23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

الامم المتحدة ، بعض الحقائق المخجلة

الامم المتحدة ، بعض الحقائق المخجلة

لقد كان مخجلا للضمير العالمى ان تعلق صحيفة ” القارديان ” البريطانية على تحقيقها المرعب حول اعترافات العشرات من موظفى و كوادر الامم المتحدة بقيامهم باعتداءات جنسية و عمليات تحرش اثناء قيامهم بمهمتهم ” النبيلة ” لحفظ السلام فى العالم بكوها ” اعتداءات تحت الحصانة ” …اصحاب المقامات الرفيعة فى الامم المتحدة ضالعون فى الفساد المالى و الاخلاقى و هناك جرائم فضيعة ارتكبت و لا تزال تحت ستار نجدة المواطنين المظلومين فى العالم تحولت بقوة حصانة هؤلاء المجرمين الى قضايا منسية يتم التعتيم عليها من طرف الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كى مون و من قبله بمن فيه الامين العام المصرى السابق بطرس بطرس غالى ، نحن نتحدث عن هيكل أممى أنشأ لصيانة حقوق الانسان من كل اعتداء مهما كان نوعه و عن كيان من المفروض أن يكون سباقا لنجدة الشعوب المضطهدة او التى تتعرض للتصفية العرقية كما حدث فى كثير من البلدان مثل رواندا على سبيل الذكر لا الحصر و لكن هذا الهيكل المريض بكثير من العلل الاخلاقية منذ نشأته سنة 1945 تحول الى ماخور كبير تتم فيه كل الجرائم الجنسية و الاعتداء القسرى على شرف الانسان فى كل بلدان العالم .

هناك حيوانات داخل اروقة الامم المتحدة ترتدى نظارات و ملابس فاخرة و لكنها وحوش كاسرة تنهش اجساد و اعراض الناس ” الغلابة ” و الذى وضعتهم الاقدار السيئة فى طريقهم و لعل ما يثير الغثيان ان الامين العام للأمم المتحدة لا يحرك ساكنا رغم كل التصريحات و الاتهامات التى طالت كبار الموظفين فى اروقة هذه المنظمة الوسخة و التى تعلقت بها شبهات فساد فى كل العناوين و فيها بيعت ضمائر البلدان و مصائر القضايا المهمة التى تشغل بال الرأى العام العالمى و اخرها ما حصل اثناء التصويت على القرار المتعلق بالقدس و تلك الضغوط الفجة القبيحة التى سلطتها مندوبة الولايات المتحدة الامريكية و دفعت دول مستضعفة مثل التشاد و قواتيمالا و غيرها الى التصويت ضد قرار انسانى و قانونى يدين اسرائيل الدولة الغاصبة للأرض الفلسطينية ، ان تصل الجرائم الجنسية داخل اروقة الامم المتحدة و مكاتبها المغلقة الى حد الاغتصاب و الاغتصاب المتواصل و المتجدد فهذا تعبير فاضح عن مدى سقوط اليات المحاسبة و الرقابة و التصدى لهذه الظاهرة المعيبة و فضح لسياسة الامين العام التى تشجع على الفساد الاخلاقى اضافة الى وقوفه موقف المتفرج المدان تجاه امهات القضايا الانسانية و القانونية مثل القضية الفلسطينية .

ما حصل من اعتداءات جنسية فضيعة و فى اماكن عدة من مقر الامم المتحدة و العالم من طرف موظفى الامم المتحدة معيب و لكن المثير ان هناك ارادة صمت للتعتيم على كل هذه الجرائم المرتكبة ضد الانسانية و ارادة الصمت و التعتيم على هذه المسألة المهمة واضحة لان هناك تصريحات و اتهامات و وقائع مسترسلة و مرعبة تدين موظفى الامم المتحدة بالتحرش و بالاغتصاب الفردى و الجماعى و هناك شهود عيان من الثقاة تحدثوا عن هذا الموضوع بل نشروا كتبا و مقالات واضحة و بالأدلة حول هذه الجرائم لكن النهاية و الخاتمة تكون بإقفال ملف التحقيق و تبرئة المجرمين و هو ما يعتبر اغتصابا ثانية للمتضررة من هذه الاعتداءات القذرة التى تمس من الذات البشرية و تصيب مشاعرها فى مقتل ، من الاضرار ايضا ان يضطر صمت الامين العام للأمم المتحدة و عدم متابعته للقضية بالشكل و السرعة و التحرى المطلوب المتضرر الى ترك عمله خشية من الفضيحة و احساسا بالذل وتجنبا لتواصل اهدار كرامته يوميا سواء بطريقة مباشرة من طرف الجلاد او بسبب رؤيته على مدار ساعات العمل فى تلك المؤسسة التى تداس فيها كل القيم الانسانية .

يتحدث الجميع اليوم عن فساد الامين العام و كبار الموظفين فى الامم المتحدة و هناك اتهامات مباشرة موجهة لكل هؤلاء الفاسدين الذين تتسرب الاتهامات بكونهم يستغلون اموال الدول المشاركة للإثراء على حساب مصالح الشعوب التى تعانى فى كل دول العالم ، تتحدث التقارير و التحاليل الصحفية بكثير من الادلة و البراهين عن عطايا عدة دول مقابل خدمات معينة تقدمها الامم المتحدة و عمليات شراء صمت و ضمائر بعض الدول فى قضايا تتعلق بانتهاك حقوق الانسان و جرائم ضد الانسانية كما يحصل فى البحرين على يد النظام البحرينى ، هناك اتهامات حول قيام الامم المتحدة بافتعال تقارير مزيفة حول وضعيات حقوق الانسان او المجاعة او الاحتياجات لبعض الدول الفقيرة و هذه التقارير المزيفة تعتمد فى تقديم الاعانات التى تبين انها لا تصل الى اصحابها و ان مبالغها يتم اقتطاعها من كثير من القيادات النافذة فى هذا الهيكل الأممى ، تتحدث احد موظفات هذا الهيكل المريض عن الجانب الاعلامى لتشير بأصابع الاتهام الى كثير من الصحف و القنوات الاعلامية و على رأسها البى .بى . سى البريطانية التى ترفض الخوض فى مثل هذا الملف الخطير رغم كل الادلة و البراهين و الشهادات الموثقة لكثير من المتضررين او المتعلقة بالفساد المالى ضد كبار القيادات و هذا ما يطرح مسألة اخلاق المهنة المزيف فى هذه الوسائل الاعلامية.

من البوسنة الى تيمور الشرقية الى رواندا و ليبيريا و كومبودج و هايتى تتعدد فضائح انتهاكات موظفى الامم المتحدة للشرف الانسانى دون محاسبة و رغم كل التشكيات و الملفات المفتوحة فان الامم المتحدة تبقى رافضة للتدخل لهيكلة نفسها و وضع حد لهذه الانتهاكات سواء على مستوى الفساد الاخلاقى او الفساد المالى ، فى سنة 2005 تم تقديم تقرير مهم الى الامين العام من طرف احد مستشاريه الكبار الامير زايد و قد تضمن التقرير عدة توصيات لمعالجة كل هذه الوضعيات المؤلمة لكن المتابعين لهذا الملف يعتقدون ان الامين العام قد القاه فى سلة المهملات فى نفس اللحظة لان هناك ارادة سياسية على التعتيم و تجنب اوجاع الرأس من بعض الدول النافذة داخل اروقة هذه المنظمة الفاسدة ، بالطبع هناك فرق بين النظرى و بين الكتابى كما يقال لان التعليمات الصادرة تفيد بأنه لا تسامح مع الفساد و الاغتصاب و كل الاعتداءات التى تطال الشعوب اين توجد قوات الامم المتحدة لحفظ السلام لكن الواقع يقول بالعكس بان هذه البعثات اصبحت تدمر و تنتهك حقوق الانسان فى العيش بكرامة بل تدمره اخلاقيا و ماديا بالإثراء على حسابه و انتهاز معاناته لإعداد تقارير مزيفة يعلم الجميع ان اموالها تدخل جيوب كبار موظفى المنظمة المافيا .
فى سنة 2010 عبرت السيدة مارقو والستروم الممثلة الشخصية للأمم المتحدة بأنها تعتبر الجمهورية الديمقراطية الكونغولية بأنها العاصمة العالمية للاغتصاب و بان 45 فى المائة من حالات الاغتصاب ارتكبتها القوات الاممية العاملة بهذا البلد المنكوب ، ” عندما تفقد القبعات الزرقاء العقل ، ماذا يجب ان يمر من وقت ليستيقظ ضمير الامم المتحدة ” ..هذا عنوان احد المقالات المزعجة لأحد الصحفيين الكنديين و الذى تضمن سيلا من المعلومات و الوثائق و الادلة و الشهادات حول حالات الاغتصاب التى تتم ايضا فى نزل البلدان التى تعمل فيها قوات الامم المتحدة تحت غطاء و تعتيم شبه كامل من السلطات المحلية و بعلم السفارات الاجنبية المعتمدة و لعل هذا التحقيق قد اثار حفيظة الامين العام و دفعه تحت ضغط الفضيحة التى تناقلتها كل وسائل الاعلام فى العالم الى فتح بحث بواسطة قسم التحقيقات و التحرى انتهى الى فضيحة بعد ان تبين تلاعب التقرير بالحقائق بشكل مزعج و كشف الامين العام الذى اشرف شخصيا على متابعة النتائج بكونه الشخص الاكثر فسادا فى هذه المنظومة و ان تشبثه بالكرسى قد جعله يفقد كل مصداقية اخلاقية و يرمى بسمعة هذه المنظمة الى الحضيض .