتمثيله و هذا مخالف تماما للواقع ولنتائج الانتخابات لو تم الاحتكام اليها … وكمثال على ذلك لناخذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة في ايران والتي حدثت بعدها فوضى وخروج للشارع وسوقت لها معظم الفضائيات التي تريد تضخيم الامور واستثارة المشاعر من اجل النيل من النظام واتهامه بشتى التهم وخلخلة الاوضاع وتازيمها في ايران حينها , فالاصلاحيون لهم وجود حقيقي وكبير في ايران وقد دخلوا الانتخابات ولكن هل هم الاغلبية وهل هم من سيفوز بالانتخابات ويكون الرئيس منهم ؟ فاذا نزلوا الى الشارع فهم كثيرون ويستطيعون التظاهر واحداث الفوضى وسيتم تصويرهم وعرضهم في الفضائيات وسيبدون كانهم الااكثرية لان عدد اصواتهم كان في حينها ما يقارب ثمانية مليون ناخب وهذا ليس بالعدد القليل , ولكن ماذا كان في الجانب الاخر؟؟ كان هناك اكثر من ضعف عددهم صوتوا للمحافظين اي ما يقارب ثمانية عشر مليون ناخب !..اذن من هم الاغلبية وكيف نعرفهم ؟ هل بالتواجد في الشارع والتظاهر ام بالانتخابات وصناديق الاقتراع ؟؟ هل بالفضائيات ام بالارقام التي تصدرها اللجان المسؤولة عن الانتخابات ؟؟ وهذا ما حصل في فنزويلا ايضا قبل عدة سنوات وحدثت فوضى ومظاهرات كبرى ولكن نتائج الانتخابات هي من حسمت الامر وكشفت الحجم الحقيقي لكل طرف , و بالعراق مثلا من هي الجهة ذات الاكثرية وكيف نعرفها ؟ ولناخذ مثلا التيار الصدري فهو يستطيع ان يظهر باعداد كبيرة في الشارع في بعض المناطق وله قاعدة جماهيرية كبيرة وممكن تعبئتها وتحشيدها وعرضها في كل الفضائيات والانترنيت وسيبدو انه الاكثرية الشعبية ! ولكن كم مقعد برلماني قد حصل عليه عبر الانتخابات ؟ فقط اربعين مقعدا اي ثمن المقاعد الكلية للبرلمان العراقي فهل هو الاكثرية ام ان هناك جهات اخرى قد حصلت على مقاعد اكثر منه , وحتى هذه الجهات الاخرى رغم تحالفاتها الكثيرة مثل القائمة العراقية او دولة القانون كم مقعد كان لكل واحد منهما ؟ فقط ربع المقاعد اي انهم ليسوا الاكثرية فاضطر كل منهما للبحث عن تحالفات اخرى لتشكيل الحكومة ؟؟ وهكذا لو اخذنا لبنان كمثال اخر فلايمكن لاي جهة سياسية فيه حتى وان كان لها حضور كبير في الشارع ان تكون هي الاكثرية وستضطر حتما لعقد تحالفات مع غيرها ؟؟ … ولذلك نقول ليس الشارع وليس الفضائيات هي من تحدد الاكثرية او الاغلبية بل الانتخابات وفقط من يحدد ذلك مع ما قد تفرضه من حتمية عقد بعض التحالفات … وكل جهة سياسية تستطيع ان تحرك شارعها وتحدث الفوضى او الازمات وتستطيع ان تظهر الاف الصور عبر الفضائيات ولكن كل هذا لايعني اكثريتها اوانها لوحدها صاحبة القرار . والمسالة المهمة جدا والخطيرة هنا والتي يجب الانتباه اليها جيدا ان الاحتكام للشارع ورفض الحلول السياسية والحوار واللجوء الى الانتخابات واثارة الفتن وصولا للاقتتال الداخلي يعني الرفض المطلق لمبدا الديمقراطية , وكل طرف يحاول فرض رايه بالقوة او العناد او بالتحريض او رفض الاخر فانه غير مؤمن اصلا بالحريات العامة وبالسلم الاهلي وبالدولة وبالديمقراطية ويريد فرض رايه واجندته ومصالحه على الاخرين وبمعزل عن مصلحة الوطن والشعب . ولذلك و لوجود هذه العقليات المتطرفة والمتحجرة والطائفية والرافضة للآخر والمستندة الى مبدأ العنف والقتال ( ما يسمى بالجهاد والجهاد منه براء ) فان الحدث السوري سيكون البوابة الاهم لامريكا لاشعال المنطقة باكملها بدءا من لبنان والعراق .
2-التدخل الخارجي : منذ اليوم الاول للاحداث في سوريا كان هناك تدخلا خارجيا معلنا وواسعا وبكل الاشكال والانواع بقيادة امريكية و باصرار وعناد وتعاون غربي وخليجي وتركي واسرائيلي غير مسبوق وكان هناك توجها اعلاميا معاديا للنظام وتحريضيا كبيرا جدا مع ضخ للاموال الخليجية بسخاء كامل والسلاح الغربي والاسرائيلي بكل انوعه مع زج للمجاميع المخابراتية والارهابية وفتح الحدود امامها لتاجيج الاوضاع وتازيم المواقف وصولا للحرب الاهلية والطائفية ومنع حصول اية حلول سياسية للازمة فيها والقيام بحصار شامل ضد سوريا وشعبها والاصرار على استغلال الجامعة العربية بقيادة السعودية وقطر ومجلس الامن بقيادة امريكا والغرب لاصدار قرار تحت بند الفصل السابع يتيح لامريكا والناتو التدخل وتدمير الجيش العربي السوري وكل مؤسسات الدولة فيها بل حتى احتلالها !… وكل شخص متابع للاحداث يعرف ذلك جيدا فهو علني ورسمي وموثق بالادلة والارقام من خلال الفضائيات وعديد الاجتماعات والقرارات المتخذة والتصريحات لكافة المسؤولين الامريكان والغربيين والخليجيين والاتراك ومع هذا الكم الهائل من الاموال والاسلحة والاجهزة الاخرى والدعم اللامحدود المقدم من قبل هذه الحكومات لكل المجاميع المسلحة العاملة او الداخلة للساحة السورية بما فيها القاعدة وبصورة معلنة ورسمية !..وقد كشفت واوضحت الاحداث في سوريا ان هناك انظمة عربية اهمها قطر والسعودية مع تركيا حاضن اساسي وداعم رسمي وعلني للتنظيمات الارهابية خصوصا القاعدة ولو اخذنا فقط تصريحات رئيس لجنة المراقبين العرب او رئيس لجنة المراقبين الامميين اوالموفد الاممي كوفي عنان وحدها لاعطتنا صورة واضحة عن حجم هذا التدخل الفاضح من قبل هذه الدول في الشان السوري … فلماذا ؟ ولماذا في سوريا ؟ وهل يحق لها ذلك ؟ واي صفة نطلق على هذا التدخل المحموم والاصرار والامعان فيه من قبلهم ؟؟ ..الا يعني هذا ان سوريا هي الدولة الاهم والمطلوب رقم واحد بالنسبة لامريكا واسرائيل وتدميرها يمثل الرسالة التحذيرية الاهم لتقول لكل من يتجرا على المقاومة ورفض الانصياع للمشروع الامريكي انك ستكون التالي ومصير بلدك وشعبك وحكمك كمصير سوريا وشعبها ونظامها وكذلك هي الطريقة الوحيدة لضرب اهم تهديد لوجود الكيان الصهيوني في المنطقة المتمثل بحزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية وبعدها ايران !!… ولن يهدا بال امريكا واسرائيل الا بتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والمهم جدا جدا بالنسبة لهما … فصحيح ان لدينا مشاكل كبرى في بلداننا ولابد من حلها والتصدي لمعالجتها وان المطالب الجماهيرية يجب ان تحترم وتنفذ وان الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري ومراعاة حقوق الانسان واطلاق الحريات العامة وتحقيق العدالة والعيش الكريم لكل المواطنين يجب ان يتحقق في بلداننا وان تصر عليه شعوبنا وبجميع قواها وحركاتها المختلفة ويجب ان ننتهي من الحكومات الشمولية او الدكتاتورية وبجميع انماطها في بلداننا ولكن هذا لا يعني بالمطلق غفلتنا وتجاهلنا لحجم المخططات والمؤامرات الخارجية ضد امتنا واوطاننا وخطر امريكا واسرائيل علينا وما تسعيان له , ويجب عدم السماح لاي شكل من اشكال التدخل الخارجي في شؤون بلداننا او الاستقواء باعدائنا والمتامريين علينا اوالسماح للارهابيين والتكفيريين والمجرمين لتدمير بلداننا وشيوع الفوضى فيها والقتل والتخريب والنزاعات الفئوية والطائفية تحت ذريعة التغيير او برفع شعارات براقة وهمية نسميها الديقراطية او الحرية اوالثورة وما اشبه ذلك فنستصدم بعدها باننا قد زدنا من معاناة اوطاننا وزدنا من مشاكلنا السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وخسرنا واضعنا كل شى وحتى استقلال بلداننا ووحدتها وحرياتنا ومصادر قوتنا وطاقاتنا وعقولنا وامننا ولقمة عيشنا (الكل خاسر وسيخسر اكثر فاكثر في سوريا ومهما كانت نتائج الاحداث بسقوط النظام او بقائه لان الفتنة قد حصلت وتجذرت وتوسعت ولان البلد يدمر ويمزق بايدي ابنائه ولان المخالب الخارجية السامة والمميتة والقذرة بدات تنهش بكل جزء من اجزائه ) !! …وكل ذلك يحدث لاننا نجهل ان بعض المروجين لهذه الشعارات في الداخل وكل الداعمين لهم من الخارج هم ابعد ما يكون عن الديمقراطية والثورية وحب الاوطان والشعوب وصون كرامة الانسان وحفظ حقوقه وحياته ومقدساته !! وسنذكر ذلك لاحقا وبالادلة والبراهين الواضحة والمعروفة للجميع …. وكل ثورة يجب ان تكون لها قيادة مؤمنة بوطنها وشعبها وواعية وحكيمة وحرة ولها اهداف ومبادئ وثوابت وخطط ونهج وافكار واضحة وسليمة وقوية وان تكون هذه القيادة معروفة ومشخصة ولها حضورواحتضان جماهيري واسع ومؤثر وقادرة على التحكم والسيطرة وادارة كل مراحل هذه الثورة وانقاذ الشعب والبلد والتصدي لاعدائه في الداخل والخارج ومنع التطاول على سيادته وامنه وثرواته وعدم التسبب بقتل الناس والتخريب وتقسيم البلد وتدميره ووضعه تحت الهيمنة والتدخلات الخارجية..فهل هذا موجود في سوريا ؟ ؟…. وعلينا كذلك ان ننتبه جيدا وبوعي كامل ونتكلم بمنتهى الصراحة وقول الحق انه ليس فقط الانظمة الحاكمة لها اخطاؤها ومفاسدها بل ان البعض من الحركات السياسية او بعض ما يسمى اطراف المعارضة هي اكثر فسادا وخطورة واخطاءا من الانظمة نفسها واكثر دكتاتورية وظلما منها وان قسما منها له علاقات وثيقة مع اعدائنا وهدفها فقط تمرير مخططاتهم اي انها حركات مشبوهة وغير حقيقية وعميلة للاجنبي والقسم الاخر منها هو بلا مبادئ او اعراف او اخلاق او اي قيم دينية ووطنية وهؤلاء هم الارهابيون والتكفيريون والعصابات الاجرامية وعناصر الدوائر المخابراتية والصهيونية وكذلك الذين باعوا ذممهم بثمن بخس ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية وحسب , ومضافا لكل هؤلاء وغيرهم لا ننسى الانتهازيين من طلاب السلطة ومهما كانت الوسيلة والاثمان المدفوعة للحصول عليها وهم الاكثر مكرا وخداعا وتلونا من غيرهم والاقدر على سرقة جميع الثورات وحرفها عن مسارها الصحيح … فهل من المعقول ان نجعل تحركاتنا الشعبية المحقة والصادقة تحت سيطرة اهواء ومصالح ومخططات هؤلاء الفاسدين والمجرمين والارهابيين وبخدمة المشاريع الامريكية والصهيونية في المنطقة وعملائهم المعروفين للقاصي والداني ؟؟؟
3- الدور المركزي للاموية الجديدة في تدمير سوريا 🙁 الصورة الاوضح للحرب الناعمة )
من الذي يصر ويدعو ويواصل العمل ليل نهار للقتال واستمراره وتوسيعه في سوريا ويدفع الاموال والاسلحة ويحتضن المسلحين ويجعلهم موظفين عنده ويدفع لهم الرواتب والهبات ويجعل كل وسائله الاعلامية وخطواته السياسية في خدمتهم ومن اجل المزيد من الاقتتال الداخلي ؟؟ .
من يعمل ويمهد ويقدم المشروع تلو المشروع وبالحاح شديد ومضني في الجامعة العربية وفي مجلس الامن والجمعية العامة والمؤتمرات المتعاقبة و المتسارعة لدول الغرب وامريكا (ما يسمى اصدقاء سوريا ) من اجل تدخل عسكري امريكي اطلسي صهيوني في سوريا ؟؟ .
من يدفع بمجاميع القاعدة وعصابات التكفير ويدعمها ويمولها ويسهل دخولها ويعطيها الغطاء الكامل لكل ما تقوم به من جرائم في سوريا ويلقي بتبعاتها على النظام ؟؟
من يرفض رفضا باتا اي حل سلمي ويضع الشروط التعجيزية ويفشل كل المبادرات ويشكك بها منذ بدايتها ويسقطها ويعترض عليها ويشوه كل الحقائق التي كشفها ويكشفها المراقبون والمبعوثون العرب والامميون ويعزلونهم او يدفعونهم للتنحي والاستقالة ؟؟
من يحاصر الشعب السوري اقتصاديا ويقوم بتجويعه وافقاره وتهجيره كنتيجة لقتال المدن وتحويله الى لاجئين ومهجرين داخل بلده وخارجه وتدمير كل البنى التحتية في بلده وكل مصادر قوته وعيشه وامنه وامانه ؟؟
من يصر على الخيار الامريكي الوحيد ولا خيار غيره ولا نقاش فيه ولا تراجع عن التنفيذ والطاعة التامة له بتدمير سوريا واشعال الفتن فيها واسقاط النظام والدولة والجيش وتفيتها وتمزيقها دويلات وطوائف ؟؟ الجواب اتركه لكم . نعم…. امريكا وحسب هي صاحبة القرار ولا احد غير امريكا , والكل يجب ان يطيع .. لا روسيا او الصين وغيرها , لا ايران او العراق او لبنان والجزائر وغيرها فهؤلاء جميعا غير مسموح لهم بالكلام و بالموقف واي تدخل ما داموا خارج الطاعة للسيد الاكبر .. وكل كلام لا يخرج من فم الامريكي عند الاموية مرفوض .. مرفوض .. ومستهجن وقبيح ما دام فيه وقف نزيف الدم ودرء فتنة واصلاح ذات البين وتوافق وسلام وديمومة قوة وحفاظ على وحدة وطن وانتصار لعزة شعب …وحتى يكتمل الحديث عن فصول الحرب الناعمة وصورتها في سوريا والقائمين بها وتعميمها في المنطقة كلها هناك سؤالين مهمين لابد من الاجابة عنهما قبل ذلك : 1- اليس الرئيس الاسد ونظامه يتحملون لوحدهم المسؤولية المباشرة لكل ما يحدث في سوريا وان الحل الواقعي والسليم والذي يحفظ الدولة والشعب في سوريا هو التنحي عن السلطة والسماح لقوى المعارضة قيادة المرحلة الجديدة فيها , فلماذا لا يتنحى ؟؟ 2- هل بعض انظمة الخليج تؤمن بالديمقراطية وتطبقها لتقود عمليات التغيير في دولنا وما هو موقفها من الرئيس زين العابدين بن علي او علي عبدالله صالح او مبارك او حاكم البحرين او ملكي المغرب والاردن ( اي في الدول التي حصل فيها حراك شعبي ) ؟؟ وهل امريكا والغرب وسياستهم الخارجية داعمة للديمقراطية و لمطالب الشعب الفلسطيني او التونسي او اليماني او البحريني او المصري وفي القطيف؟؟ …
للسؤال الاول نجيب :
1- سوريا هي احدى دول المواجهة مع اسرائيل وهي في حالة اللاحرب واللاسلم معها وتبني قوتها العسكرية وتحتضن حركات المقاومة و بجميع اتجاهاتها وتعرضت لضغوط هائلة على مدى سنوات طويلة منذ انتهاء حرب اكتوبر لكنها رفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني والاملاءات الامريكية ولم تتخلى عن دعم المقاومة وترفض كل مشاريع الاستسلام والمفاوضات الغير مجدية والمخزية مع العدو وتعلم جيدا ان امريكا داعم اساسي للعدو وغير حيادية ولايمكن ان ترعى اي مشروع تفاوضي او سلمي يعيد الحقوق العربية المغتصبة ومهما كانت حدودها الدنيا , وهي في حالة مواجهة دائمة غير مباشرة ضد اسرائيل وتعد العدة الطويلة المدى ضدها كي تحرر ارضها عبر متغيرات قد تحدث في الساحتين الاقليمية والدولية وعبر احداث تغيير في موازين القوى العسكرية لتتمكن من ذلك حين تحققها … والكل يعلم وبالدليل والتجربة الطويلة وبالملموس اليقيني ان لا امريكا ولا الغرب ولا مجلس الامن ولا دول الخليج او الجامعة العربية وغيرها تعيد لسوريا شبرا واحدا من ارضها المحتلة بل العكس تماما فكل هذه الاطراف ليس فقط عاجزة ورافضة لاعادة الارض لاصحابها بل تصطف مع العدو وتدعم موقفه باحتلال الجولان وتعتبره الضحية وسوريا هي الظالمة والارهابية !…وغالبية الشعب السوري يدرك ذلك جيدا وهو مؤيد ويقف مع حكومته في هذا الاتجاه ويعرف خبث امريكا ولؤمها وموقفها الداعم للعدو الغاصب لارضه , ولذلك فان هذا الموقف الشعبي والفهم لطبيعة الصراع مع العدو عند الاغلبية من المواطنين وكذلك النطام لا يترك فرصة لاحد حتى يتهاون فيه ويتخلى عنه وبسبب احداث داخلية معينة يمكن ان تاخذ مسارا طبيعيا في الحل والتجاوب والحوار بين الاطراف الوطنية المتعددة ومعالجة كل الاخطاء والسلبيات الموجودة في مؤسسات الدولة ونظامها .
2- الشعب السوري يدرك جيدا وكذلك النظام ان هذا الحراك الشعبي في بعض المناطق السورية لايعني ان هناك قيادة وطنية له ومعروفة لديه بل هو حراك طبيعي في مسار الاحداث الجارية في المنطقة تاثرت به تلك الفئات الشعبية ارادت من خلاله الاصلاح ونيل حقوقها ولكن دخلت عليه قوى وحركات تحاول استغلاله لاشاعة الفتن والصراعات الداخلية وبعضها مرتبط بالقوى الخارجية وبعضها طائفي وارهابي وغيره .. فالكل يعلم انه رغم المحاولات الحثيثة لامريكا واسرائيل والغرب ودول الخليج والتي جرت الواحدة تلو الاخرى ورغم الاموال الطائلة والاحتضان وشراء الذمم وصناعة بعض الشخصيات والمجالس والتسهيلات والدعم الاعلامي اللامحدود لها والسياسي والامني والعسكري فانهم لحد الان عجزوا و لم يستطيعوا ان يقدموا ويقنعوا الشعب السوري ان هناك معارضة موحدة ومنسجمة مع بعضها متبنية لهذا الحراك الحاصل في بلدهم !.. لمن يسلم الشعب زمام الامور في بلده ان هو اسقط النظام او ان النظام نفسه قرر التخلي عن السلطة ؟ واي مشروع وطني لديهم وماهي تفاصيله؟ ومن هؤلاء وباي جهات يرتبطون وباي اجندات هم قادمون ؟ ومن يضمنهم ويؤمن ويثق بهم ؟ وكم جهة هم ؟ وماذا تحمل كل جهة معها ؟وما الذي ستقوم به ان سقط النظام؟ ومن يحمي البلد والناس والاعراض والاموال والمقدسات ؟….ولذلك من المستحيل ان يكون الحل هو التنحي عن الرئاسة ومن الصعب ان تقبل اكثرية فئات الشعب ذلك وهو يعني التخلي عن المسؤولية الاخلاقية والوطنية بحماية الشعب والوطن ومهما كانت التضحيات المقدمة في هذا الطريق … نعم الحل ممكن اذا كانت هناك معارضة وطنية حقيقية لها حضور شعبي واسع مستقلة ومقنعة له وغير مرتبطة بالخارج تصر على فرض ارادتها وشروطها على النظام وتدخل بقوة في عملية تغيير سلمي مرحلي متصاعد وجدي وحاسم … وهذا ما اكدت عليه معظم قيادات المعارضة والقيادات الشبابية ايضا في دولنا العربية واصرت على الحفاظ على سلمية تحركاتها وعلى اوطانها رغم القمع الذي تتعرض له ورفض الانظمة قبول الحوار او التغيير وطول الزمن المطلوب منها للتحمل والصبر والاصرار على مطالبها مثل البحرين او اليمن , ولو تخيلنا ان السلاح المتوفر بكثرة في اليمن قد استخدمته المعارضة والعشائر والشباب المنتفض في مواجهة النظام وقواه الامنية والعسكرين والموالين له فكيف ستصبح الحالة هناك وكم يكون عدد الضحايا وحجم الدمار؟ وفي البحرين كذلك كم سيصبح عدد الضحايا والمجازر والدمار لو ان الشعب البحريني المنتفض وقياداته قررت المواجهة المسلحة بعد ان يأست من استجابة النظام لابسط مطالبها والاستمرار في قمع تحركاتها السلمية او ان قوى خارجية امدتهم بالسلاح وامرتهم بذلك فاستجابوا لها ونفذوا ما تطلبه منهم ؟؟ ..انهم لم ولن يفعلوا ذلك لانهم واثقون من انفسهم ومن النصر ولايمانهم باحقية مطالبهم وانهم يمثلون اكثرية الشعب ولحبهم وحرصهم على اوطانهم وعدم السماح للقوى الخارجية العبث بها وتدميرها . ونحن حتى نكون دقيقين وواقعيين في معرفة وتحديد حجم المعارضة او الاحتجاجات علينا اللجوء الى الانتخابات الحرة والنزيهة وليس العنف والاضطرابات والمعارك الداخلية .. و نعتقد بامكانية حصول ذلك في سوريا في ظل الظروف الحالية والضغوط المفروضة على النظام فيها شريطة ايقاف العنف والقتال من جميع الاطراف وتغييرالدستور ووضع اليات محددة تضمن حرية الانتخابات وباشراف دولي وعربي مباشر عليها .. والعقبة الاساسية التي تحول دون ذلك هي امريكا نفسها ومن يدور في فلكها لان الانتخابات ستعكس وتبين الحجم الحقيقي لكل طرف من اطراف الصراع في سوريا وهذا ما تخشاه امريكا وعملائها وكذلك لقرار امريكا المسبق بتدمير سوريا واضعافها واستخدام الديمقراطية مجرد شعار كاذب لتمرير مخططاتها مضافا لخوفها من امتداد المطالب الشعبية بالديمقراطية الى البلدان الدكتاتورية الحليفة لها ..
3- دخول العامل الخارجي بقوة وعلانية من الاطراف التي اشرنا اليها سابقا والاصرار على ضرب سوريا من الداخل بتزويد اطراف معينة بالسلاح ودفعهم لاستخدامه استنساخا للسيناريو الليبي والتخطيط والاصرار على التدخل العسكري فيها وارتباط بعض قوى المعارضة المسلحة بهذه القوى الخارجية وبعضها بالارهاب الدولي والتمحور الاقليمي والطائفي واستخدام السلاح من قبلها ضمن منهجية اثارة الفتن والاحقاد والنهج التكفيري وارتكاب عديد الجرائم والاعتداءات على المواطنين ومؤسسات الدولة كل ذلك جعل الحل السياسي اشبه بالمستحيل وجعل المواجهة حتمية خصوصا وان المخطط التكفيري الاجرامي هذا يتعدى سوريا ويراد له ان يعم المنطقة عموما .. وانا اسال هنا ماذا سيفعل الجيش السعودي والبحريني لو ان المعارضة البحرينية تسلحت وقامت بعمليات منظمة ضدها اوضد اجهزة الدولة ومؤسساتها ؟؟ والجواب اتركه لكم !! الا يحق للمعارضة البحرينية ان تقاوم هذا النظام الظالم حتى لو بالسلاح والقتال اذا اصر النظام على ظلمه وبطشه ؟؟ وهل يصب هذا في مصلحة البحرين واهلها ؟؟ وفي تركيا ماذا يفعل جيشها ضد المسلحين من حزب العمال الكردي وهو يحمل مطالب محقة لاكراد مظلومين فيها يئسوا تماما من الاستجابة لمطالبهم ؟؟ فلماذا لا يكون خيارهم المسلح مدعوما من دول العالم لنيل الحرية والعدالة المطالبين بها لعقود طويلة من الزمن ؟ وماذا لو سيطروا على اماكن ومناطق كردية هناك فهل سيتركهم الجيش التركي ؟ وهل ستدعمهم امريكا والجامعة العربية او الامم المتحدة ؟؟ فلماذا هذه الازدواجية والانتقائية في المواقف الدولية وماذا تعني ؟؟ وهل فقط نظام سوريا هو الظالم وكل ما عداه هم منصفين واشراف وحكومات عادلة وحرة وديمقراطية ؟ وهل في سوريا فقط دون سواها يجب الحث على الخيار المسلح ومنع ورفض كل الحلول الاخرى ولماذا ؟ ولماذا في سوريا فقط يحق للاخرين التدخل في شؤونها ولا يحق في غيرها من الدول المظلومة شعوبها ؟ واي تدخل هذا ؟ انه السلاح والاموال والعناصر المقاتلة من اجل الحرب والقتال الداخلي لا غير ؟؟ فاي قانون وعرف دولي يجيز هذا التدخل والتحريض على العنف الداخلي والحرب الاهلية ان خيار المعارضة المسلحة هو خيار خاطئ جدا ويحمل نتائج خطيرة خصوصا في بلد مستهدف امريكيا وصهيونيا وقد استجابت حكومته لمطالب المعارضين لها والاخطر منه ارتباط المسلحين بقوى خارجية معادية لبلدهم ومتربصة به وتريد الانتقام من شعبه وجيشه ؟؟ ان الخيار المسلح لايمكن ان يكون صحيحا في جميع الاحوال والبلدان الا استثناءا ولا يمكن تعميمه وجعله الخيار الوحيد والدائمي كما يفعل الارهابيون التكفيريون .. وتعميم الخيار المسلح وانتهاجه وسلوكه هو المدخل الاساسي للفتنة وهو السبب الاساسي لكل عمليات القتل والدمار والتهجير والفقر والجوع والبؤس والتخلف… ولكنه مخطط امريكي قطري سعودي وتركي استدرجوا المعارضين اليه مستهدفين اهدافا عدة اشرنا اليها سابقا ووعدوهم انهم سيكونون معهم وان عليهم تمهيد الطريق للتدخل العسكري المباشر من قبلهم كما حصل في ليبيا وان هذا سوف لا يستغرق الا اياما معدودات وسيدمرون سوريا وجيشها ويسقطون نظامها وسيصبحون الرؤساء والقادة لهذا البلد ؟؟ .. وقد فشلت الكثير من هذه المخططات ولهذا الموضوع بحث طويل نحن في غنى عنه الان وكله يتلخص بان سوريا ليست ليبيا وان نظامها ليس كنظام القذافي .. ما يهمنا قوله كنتيجة لهذا التسلح واستخدامه لم يبقى اي خيار ممكن عدا المواجهة المسلحة لان امريكا قد حسمت امرها واعطت اوامرها للمرتبطين بها وعملائها للقيام بهذه المهمة للنهاية , فهل من المعقول بعد ان توضحت الصورة ودخول امريكا بكل قوتها على الوضع السوري وانها لا تقبل الا بسقوط النظام والتدخل العسكري في سوريا وضرب الجيش العربي السوري وتفكيكه وتسليم السلطة لعملائها وللقاعدة بل وزادت من مستوى تحديها ولم تحصره في سوريا فقط بل تسعى وتامر عملائها في لبنان لاشعال الفتنة فيه و مضافا لما تخططه ضد ايران والعراق والمنطقة عموما , نعم هل من المعقول ان يستسلم النظام والشعب السوري وكل الاطراف الوطنية لهذا المخطط ..فالمعركة هنا حتمية وابعادها خطيرة وقد تاخذ زمنا طويلا وتتوسع اذا ترك العملاء ينفذون اوامر امريكا وبقي الجهل والغفلة متحكمان فينا … والمشكلة الاساسية الحاصلة الان في سوريا ان بعض المعارضين لا يدركون ولا يفهمون ان الجيش السوري لا يدافع عن النظام بل عن نفسه ومؤسسته لان امريكا والصهاينة يستهدفونه اولا قبل غيره ويدافع عن وحدة بلده وشعبه لان التكفيريين والامريكان يريدون تمزيقه وتفتيته ويدافعون عن مدنهم وقراهم لان الاعداء يريدون خرابها وتدميرها وقتل اهاليها . وعندما يحصل الاقتتال الداخلي وفي المدن تحديدا فسيكون الشعب هو الضحية وكل الخصماء المتصارعين سيكونون مسئولين باجمعهم عن ذلك وتكبر الفتنة وتزداد الجرائم ومسلسل القتل والدمار ويطول زمن المحنة وتتفاقم الاوضاع الماساوية وتضيع الحلول وهذا هو المطلوب امريكيا وصهيونيا بالضبط وقد يقول قائل ان الاسلوب الامني الخاطئ وقمع بعض الاحتجاجات التي حصلت في البداية هو الذي ادى الى تفاقم الاوضاع وطلب التدخل الخارجي وقد تم رفض هذا الاسلوب الامني من المجتمع الدولي وبالتالي اخذت الاحداث منحى مشابه للذي حصل في ليبيا او يجب تطبيق نفس السيناريو الليبي في سوريا !!… ومشكلة المتحدثين بهذا الاسلوب والذي يروجون له انهم يضيعون في التفاصيل الجزئية والفبركات الاعلامية والتضليل والتضخيم المرافق لها وينسون اساس المشكلة واختلاف الاوضاع في البلدين ونهج وطبيعة النظامين فيهما وعلاقاتهما الاقليمية والدولية و حقيقة وحجم الاحتجاجات الشعبية فيهما مضافا لحجم المؤامرة التي يراد تمريرها واهدافها الاستراتيجية ومن يقودها ويقف خلفها … فالنظام نفسه اعترف بوجود الاخطاء وحاول تدراكها وحلها ولكن لم يسمح له بذلك وحاولت دول الخليج وامريكا عدم اعطائه اي فرصة للقيام بذلك بل منعوا اطراف المعارضة من الاستجابة لدعوات النظام المتكررة لمعالجة كل الاخطاء وقد وافق النظام كذلك على كل المطالب الاصلاحية او الشعبية وطالب بالحوار ووضع سقوف زمنية لتحقيقها .. ولان الاحتجاجات الشعبية لم تاخذ مديات واسعة ومؤثرة على النظام بحيث تؤدي لاسقاطه مثلما كانت تامل امريكا فقد عمدوا الى التضليل الاعلامي وفبركة الاحداث وتضخيمها من اجل الضغط على النظام وتمرير مشاريع الحصار الاقتصادي والعقوبات احادية الجانب ضد سوريا والقيام بتسليح جماعات متعددة داخل سوريا او المرتبطة ببعض انظمة الخليج من عناصر القاعدة والسلفيين والطلب منهم احداث فوضى امنية شاملة فيها للتاثير على معنويات الشعب والنظام نفسه .. فكل ما حدث ويحدث في سوريا من عمليات قتل ودمار انما هو بقرار امريكي وتنفيذ عربي خليجي وهم مسئولون مسئولية كاملة عنها وليس النظام وحده لانهم هم المحرضون والمخططون والممولون والداعمون للمجاميع المسلحة وهم قادتها والقائمون بتسليحها وتجهيزها وتوجيهها !!..وحتى لو القينا اللوم على النظام واجهزته الامنية بتصعيد الموقف لانتهاجه الاسلوب الامني فحري بنا ايضا القاء اللوم على الجهات المسلحة والدول الداعمة لها لانها ايضا لم تستخدم الاسلوب السلمي والسياسي بل القتال والعنف ورفضت جميع الحلول المطروحة والتي تؤدي حتما الى الديمقراطية والاصلاح وباقل الخسائر .. ولو كانت النوايا الدولية صادقة وحريصة على سوريا وشعبها لوجد الحل السياسي السلمي وحدث التغيير في سوريا وتحققت مطالب الشعب منذ زمن بعيد وذلك عبر التدخل الروسي الصيني المؤثر على النظام والموقف الامريكي الخليجي المؤثر على بعض اطراف المعارضة وبالتالي اجبار هذه الاطراف جميعا (النظام والمعارضة ) على ايقاف العنف والجلوس معا باشراف هذه الدول لايجاد الصيغة الاصلاحية المقبولة من عموم ابناء الشعب السوري واطيافه المتعددة وتجنيب سوريا والمنطقة مخاطر ما يحدث الان …. ولكن ان تكون هناك استقطابية متناقضة ومتصارعة بحيث يبدو ويجري تصوير الحالة على ان روسيا والصين في صف النظام وداعمة له وان امريكا والغرب ودول الخليج داعمة للمعارضة المسلحة وقائدة لها فان هذا يعني ليس فقط ضياع الحل السياسي ودمار سوريا بل تحول طبيعة الصراع والازمة فيها الى صراع مصالح دولية وازمة علاقات دولية عامة وحرب بالنيابة ولو اضفنا له الموقفين التركي والايراني و المتناقضين ايضا فانه ايضا يعني تحوله الى صراع اقليمي وبالنيابة ايضا وربما يتطور الى اكثر من ذلك . والاجابة على السؤال الثاني :
لا اعتقد اننا نحتاج حتى الى مجرد التفكير البسيط والى اي درجة من الوعي والثقافة السياسية حتى نعرف ان الديمقراطية والحريات السياسية مغيبة تماما في قطر والسعودية او البحرين وانها نظم عائلية وعشائرية وملكية واميرية مستبدة ولا برلمان او حكومة منتخبة ولا اي شكل من اشكال الانتخابات فيها مضافا للفساد والاموال المهربة للغرب والتحالف مع الاعداء والناي عن العمل العربي المشترك وغيرها من الامور التي قد نتناولها لاحقا عند الحديث عن الاسباب الحقيقية لمشاكلنا الاقتصادية والبطالة والفقر في بلداننا وتفكك المنظومة العربية وضياع حقوقنا العربية وما دور هذه الانظمة فيها وفي هيمنة امريكا واسرائيل علينا …. ومن المخزي والمعيب حقيقة ان يسمح الشعب العربي او اي حركة سياسية عربية لمثل هذه الانظمة ان تتحدث عن الديمقراطية ومن المفترض على اي عربي حر ان يطالبها اولا بتطبيق النظام السياسي الديمقراطي في بلدانها اولا قبل غيرها اذا كانت صادقة في شعاراتها وقبل مطالبة الاخرين بتطبيقها وان تاتي بالاف المليارات من الدولارات من بنوك امريكا والغرب لتستثمرها في بلداننا لو كانت حريصة على مساعدة شعوبنا للتخلص من الفقر والبطالة والتخلف وسوء الخدمات في دولنا لكونها هي الدول الاغنى في المنطقة وان تمنع وجود القواعد الامريكية في بلدانها حتى لا تهيمن علينا امريكا وتحتل اوطاننا وتحمي عدونا الاسرائيلي وان تناصر حقوق الشعب الفلسطيني والدول المحتلة اراضيها من قبل اسرائيل وان تقف بوجه امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية وحصارها لغزة وتهديداتها المتواصلة ضد لبنان وغيرها …
ومن يعتبر نفسه ولي امر واجب الطاعة ويسوق عشرات الاحاديث الموضوعة وغير الصحيحة عن الرسول (ص) وينشرها بين الناس والمؤسسات في بلده ويطالب الجميع بعدم المس به والاحتجاج عليه ونقده او المطالبة بابسط الحقوق والعدالة والمساواة ويوصي الناس بالصمت والقبول بالحاكم حتى وان كان فاسدا وفاجرا وفاسقا وظالما ويجيز قتل اي مواطن ينتقده او يطالب بحقوقه الانسانية وليس الشراكة بالحكم لانها تعتبر من اكبر الكبائر والجرائم … فهل يحق لمثل هؤلاء الحكام ان يدعوا للديمقراطية ونصرة الشعوب ولماذا فقط هم ولاة امر وليس الاخرين من حكام الدول الاخرى وكل الاحاديث النبوية الموضوعة التي ينشرونها فهي حجة عليهم لانها تعني وتشمل وتصح على كل حاكم في البلاد العربية والاسلامية وبالتالي لايجوز الخروج عليهم والتظاهر او المطالبة باسقاط انظمتهم !! فكل حاكم عربي هو ولي امر واجب الطاعة حسب الفتاوي الاموية وفتاوى هؤلاء الحكام وبالتالي فانهم يخرجون عن الشرع والدين وحسب افتائهم نفسه ان ناصروا اي فئة من الشعب في بلادنا تخرج عن طاعة الحاكم او تطالبه بالتنحي !! واليس هذا ما اتهموا ولازالوا يتهمون به اهل البحرين والقطيف المطالبين بحقوقهم وحتى الشعب المصري في بداية ثورته وباقي الشعوب !!… فهل ما يعتبرونه حراما في بلدانهم وفي الدول التي تقودها الانظمة العميلة والحليفة لامريكا فهو حلال في باقي البلدان وخصوصا المعادية لامريكا واسرائيل !!.. فالحلال والحرام اذن هو ما تقرره امريكا وعملائها وليس شرع الاسلام !!! .. وبالنسبة لموقف هؤلاء الحكام من الثورات العربية , لننظر اين هؤلاء الحكام الذين ثارت عليها شعوبهم ومن ساندهم واحتضنهم ؟ واعتقد ان اي انسان موضوعي وعاقل عليه ان يتمعن ولو قليلا بتصرفات هؤلاء الامويين الجدد حتى يستجلي الحقيقة ويعرف دورهم ومكرهم وخبثهم وما يريدون تنفيذه من مشاريع خطيرة في بلداننا !! والامر لا يحتاج منا الى اي جهد وتفكير حتى نعرف الحقائق !! بل مجرد اسئلة واجوبة بسيطة جدا … فالثورة التونسية هي ضد زين العابدين بن علي وهو شخص ظالم ولكنه حليف للغرب واسرائيل فمن احتضنه واواه ؟ وبمن استنجد لانقاذه ؟ طبعا الجواب معروف وبسيط انها السعودية !! علي عبدالله صالح والحليف ايضا لامريكا بمن استنجد ومن قام بحمايته وافرغ الثورة اليمانية من محتواها ؟ انها السعودية !! حاكم البحرين الحليف لامريكا من ارسل الجيش لحمايته وقام بقمع الشعب المسالم الثائر فيها والمطالب بابسط حقوقه الانسانية وليس اسقاط النظام ؟ انها السعودية !! النظام المصري الحليف لامريكا من سعى لحمايته عند بدء الاحداث وعندما باغتته الثورة وانتصارها من دفع الاموال الطائلة لاعادة ولادة النظام من جديد خلال الانتخابات الرئاسية ودعم احمد شفيق ؟ انها السعودية ؟ من اراد واعلن رغبته بضم نظامي المغرب والاردن ( الحليفين لامريكا واسرائيل )عندما بدات بعض الحركات الشعبية في بلديهما لمجلس تعاون دول الخليج العربي ؟ انها السعودية ؟ ولو كان القذافي على علاقة شخصية جيدة مع حاكمي السعودية وقطر ولم يعلن عمالتهما لامريكا على الملأ في مؤتمرات القمة العربية ولو كانت عمالته للغرب ذات وتيرة واحدة او سياسته مستقرة ومطمئنة لهم لوجدنا السعودية وقطر اهم منقذين وداعمين له !!… وهذا طبعا مجرد جانب واحد بسيط من موقفهم تجاه رؤوس الانظمة التي ثارت شعوبها عليها والمصنوعة والمدعومة امريكيا ولكن الجانب الاخر و الاخطر هو دورهم بافشال هذه الثورات وتمكين امريكا من احتوائها واحداث الفوضى العامة في تلك البلدان والفتن وعدم الاستقرار ومحاولة تفتيتها لدويلات عدة او مناطق وطوائف متصارعة واضعافها واشغالها بمشاكل داخلية لا حصر لها .
اما من ناحية امريكا والغرب والموقف من المنطقة العربية واحداثها الجارية الان :
…. لاهمية الموضوع ومركزيته سنتكلم عنه لاحقا ….