23 ديسمبر، 2024 8:34 ص

الامم المتحدة تتنصل من مسؤولياتها

الامم المتحدة تتنصل من مسؤولياتها

قد لا يكون معروفا للكثير من المؤسسات الانسانية الاممية ومنظمات حقوق الطفل والمرأة الدولية  ما حصل للأسر التركمانية وبالذات اتجاه النساء والاطفال من عذابات ومآسي وآثار معيشية صعبة  وانعكاسات نفسية لا تطاق عقب احتلال تنظيم داعش لمدينة تلعفر في العاشر من حزيران المنصرم بعد أن اصبحت الامهات في حيرة من امرها لا تميز بين الصواب والخطأ بين فقدان التشريد واللاستقرار في المصائب التي حلت بهم بعد أن قتلت او خطفت عناصر داعش لأزواجهم وشردت الاطفال على مساحات شاسعة من العراق ، امام مسمع ومرأى هذه المنظمات الانسانية !

 آلاف الآهات الصادرة وأنين الطفولة ونواح الامهات من مخيمات النازحين في الاقليم والمشهد الحزين لكل اسرة نازحة في كركوك والوسط والجنوب ، ولا أمل بعودة قريبة والشتاء اقرب والبرد يستعد لمساعدة داعش في الفتك بهذه العوائل التي كانت آمنة في يوم ما ! فلم تكتف داعش باحتلالها لتلعفر وحدها بل تعدتها لعموم المناطق الاستراتيجية الشاسعة على الحدود السورية العراقية كسنجار وربيعة وغيرها ولكن ما حدث في تلعفر فتح الكثير من الملفات على جرائم عناصر الدولة الاسلامية فقد عاثوا فيها فساداً ودماراً وخراباً يندى لها جبين الانسانية وما تفجير الحسينيات والجوامع ونهب البيوت والمحلات وقتل الابرياء على الهوية وملف خطف النساء والاطفال ، جميع هذه الاعمال الوحشية والبربرية لم تلق صدىً من الأمم المتحدة وجمعية حقوق الانسان وجميع منظمات المجتمع المدني وغيرها التي تدعي مراعاتها لحقوق الانسان ومواثيقه .

الكثير من المتابعين المهتمين بأمور النزاع في تلعفر لا يمتلكون المعلومات الكافية التي تؤكد للعالم ان هناك اعداد كبيرة من النازحين التركمان يعيشون ظروفاً مأساوية ويعانون الأمرين جراء نقص الخدمات والادوية وغيرها من أبسط مستلزمات الحياة البسيطة أو يملكون تصورات معينة عن ما عانوه هؤلاء الذين نزحوا الى قضاء سنجار كالسيل الجارف تاركين ورائهم أموالاً واملاكاً تقدر بملايين الدولارات فارين بأرواحهم حفاة عراة لا يملكون قوت يومهم .

يروي قسماً من النازحين المراحل التي مروا بها خلال نزوحهم من سنجار مروراً بإقليم كردستان وحتى وصولهم الى مدن الوسط والجنوب مشاهد مؤلمة ومواقف لا يصدقها العقل تعرض لها النازحون إذ تم دفن أطفال بعمر الورد على شرفات الطريق لعدم وجود أماكن مخصصة للدفن ولسرعة الوصول الى مناطق أكثر أماناً واستقراراً فضلاً عن تكاليف وسائط النقل الباهظة وغيرها من الأمور الي أرهقت كاهلهم وزادتهم آلاما فوق الالام .

حالات لا يعرف صعوبتها إلا من عاشها وهو على بعد خطوات قليلة من شفى حفرة من الموت والعالم كله يراقب ما يحدث كانه امام شريط فلم سينمائي ذو قصة خيالية ، ابطالها اناس لا ذنب سوى انهم يطلبون العيش بستر وسلام .

وحسب تقديرات صادرة من وزارة الهجرة والمهجرين وزارة حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني  يبلغ عدد النازحين من اهالي مدينة تلعفر حوالي 150 الف أو اكثر متوزعين بين محافظات العراق الامنة ولكن الغالبية العظمى منها متمركزة بمحافظات الوسط والجنوب ويقطنون المدارس والحسينيات والجوامع وهم يعيشون اوضاعاً معيشية صعبة ، بالرغم من الوقفة الانسانية المشرفة للمرجعية الرشيدة الى جانب الكرم الاخوي والانساني والنخوة والشهامة العراقية التي وقفت في أحلك الظروف من قبل ابناء هذا الشعب الأبي الذي تحمل ويتحمل وزر مطامع وجشع بعض متسلقي السياسة لمنافع شخصية وانانية  التي لا تتوانى في أتباع أرخص السبل في سبيل تحقيق مصالحها الفئوية والمادية على حساب دماء ومعاناة شعوبها وأهات اطفالها وأنين نسائها .